رغم كل متاعبي لم أتوقف أبدا عن زيادة أعبائي الوظيفية كلما سنحت لي الفرصة، فأنا أحب اكتشاف الجديد في مجالي، إلى أن جاء اليوم الذي صرخت فيه مديرتي في وجهي قائلة: كفاك حمقا، وخذ فقط ما تقدر على حمله وإلا سوف يكسر ظهرك.
وبمعنى أقرب.. ماذا لو طلب منك مديرك في العمل القيام ببعض الأعمال الإضافية؟ هل تجيب مباشرة بنعم؟ أم تتريث قليلا؟.
كثير منا يظن أن تقبله لواجبات عمل أكثر يعني أنه سيزداد مكانة عند مديره، وبهذه الطريقة سيضمن الترقية وزيادة الراتب!
ولكن المفاجأة تكمن في أن هذا السلوك غير صحيح في كل الأوقات، ففي كثير من الحالات تكون الأعمال الإضافية وخاصة البعيدة عن أهداف الموظف ومساره الوظيفي سبب رئيسي في انخفاض أداء ذاك الموظف ومن ثم فصله عن العمل، فقد رأينا من يتطوع للقيام ببعض المهام الزائدة عن واجباته فيضطر للعمل ساعات إضافية وبذلك يصبح منهك القوى، وربما أثر ذلك على عمله الأساسي، فتكثر الأخطاء وتبدأ نوعية عمله بالتراجع تدريجيا.
“إن كنا على ثقة تامة أننا قادرون على قبول عمل إضافي فليكن، ولكن بحذر وبشكل تدريجي وبعد دراسة جدية لإمكاناتنا ووقتنا”، هذه كانت نصيحة ريتشارد تيمبلار بأسلوبه المميز في كتابه “قواعد العمل” ليرسخ قاعدة هامة جداً في الحياة الوظيفية لمن يقوم برفع يده بشكل دائم لقبول أعمال إضافية بلا دراسة ولا وعي قائلا “لا فائدة من رفع يدك عاليا وباستمرار لقبول أعمال اضافية، لأن ذلك يعني أنه يوماً ما سوف ينظر إليك كقرد”.
إن أدائنا لواجباتنا المحددة على أكمل وجه وبدقة عالية في الوقت المطلوب، هو أهم بكثير من إنجاز كمية أكبر من الأعمال بلا إتقان ولا احترافية.