ببنما أنا في العمل, وإذ بصوت يزمجر من ورائي, صراخ وتوبيخ ووعيد وتهديد, الصوت صادر من مكتب المدير.
بعد لحظات يخرج المدير مغضب, محمر الوجه, يسير بسرعة باتجاه مكتب المدير العام لبحث المشكلة التي تواجهه, ثم يعود الى مكتبه ويغلق بابه بعنف.
هدوء يعم جميع المكاتب في القسم, زملائي في العمل يتهامسون فيما بينهم ولا يجرؤون على الكلام بصوت عال, الكل متوتر والكل حذر. وسكريتيرة المدير مضطربة ولا تعرف ماذا تفعل.
يقطع الصمت صوت أحد الزملاء من الاقسام الأخرى الذي جاء ليقابل المدير, دخل مبتسما كعادته, وذهب إلى مكتب السكرتيرة سائلا إياها إذن لمقابلة المدير, واذا بها تتردد في الاجابة ثم لا تجد إلا جوابا واحدا : الافضل ان ترجع الى مكتبك الان وتأتي بعد ساعات لأنو مزاج المدير معكر.
قلت في نفسي :سبحان الله, الأبواب تفتح وتغلق توافقا مع مزاج المدير, إذا كان رب البشر يبقى بابه مفتوح لنا في كل الأحوال والمناسبات.
بعرف أنو نحن بشر وأننا أحيانا نكون في مزاج سيئ جدا يمنعنا أن نكون بأفضل حال لمقابلة الناس, و لكن هذا لا يعني أبدا أن نكون محكومين بمود المدير, فالقائد في الشركة هو من يتحكم بموده وليس موده من يتحكم به.