يمكن توضيح العلاقة بين الصراع التنظيمي والهيكل التنظيمي من خلال توضيح العلاقة بين الصراع وبين المتغيرات التنظيمية مثل التعقد والرسمية والمركزية والاتصالات . وذلك على النحو التالي :

1) التعقد Complexity
قام أحد الكتاب Crown بدراسة العلاقة بين الصراع والتعقد التنظيمي حيث وجد أن مع زيادة درجة التعقد الرأسي يزداد عدد المستويات العليا والدنيا مما يزيد درجة المنافسة على الموارد ( مثل القوة ، المكانة ، العوائد ) وتزداد درجة الصراع . وبالمثل مع زيادة التعقد الأفقي تزداد عدد الوظائف والإدارات وبالتالي تزداد الاختلافات بين أهداف وتوجهات ودرجة تخصص الأفراد فى هذه الإدارات مما يزيد الصراع .

2)المركزية Centralization

اختلفت الكتابات والدراسات فى توضيح العلاقة بين الصراع ودرجة المركزية واللامركزية ، فمن ناحية تقول عدة دراسات أن انخفاض درجة مشاركة العاملين فى اتخاذ القرارات ( درجة عالية من المركزية ) تؤدى إلى الصراع وان زيادة هذه الدرجة ( مشاركة العاملين) تؤدى إلى انخفاض درجة الصراع على الجانب الأخر ، تقول عدة دراسات أن الدرجة العالية من اللامركزية قد تؤدى إلى زيادة الصراع بين الإدارات للانفراد بهذه السلطة وان الأفضل هو مركزية هذه السلطة فى يد الإدارة العليا .


3) الرسمية Fomulation
تقول Mary ان كل ادارة بالمنظمة تريد ان تلتزم الادارات الاخرى بالقواعد والنظم الخاصة بالمنظمة فى حين تريد ان تحتفظبالاستقلال ويتضح ذلك جيدا فى العلاقة بين المهنيين والبيروقراطيين ، فمحاولة فرض التنميط الرسمية من جانى البيروقراطيين على المهنيين سيؤدى الى الصراع بينهما ، اذن هناك علاقة ايجابية بين الرسمية والصراع . ايضا وجد Crown
ان الرسمية تؤدى الى الصراع على الرغم من انها تزيد من التنسيق فى المنظمة .
4) الاتصالات Communication

تقول Mary انه على الرغم من الاتصالات قد تحل حالة سوء الفهم بين الادارات ، الا انها لا تسطيع ان تحل الصراع فى المصالح والقيم والاهداف بمعنى ان الاتصالات لا يمكن ان تغير من القيم والاهتمامات والاهداف الخاصة بالادارات .
فقد وجد Walton ان معرفة كل ادارة بوظائف الادارات الاخرى ومهامها يمكن ان يساعد على الصراع لانها لاننا سنتعرف على اهداف ومصالح كل ادارة وبناء على ذلك ، اذا افترضنا ان الاتصالات تزيد من المعرفة فان العلاقة بين الصراع والاتصالات تعتبر علاقة ايجابية على الجانب الاخر ، وجد ان الادارات التى تجد صعوبة فى الاتصال ببعضها البعض تكون اكثر عرضة للصراع من التى لاتجد هذه الصعوبة .
اذن نخلص ان الاتصالات فى حد ذاتها لايمكن ان تؤدى الى تغيير القيم والاتجاهات والاهداف الخاصة بالادارات وان كانت يمكن ان تعالج سوء الفهم بين الادارات . ايضا ، الاتصالات التى تؤدى الى معرفة كل ادارة لاهداف وقيم واهتمامات الادارات الاخرى يمكن ان تؤدى الى الصراع ، وكذلك الاتصالات المنعدمة بين الادارات تؤدى ايضا الى الصراع .

وبصفة عامة ، يزداد احنمال الصراع عندما تزداد درجة اعتمادية الحدات والادارات على بعضها البعض ، وعندما تزداد درجة عدم التأكد البيئى . اما من الناحية التنظيمية ، فان الصراع يزداد احتمال حدوثه فى المنظمة التى تزداد بها درجة التعقد التنظيمى ، ودرجة الرسمية والمنظمة التى بها نطاق واسع من الاتصالات والمنظمة التى بها درجة عالية من اللامركزية .