أربع دروس استفدتها في العمل تحت الضغطالعمل تحت الضغط
من تصويري – الثمامة ٢٠١٣


عايشتت مؤخرا تجربة عصيبة تمثلت في الاستعداد لمناسبة كبيرة وقتها محدد بارتباطات رسمية لا يمكن تأجيله. ومن هذه التجربة استفدت دروسا مهمة في العمل تحت الضغط أشارككم فيها. وهي دروس ملخصها أن مسارك المهني يعد عبارة عن مجموعة من التحديات المتتالية ونجاحك أو فشلك فيها ليحدد أين تصل في مسيرتك ونجاحك الكلي.
أفادني الاستعداد لهذه المناسبة أمورا مهمة هي:
التخطيط مهم حتى لو تنفذ الخطة

لا شك أن التخطيط مهم جدا للنجاح، ومن يفشل في وضع خطة، هو يخطط للفشل (كما قال وينستون تشرشل). ولكن في المقابل قديما قالوا أن الخطة تبدو محكمة إلى أن تواجه الرصاصة الأولى. فوجدت من التجربة أن عملية التخطيط مفيدة في حد ذاتها وإن لم تنفذ الخطة بحذافيرها أو تغيرت الظروف التي بنيت على أساسها الخطة. حيث أن التخطيط عملية تستدعي التفكير بعمق في الهدف وتساعد في تحديد شكل النجاح المنشود وهي أيضا تحدد مجموعة التصرفات اللازم الاتجاه إليها حتى لو اختلفت الخطوات الدقيقة.
التحديات هي ما يظهر معادن الرجال (والنساء كذلك)

يتعامل الناس بطرق مختلفة مع الضغط، فمنهم يتقوقع ويتجمد ومنهم من يتحمس للعمل أكثر وبسرع ويبدع. أتى هذا الضغط في العمل في وقت كان يمر به بعض أعضاء الفريق بتحديات على المستوى الشخصي، فمنهم من كان والده في المستشفى تحت عملية خطيرة، ومنهم من لم ير عائلته لأيام، ومنهم من كان هو نفسه مريضا. ولكن تفاوت الإنجاز مع التساوي في وجود التحديات فمنهم من اختفي دون أثر أو اعتذار ومنهم من حاول أن يوفق إلى أن أنتهى الضغط. واستفدت أن هذه المناسبات فرصة لاكتشاف المواهب وقياس مدى الحماس للعمل. ومنها تكتشف أن بعض أفراد الفريق الواحد منهم بعشرة وأخرين وجودهم مثل عدمهم (وبالتالي من الأفضل الاستغناء عنهم).
المقتل في التفاصيل

وجدت أنه لا يمكن أن تكون مبكرا في الاستعداد أكثر من اللازم، وكلما بكرت في الاستعداد كان أفضل. ووجدت أنه في مناسبات مثل هذا تفاصيل كثيرة لا يمكن التعرف عليها أو التخطيط لها دون تجارب أداء. ولتجارب الأداء أهمية حتى لو لم يتم العرض النهائي بنفس منوالها بالضبط. وأقل ما يقال عنها أن بالإضافة إلى تعريفك بتفاصيل العمل تعطيك ثقة كبيرة في النفس تدعمك في التنفيذ. ومن الطرق الأخرى للتعرف على التفاصيل هي أن تستعن بصاحب الخبرة ولا تستكثر الأجر فهو تأمين ضد الفشل.
وأمر أخير تعلمته هو:
لتأخذ حريتك في انتقاد المقصرين، أكرم الناجحين

من خلال هذه التجربة نجحت مجموعة من الموظفين في العمل تحت الضغط ولمعوا وفي المقابل انكشفت مجموعة من ضعيفي الأداء كانت متدثرة بستار روتين العمل اليومي. وليأخذ القائد رخصة لانتقاد المقصرين والتعامل معهم فإنه بحاجة إلى أن يكرم بسخاء المتميزين. وهذا ما تم بالفعل، فكان هناك حفل تكريم مباشر ومكافآت مجزية للمتميزين. وتم التعامل بحزم مع المقصرين.