لقد ثبت أن أفضل طريقة للوصول إلى المستقبل المشرق هو أن نبتكره، لاسيما أننا نعيش في عصر متغير سريع جعل حياتنا متباينة بين السلب والإيجاب وفي أغلب الأحيان غامضة. ولذلك لابد أن ندرك أهمية العمل الحر والعمل على نشر ثقافته لتفجير طاقات الشباب وكانت أولى الخطوات التنفيذية لنشر هذه الثقافة الاتجاه إلى العمل الحر، فضلًا عن أنه يؤدي إلى عدم اعتماد الشباب على الدولة في إيجاد وظائف مكتبية لهم، فإنه يؤدي إلى تحفيز الشباب على الابتكار والإبداع وتوجيه فكرهم وجهدهم في العمل الــذي يعود عليهم وعلى بلدهم في التنمية والتقدم والازدهار.
وحتى لا تتزايد مشكلة البطالة تتزايد في ظل اعتماد الشباب على إيجاد فرص العمل على الدولة، وأيضًا عدم قدرة السياسة التعليمية على إعداد الكوادر التي تتفق في تخصصاتها مع تطورات العصر واحتياجات السوق بخاصة في المجتمعات الصناعية الحديثة والمناطق الزراعية الحضارية بالإضافة إلى الوجود في مساحات بعينها في الدولة دون النظر إلى بقية المساحات التي من الممكن بها إقامة بعض المشروعات التي تعطي الشرارة الأولى للانطلاقة الاقتصادية في شتى الأماكن في ظل تزايد عدد السكان وتزايد عدد الخريجين؛ لذلك كان لابد من النظر والتركيز على المشروعات الصغيرة التي لا تحتاج إلى إدارة متوسعة ورأس مال محدود وتعتمد على نواتج المصانع الكبيرة والمتوسطة سواء للإنتاج لتسويق المشروعات التجارية والخدمية أو لتصنيع المخلفات لهذه المصانع، لاسيما في وجود الدعم من الدولة للتنمية التي تقدم جميع المساعدات لهذه المشروعات الصغيرة ويقوم بالإقراض للمشروعات القابلة للتنفيذ.
وهنا لابد من ذكر الست تاءات التي تنبع من تحويل الإنسان لنفسه ويسعى لتحقيق ذاته من خلال المبادرة لنفع نفسه ومجتمعه بالصبر والتحمل. وأشار إلى أن السوق جيد ويستوعب الكثير على أن يكون لدى المبادر حب التعلم وشراء المعرفة والإخلاص في الوقت والجهد والصبر لاسيما في الوقت الحاضر الذي يتسم بسهولة الحصول على المعلومة من أساتذة الجامعات ورجالات الصناعة حتى يستطيع الإنسان أن يحقق ذاته.
وتتبلور التاء الأولى في التمويل وتكمن في وحدات الإقراض في البنوك التي لم تكن متاحة من قبل، أيضًا يمكن أن يكون التمويل ذاتيًا من الأقارب أو الأصدقاء ليتم إنشاء المشروع المراد إقامته.
أما التاء الثانية فهي التدريب ونقل التكنولوجيا وهذه يجب الاختيار الجيد فيها بما يناسبنا، فالتدريب متاح داخل مراكز التدريب الكثيرة التابعة للدولة، وأيضًا لم يكن ذلك متاحًا من قبل.
أما التاء الثالثة فهي التسويق بمعنى (حسن السوق ولا حسن البضاعة) ويتضح ذلك أنه يجب دراسة السوق وما يحتاجه بعناية فائقة وهنا يجب التركيز على الدعاية للمنتج ليرى طريقه للبيع، وهناك نظرية اقتصادية تقول إنه إذا كان لديك عشرة قروش لإقامة مشروع فيجب أن تقوم بعمل دعاية بسبعة وتعمل بثلاثة.
ثم تأتي التاء الرابعة وهي تاء التصدير وهي تفرض نفسها بجودة المنتج. أما التاء الخامسة فهي تاء التطوير والتحديث فأصبحت مفروضة للتطوير العالمي لكل منتج.
أما التاء السادسة والأخيرة والبارزة وهي التعويق الحكومي وهي المشاكل التقليدية مثل استخراج سجل تجاري والتأمينات والضرائب.
وفي النهاية يجب على الدول النامية أن تعيد النظر في دراسة التخصصات التي تحتويها الكليات على مستوى الجامعات والتعرف عليها جيدًا بما يمكن أن يستفيد منه شريحة كبيرة من المواطنين وطلبة وخريجي الجامعات لوجود كثير من التخصصات تشمل كثيرًا من العلوم في مناحي الحياة لتفتح آفاقًا جديدة رحبة وواسعة ومستقبلًا أفضل للشباب.

بقلم: أحمد العدوي