يعتقد بيت بيترونداس بشكل راسخ انه يستطيع دائما ايجاد استعمالات جديدة للاشياء، حيث نجح هذا المستثمر البريطاني الذي يبلغ من العمر 30 عاما حتى الآن من «تدوير» شركة «ايزي فون» ليخرجها من الافلاس ويدفع بها الى طريق النجاح.

بعد أن وصل إلى حافة الإفلاس .. الجوالات المستعملة تقود مستثمرا بريطانيا إلى عالم النجاح


وتكمن فكرة بيترونداس التجارية الاصلية من خلال بيع الهواتف الجوالة لعملاء الشركات، الا انه تلقى ضربة قوية بعد عام واحد من انطلاق شركته عام 2001 عندما قرر الممول الرئيسي الغاء العقد من دون سابق انذار.
واضطر بيترونداس الى الاستغناء عن 10 موظفين، لكنه عمل بدون ملل او كلل من اجل ابقاء عمله. وفي هذا السياق قال لصحيفة «الفايننشال تايمز»: «كان علي ان اجد فكرة جديدة.. حيث ان ايقاف المشروع لم يكن خيارا مطروحا ابدا».
وادرك بيترونداس ان الفرصة الجديدة جاءت، عندما كان العملاء يرسلون له هواتفهم القديمة بعد ان قرروا استبدالها بجديدة. وبيترونداس كان يعلم ان هنالك الكثير من الاشخاص في اوروبا الشرقية وافريقيا والشرق الاوسط على استعداد لدفع مبالغ معتبرة، من اجل الحصول على تلك الهواتف المستعملة، لأن اسعارها تقل كثيرا عن اسعار الهواتف الجديدة.
وهنا قام بيترونداس باعادة تدوير (recycled) عمله التجاري، فبدلا من بيع هواتف جديدة لعملائه في بريطانيا، بدأ بجمع الهواتف الجوالة القديمة في مقر شركته الرئيسي من منطقة «ماكلزفيلد» البريطانية، ليعيد توظيبها وبيعها مرة اخرى لزبائن في دبي واوروبا الشرقية وافريقيا.
وهنا قال المستثمر البريطاني لصحيفة «الفايننشال تايمز» ان «هناك 90 مليون هاتف جوال قديم تقبع في غرف البريطانيين ولا يتم تدوير سوى 1 في المائة منها»، وتابع قائلا: «عندما علمت ان 18 مليون هاتف جوال يتم بيعها في بريطانيا كل عام، ايقنت ان هناك فرصة تجارية تلوح في الافق». وفي الحقيقة فإنه على مستوى اوروبا يتم سنويا الاستغناء عن 100 مليون هاتف جوال واستبدالها بجديدة، ولا يتم اعادة تدوير سوى نسبة ضئيلة منها.
وتجسدت فكرة بيترونداس الجديدة في أنه يخير الزبائن الذين يرغبون في الاستغناء عن هواتفهم الجوالة القديمة، اما بتلقي مبالغ نقدية مقابل شرائها، أو منحهم كوبونات لشراء البضائع من محلات معروفة في بريطانيا، أو التبرع بقيمة الهواتف المستعملة لصالح جمعيات خيرية او مدارس بريطانية.
ومنذ ان بدأ المستثمر البريطاني عمله في عام 2004 دفع لحتى الآن نحو مليون جنيه استرليني (او حوالي مليوني دولار) مقابل الهواتف الجوالة القديمة او المستخدمة. ومن الناحية المالية ارتفعت ايرادات الشركة من 339 الف جنيه استرليني في مارس (اذار) عام 2004 الى 2.4 مليون جنيه في سبتمبر (ايلول) 2006.
ويتوقع بيترونداس ان تخترق الشركة حاجز الـ5 ملايين جنيه استرليني مع نهاية السنة المالية التي انتهت مع نهاية شهر مارس الماضي، لترتفع الايرادات الى 12.5 مليون جنيه استرليني مع نهاية السنة المالية الحالية. وقد ولت تلك الايام التي اضطر فيها بيترونداس للاستغناء عن موظفيه، حيث يعمل لديه حاليا 75 شخصا من ضمنهم 15 موظفا من بولندا وسلوفاكيا والتي تتمثل مهمتهم في اعادة تدوير الهواتف المستعملة لتصبح وكأنها جديدة من اجل بيعها لزبائن جدد.
وحول التحديات التي قد تواجه شركته قال بيترونداس ان التسويق عنصر مهم للغاية، مبينا ضرورة تسويق «ماركة ايزي فون» حتى يثق بها المستهلكين ويقوموا بشرائها.
ولعل ذلك هو ما دفع الشركة للقيام بحملة اعلان واسعة من ضمنها انفاق مبالغ طائلة على الاعلانات التلفزيونية. ورغم المنافسة الشرسة خصوصا مع وجود شركات لها سمعتها في هذا المجال، الا ان بيترونداس مصمم على اقتناص عبر قوله «انا اعتقد ان المنافسة صحية، ومن الرائع ايضا ان تجد اسماء عديدة في الاسواق».