يكتسب مصطلح تنمية وتطوير الموارد البشرية أهمية كبيرة في سوق العمل لا سيما إذا ما أدركنا التحديات التي تعيشها المملكة فيما يخص نسب البطالة من الشباب في سن العمل.
وينطلق دائما التدريب كمرتكز أساسي لتنمية المورد البشري لكافة المهن، ودون شك فإن التدريب يعد الخطوة الأولى لتطوير الموظف بل إن الموظف لا يستطيع النهوض بنفسه «مهنيًا» دون استخدام التدريب كوسيلة لذلك.
وتعمل كافة قطاعات الأعمال في المملكة العربية السعودية جنبا إلى جنب مع التشريعات الحكومية الهادفة إلى توطين الوظائف ومحاولة تقليل نسب البطالة. وتنطلق تلك القطاعات في تعاملها مع الكفاءات البشرية المؤهلة على الأهمية الكبيرة التي تكتسبها السعودة.
وتعتبر الشراكة بين القطاعات الحكومية والخاصة عاملا رئيسيا لحملة التوطين فالقطاعات الحكومية تلتزم بتخريج الشباب المؤهل وقطاعات العمل تلتزم بتوظيف تلك المخرجات.
والمتتبع لمخرجات التدريب في المملكة يجد وعيا متزايدا تجاه فرص العمل في القطاع الخاص والتي تتميز بالمرونة والتدرج الوظيفي وكذلك الحصول على المميزات والمكافات خلال فترات ليست بالطويلة كما في القطاع الحكومي.
وفي هذا الإطار يعتبر مصنع خلدون للأثاث المعدني من المصانع المشاركة في تطوير الصناعة في المملكة بشكل واضح، وتقديم كل ما تطلبه المصلحة العامة، والنهوض بمستوى جودة الإنتاج المحلي، والدليل على ذلك حصول المصنع على شهادة الأيزو (ISO9001:2088).
ومنذ تأسيس المصنع سنة 1975م وإلى يومنا هذا تم اكتساب خبرة واسعة عكست نفسها على جودة الإنتاج وتميز تصاميم المنتج بما يلبي حاجة المستخدم، وفي استمرار التعاون المتبادل في قطاع التدريب والخدمة الاجتماعية لشباب هذا الوطن التي نطمح أن نرتقي بها في بناء جيل يعتمد عليه مهنيًا وصناعيًا في عدة مجالات والاحتكاك المباشر في سوق العمل.
فمن هذا المنطلق تم التعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني في عدة تخصصات مهنية، منها تجهيز ورش تخصصات الكهرباء والسيارات والتبريد واللحام ومعمل الحاسب الآلي وغيرها خلال السنوات السابقة.
وبحمد الله تعالى لقد أثبتنا جدارتنا في هذا المجال، سواء في طرح ما هو جديد أو تصميم وتنفيذ جميع ما يطلب منا بدقة وجودة عالية، مما يجعلنا في مصاف المصانع المتقدمة داخليًا وخارجيًا، وفي ظل التعاون والمشاركة الاجتماعية بادر المهندس سالم القحطاني رئيس قسم الكهرباء الإنشائية في المعهد المهني الصناعي الثانوي الأول بالرياض (إصلاحية الحائر) بفكرة تعتبر نقلة نوعية للتدريب، وهي عبارة عن تصميم غرف مجسمة للتدريب على برنامج الكهرباء الإنشائية بطريقة أشبه ما تكون بالعمل الواقعي، وقمنا نحن بواجبنا الاجتماعي والدعم المستمر لهذا القطاع، فساهمنا بتنفيذ هذه الفكرة بشكل يليق بمجال العمل والتدريب.
إن توطين الوظائف لا يعتبر خطوة عادية في تركيبة سوق العمل السعودية بل هي تذهب لأن تكون استراتيجية شاملة لا مفر منها لمواجهة التحديات التي تقف أمام سوق العمل السعودي.

بقلم: م. أحمد العوبثاني