هل سمعت من قبل عن دراسة الجدوى؟ هل قمت بعمل دراسة جدوى من قبل؟ هل تريد أن تعرف كيفية عمل دراسة الجدوى؟ هل لديك الكثير من التساؤلات حول دراسة الجدوى؟
أولًا: رغم تعدد المفاهيم، إلا أنه يمكن تعريف دراسة الجدوى بأنها: تلك الدراسات التي تتعلق بالفرص الاستثمارية في مراحلها المختلفة، منذ أن كانت فكرة حتى الوصول إلى القرار النهائي بقبول الفكرة باعتبارها مبررة اقتصاديًا، أو رفض هذه الفكرة باعتبارها غير مبررة اقتصاديًا.
وبناء على هذا التعريف يمكن التوصل إلى أن دراسة الجدوى تتضمن كافة الدراسات (القانونية والتسويقية والمالية والاقتصادية) التي تمكن من توفير قدر من البيانات والمعلومات التي تساعد متخذ القرار الاستثماري في اتخاذ قراره بما يحقق أهدافه، وهنا فإن دراسة الجدوى تشمل مفهومًا واسعًا، والذي في إطاره تتحقق الربحية على المستوى الفردي (الربحية التجارية، أو تحقيق أقصى عائد ممكن للموارد المتاحة) أو الربحية على المستوى القومي.
يقول جاك ويلش يعتبر موضوع دراسة الجدوى الاقتصادية وتقييم المشروعات أحد الفروع الاقتصادية والإدارية الحديثة التي لا غنى عنها لأي مشروع من المشروعات العامة أو الخاصة أو المشتركة.
ثانيًا : يمكن تلخيص أهمية دراسة الجدوى في النقاط التالية:
• تحديد الأفضلية النسبية التي تتمتع بها الفرص الاستثمارية المتاحة من وجهة نظر التنمية الاقتصادية، وبما يساعد السياسة الاقتصادية على تقرير السياسات والحوافز الملائمة لتشجيع القطاع الخاص على تنفيذ تلك الفرص.
• تساهم دراسة الجدوى في تحقيق التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية على المستوى الوطني.
• إنها وسيلة عملية تساعد أصحاب رؤوس الأموال على اتخاذ القرار السليم.
• وسيلة عملية لإقناع مراكز وهيئات التمويل (المحلية، الإقليمية، والدولية) بتقديم وسائل التمويل المناسبة وبالشروط الملائمة.
• وسيلة عملية وعلمية لتقييم المشروعات المقترحة موضوع الدراسة وفقًا لمعايير مالية واقتصادية موضوعية بعيدة قدر الإمكان عن التقييمات الشخصية والعشوائية.
• وسيلة عملية تساعد متخذ القرار الاستثماري على المفاضلة بين فرص الاستثمار المتاحة بما يعظم هدف المستثمر.
• وسيلة عملية وعلمية تساعد متخذ القرار على تصويب وتعديل خطط الإنتاج والتشغيل بما يتلاءم مع الظروف المتغيرة والطارئة.
وسواءً كان هذا المشروع قائمًا بالفعل، أو مجرد فكرة مطروحة، فأهمية هذه الدراسة تتمثل في سعيها لإقامة الدليل العلمي، وبأسلوب كمي على مدى جودة أو صلاحية المشروع المقترح إقامته، أو القرار المطلوب اتخاذه.
ولا شك أن ذلك يتطلب فريق عمل من تخصصات متنوعة، وعلى درجة عالية من المعرفة العلمية والخبرة العلمية، ويتوقف تكوين الفريق على طبيعة المشروع وحجمه.
ثالثًا: تهدف دراسة الجدوى إلى ترشيد القرار الاستثماري بوجوب قيام المشروع الاقتصادي على دعائم الصلاحية الاقتصادية والفنية، وبمعنى آخر تهتم هذه الدراسات بمدى جدوى إنشاء المشروع المقترح قبل تنفيذه بطريقة عملية، فالقرار الاستثماري الرشيد لابد أن تسبقه دراسات توضح وجود سوق كافٍ يتم فيه تصريف إنتاج المشروع، وإمكانية تنمية هذا السوق، وأيضًا توافر الخامات والأيدي العاملة والبُنية الأساسية اللازمة، بالإضافة إلى توافر مصادر التمويل بالقدر الكافي وفي الوقت المناسب.
والأهم من ذلك كله أن هذا المشروع سيحقق في النهاية عائدًا يتناسب مع طبيعة المشروع، ودرجة المخاطرة التي يتضمنها هذا من وجهة النظر الفردية، أما من وجهة النظر الوطنية فالأمر يتطلب تقدير مدى مساهمة المشروع في تحقيق كافة الأهداف الأساسية للتنمية (اقتصادية وغير اقتصادية)، وكل هذا يقتضي إعداد تقارير ودراسات، سواءً لأصحاب رؤوس الأموال أو للسلطات العامة، وهذه التقارير قد تكون مبسطة كما في حالة المشروعات الصغيرة والعادية، وقد تكون في شكل مجلدات كما في حالة المشروعات الكبيرة والضخمة، ويقوم بهذه الدراسات عادة متخصصون في الفروع المختلفة التي تتناولها الدراسة، والتي تختلف من مشروع لآخر حسب طبيعته وحجمه.
أخيرًا : فلقد أثبتت السنوات الماضية أن عدم القيام بدراسة الجدوى قبل إنشاء المشروعات الجديدة أو اتخاذ قرارات الإحلال والتجديد أو التوسعات في المشروعات القائمة، سواءً عن جهل أو تعمد، هو خطأ فادح يؤدي إلى تبديد الموارد وسوء استخدامها وضياع أضعاف الأموال التي كان يمكن أن تنفق على دراسات الجدوى.

بقلم: د. زيد الرماني