ان الأشخاص الذين بامكانهم النظر الى جانبي الحالة في أي سوق توظيف هم الوسطاء أي كل من وكالات وشركات التوظيف. فهم يعرفون نوعية المرشحين المتوفرة، وعدد فرص العمل المتاحة لدى زبائنهم ونوعها، وبامكانهم تحديد القيمة السوقية للمؤهلات والخبرات.

لذا قمنا في ظل الركود العالمي السائد بالتحدث مع مسؤولي التوظيف في خمس مدن عالمية رئيسية، هي: لندن ومومباي ونيويورك وشنغهاي وسنغافورة. وقد سألناهم عن رأيهم بالملتحقين في برنامج شهادة الماجستيرفي ادارة الأعمال ممن سيتخرجون هذا العام، وعن القطاعات التي صمدت في وجه هذا الركود وعما إذا كان بامكانهم تقدير متى ستتحسن الأمور من جديد.
لندن

لقد شهدت عاصمة السوق المالية الأوروبية أوقات مضطربة خلال العام الماضي مع البنوك المؤممة وتقدير بعض الخبراء بأنه قد يتم خسارة حوالي 50 ألف وظيفة في مجال الخدمات المالية خلال العامين المقبلين.
Curly Moloney هي رئيسة مجلس ادارة Moloney Search، شركة توظيف متخصصة في خريجي المملكة المتحدة، والماجستير في إدارة الأعمال والأسواق التنفيذية والتنفيذيين من الشباب.
"اعتقد ان العالم لا يدرك كم ستسوء الأمور في وقت لاحق"، بحسب Curly. ان شهادة الماجستير في إدارة الأعمال هي من المجالات التي سوف تشهد تراجعا حادا. ونحن نشاهد تراجعا في عدد المنتسبين الى برامج الماجستير في إدارة الأعمال والوظائف المتاحة لحاملي شهادة الماجستير في إدارة الأعمال. فكل المهتمين يقررون أي جامعة سيذهبون اليها وأي خبرة مسبقة يريدونها وفقا لاستراتيجية معينة. لم يعد يقتصر الأمر على توظيف شهادة الماجستير في إدارة الأعمال؛ باتوا ينظرون فعلا الى الخبرة العملية السابقة.
"إن المجال الوحيد الذي لم يتراجع هو مجال إدارة سلسلة التوريد. ان المهام التي شهدت تراجعا هي تلك العامة: أي مهام التسويق والتجارة. وسيبقى الفرد يسعى للحصول على شهادة الماجستير في ادارة الأعمال لتولي دور في مجال المبيعات في حال توفرت لديه خبرة سابقة؛ كما ان الطلب دائم على مسؤولي الموارد البشرية المتميزين طالما أنهم يتمتعون بطريقة تفكير تجارية أيضا".
مومباي

لقد نجح المركز التجاري في الهند بتجنب ويلات الركود حتى الآن. الا ان الهجمات الإرهابية التي وقعت في نوفمبر 2008 أثرت على السياحة وقد تؤثر أيضا على الثقة ضمن نطاق أوسع.
Dinesh Mirchandani هو رئيسBoyden في الهند، والمقر التنفيذي لشركة الأبحاث العالمية في مومباي. لديه ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة بوسطن، وهو مهندس برمجيات سابق كان يعمل لدى Digital Equipment Corp.
" لا تجد العديد من الناس هنا يقولون ان الهند قد تأثرت"، كما قال Dinesh. "في الواقع، بقي وضع الهند سليما إلى حد كبير. والأمر الذي كان يدفع الأمور الى الأمام طوال العامين الماضيين لم يكن الاقتصاد العالمي فقط، ولكن الطلب المحلي الذي لا يزال ناشطا في مجال السلع والخدمات. ما زالت هناك حشود في مراكز التسوق وليست مهجورة كما هي الحال في الولايات المتحدة. ان الطبقة الوسطى الهندية لم تقم بالاقتراض الزائد كما فعلت في الغرب كما انها لا تزال تستعرض قوتها الشرائية. في الواقع، وبعد أن أصبحت أسعار السكن معقولة أكثر بكثير، بات وضع العائلة التي تتمتع بمدخولين جيد.
"ان القطاعات التي ليست على ما يرام هي تلك المعتادة والمتوقعة دائما: أي الخدمات المالية والعقارات. أما المجالين الذيين لا يبدو انهما تأثرا كثيرا هما السلع الاستهلاكية، حيث تجري الأمور عادة على صعيد الأعمال والمستحضرات الصيدلانية. ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت حدة الركود ستتراجع هنا وبوقت قريب، ولكن هذا ما نتوقعه".
نيويورك

المركز المالي العالمي نيويورك هي المدينة التي بدأ فيها الركود. وقد انذر العالم من خطورة هذا الأمر بعد انهيار بنك ليمان براذرز في سبتمبر 2008.
Adam Zoia هو الرئيس التنفيذي لشركة Glocap Search، وهي شركة مقرها نيويورك ولديها مكاتب في لندن و في جميع أنحاء الولايات الاميركية. وهو أيضا محاضر سابق في الاقتصاد في جامعة هارفارد.
"اللافت في الوضع الحالي هو أنه يؤثر الى حد كبير على جميع القطاعات، وجميع مجالات العمل وجميع أنواع الأدوار الوظيفية"، بحسب Zoia. "إن الشركات التي تقوم بعملية إعادة هيكلة داخلية هي نشيطة جدا على صعيد التوظيف على الرغم من أن الأرقام تبقى ضئيلة؛ ان الرعاية الصحية من القطاعات التي يوجد فيها استقرار جيد نسبيا في التوظيف، وبعض قطاعات الطاقة الجديدة تقوم بتوظيف متخرجي برامج الماجستير في إدارة الأعمال حتى ولو بأعداد صغيرة، وبفضل ذلك يبقى الوضع مقبولا.
"ومن الصعب أن نتصور أنه نظرا لحالة الاقتصاد المتقدمة في العالم أن الطلب على خريجي الماجستير في إدارة الأعمال لن يكون مرتفع إلى حد ما من جديد في وقت قريب. ولكن لا يزال هناك نقص في هذه الهيكلية الديموغرافية، وبالتالي فان الامور ستنتعش مجددا الا انه من الصعب التكهن بموعد حصول ذلك. وانا أعتقد أنه هناك بضعة أمور واضحة. عندما يكون لديك تسريحات كثيفة وتفكك كما هو حاصل الآن، وعندما يتغير وضع الاقتصاد في غضون ستة أشهر أو ثمانية عشر شهرا، سيكون هناك ارتداد كبير جدا. ان العالم في حالة من الذعر حاليا وحالما يعود النشاط الاقتصادي الى مستويات طبيعية ستشهد الشركات نقصا كبيرا على صعيد الموظفين".
شنغهاي

تمثل شانغهاي المركز المالي الأساسي للصين والمدينة التي تجسد على أفضل وجه النمو الاستثنائي الذي شهده البلد في العقد الماضي.
ستيف فيشر هو شريك وأحد كبار المهتمين بشؤون الزبائن (في مجال الأسواق الصناعية) في Korn/Ferry الدولية فى شانغهاي، وهي احدى أكبر شركات التوظيف التنفيذية في العالم. ويتمتع Fisher بعقدين من الخبرة في جنوب شرق آسيا.
"أفضل التخرج من برنامج ماجستير في ادارة الأعمال من جامعة اقليمية والعمل في الصين على البحث عن عمل في الولايات المتحدة"، بحسب Fisher. "قد لا يكون الوضع قويا كما كان عليه قبل ثمانية عشر شهرا، ولكن لا يزال عدم التوازن سائدا هنا بين العرض والطلب على صعيد أصحاب أفضل الكفاءات. قد لا تكون الأمور جيدة كما كانت عليه، ولكنها ليست بالسيئة. على الشخص أن يكون أكثر ابتكارا وأكثر فعالية بطريقة اتصاله بالشركات المتعددة الجنسيات، ولكن الكثير من الشركات الحكومية وتلك الصينية المدرجة تقوم بالتوظيف وسوف تكون مهتمة بأشخاص حائزين على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال تكون معتمدة دوليا.
"ان الصين تنشط في مجال الطاقة البديلة، وهناك الكثير من النمو في طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وكذلك في الوقود الحيوي. وكان القطاع الصناعي الأكثر نشاطا من ناحية التوظيف. هناك استثمارات كثيرة في البنية التحتية العامة والشركات المتعددة الجنسيات والشركات الصينية العاملة في هذا المجال قد تصبح نشيطة على حد سواء في مجال التوظيف. ان صناعة الأدوية لا تزال تنمو لذا سيحظى كل من حملة الشهادات الجامعية في علم الأحياء أو الكيمياء بفرص في هذا المجال. انا أشعر بالتفاؤل ازاء مستقبل المتكلمين بلهجة المندرين والحائزين على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال والذين يتمتعون بمعرفة للسوق المحلية. لن يتطلب الأمر سوى بعض المثابرة ".
دبي

"ان الطلب على أصحاب المواهب من الحائزين على شهادة ماجستير في إدارة الأعمال على تزايد في منطقة الشرق الأوسط خاصة أن عدد كبير من الاقتصادات الإقليمية لم يعد يعتمد على القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز، وبات يركز على أجهزة ونظام معرفة اقتصادية أكثر تنوعا"، بحسب عامر زريقات، المدير الإقليمي لبيت.كوم في دبي، وهي بوابة الوظائف الرائدة في الشرق الأوسط. "ان شهادات الماجستير في إدارة الأعمال المحصلة من أهم جامعات وكليات الأعمال تحافظ على جاذبيتها لدى أصحاب العمل الإقليميين والشركات المتعددة الجنسيات التي توسع نطاق عملياتها في المنطقة وفي قطاعات متعددة على حد سواء. وبما ان عدد متزايد من الجامعات الدولية التي تقدم برنامج الماجستير في إدارة الأعمال أنشأت فرعا لها في منطقة الشرق الأوسط، ونظرا لان هذه الشهادة أصبحت متاحة للجميع وباتت تمثل شهادة شائعة ومتقدمة في المنطقة، بات ينظر إليها على نحو متزايد على انها اداة أساسية يجب ان تكون في جعبة أي مهني يبحث عن التقدم المهني".