إذا سألك أحدهم عن أهم جانب من جوانب الأعمال ينبغي التركيز عليه لبلوغ النجاح، ماذا ستجيب؟
ربما يختار البعض جانب المبيعات، فيما قد يختار البعض الآخر التسويق. وسيجيب عدد كبير من الناس بأن القيادة هي العنصر الأهم، ويرى آخرون أنه النظام. كما ستفضل نسبة ضئيلة من الأشخاص جانب "الفطنة المالية" على أنها أهم جوانب الأعمال. لا أنكر أن هذه المجالات جميعها ضرورية لبناء مشروع تجاري مميز. لكن من واقع تجربتي، أرى أن ثمة عنصراً نادراً ما يتم التحدث عنه، بالرغم من تفوق أهميته على باقي العناصر الأخرى، إنه عنصر "السرعة".
لنتأمل الأمر سوياً، ما هي الشكوى الأولى للمديرين التنفيذيين ورواد الأعمال هذه الأيام؟ إنها عجزهم عن إنجاز ما يكفي من المهمات. ولاشك بأن لديهم أفكاراً عظيمة ووافرة، لكن تحويل هذه الأفكار إلى واقع هو الجزء الأكثر صعوبة؛ فالمسألة لا تقتصر على قضاء وقت أطول في العمل، لأن السبب وراء عدم قدرة العديد من الأشخاص على تنفيذ المهام بدرجة كافية ليس ضيق الوقت (فالمعظم يعمل لمدة 50 إلى 60 ساعة في الأسبوع) بل يكمن في وجود بعض الأفراد الذين يعيقون سير الأعمال بصور متعددة.
مثل هؤلاء الأفراد يحتاجون وقتاً طويلاً لاتخاذ القرارات، أو يحدون من قدرتك على أداء المهام، أو يفرطون في عقد الاجتماعات للتحدث عن الإيجابيات والسلبيات، أو يماطلون في تحديد المصادر الملائمة للعمل، أو لا يصلون إلى قرار أصلاً، أو ينسون موافقتهم سابقاً على فعل شيء معين، أو لا يتابعون تنفيذ القرارات التي اتخذوها.
في الواقع، إنجاز الأعمال في عالم الشركات صعب للغاية، بسبب وجود مقدار كبير من التكاسل أو التعقيدات أو الممانعة. والطريقة الوحيدة للتغلب على ذلك تكون بامتلاك حس حقيقي بأهمية السرعة في العمل. وحين يمتلك المرء هذا الحس، يستطيع إنجاز المهام الموكلة إليه كافة، وإجبار الآخرين على تنفيذ ما يطلب منهم في الوقت المحدد.
فإذا لم تدرك أهمية السرعة في العمل، ستتراخى وتعمل ببطء شديد. وهنا يأتي السؤال المهم: هل تؤدي أعمالك بالسرعة المطلوبة، أو تطلب من الآخرين الشيء ذاته؟ إن الشعور بضرورة الإسراع في العمل لا ينشأ بسهولة؛ فالناس لا تحب الإنسان الملح أو العجول عموماً، لأنهم يرونه فظاً ومتهوراً. لكن التصرف بهذه الطريقة هو الحل الوحيد لوضع الأمور في نصابها الصحيح. كما أن هناك وجوهاً متعددة للسرعة المطلوبة، ينبغي التركيز عليها لضمان تحقيق نتائج رائعة:
1. الإسراع في التخطيط الاستراتيجي:
أعرف الكثير من أصحاب الشركات الذين يستغرقون أكثر من عام كامل لاتخاذ قرار معين، ونتيجة لترددهم في وضع الاستراتيجيات، فقد باتوا يمثلون مرتبة متأخرة في قطاعاتهم.
2. مطالبة الآخرين بالإسراع:
لا تقبل أن يتأخر أي أحد في تسليم ما أوكل إليه من مهام، ولا تلتمس له الأعذار الواهية، ولا تسمح له باستغلال رحابة صدرك. فإذا أردت من شخص ما إنجاز العمل المطلوب بسرعة، عليه أن يضعك على رأس أولوياته.
3. غرس أهمية الإسراع في الذهن:
إذا أردت أن تحصل على منجزات عظيمة، من الضروري أن تغرس أهمية السرعة في ذهنك وأن تقدر قيمة الوقت، عندئذ ستتمتع بالطاقة والحافز اللذين سيدفعانك إلى تنفيذ واجباتك بأقصى سرعة.