ولد في عام 1955 في سياتل في الولايات المتحدة، من عائلة غنية مع صندوق ائتمان يساوي مليون دولار تركه لهم جده نائب رئيس المصرف الوطني في أمريكا، أبوه وليام كان محاميًا بارزًا وأمه ماري كانت تعمل مدرسة وكانت سببًا رئيسيًا في تنظيم حياته، ومنذ صغره وحتى وهو ناضج لم يكن يحب تضييع الوقت كان شخصًا عاديًا ولكنه في بعض النواحي كان مميزًا ومختلفًا وكان ذا ذاكرة ممتازة، كان يردد دائمًا: أستطيع أن أفعل أي شيء أضع كل تفكيري فيه، ويقول عنه أحد أصدقائه في تلك الأيام: كان أذكى منا جميعًا ومع ذلك فقد كان متواضعًا وعلى الرغم من أن عمره 9 سنوات فقد كان يتكلم كالكبار وكان كل ما يقوله أعلى من مستوى تفكيرنا، وكان يحب الانخراط في المخيمات الصيفية وممارسة الرياضة على أنواعها وخاصة السباحة.
كان بارعًا بالرياضيات والعلوم، وقد أدرك والداه قدراته المميزة فأرسلاه إلى مدرسة ليك سايد الإعدادية رفيعة المستوى، وفي عام 1968 قررت المدرسة شراء جهاز كمبيوتر، هذا القرار غير مجرى حياته حيث كان أكثر الطلاب اهتمامًا بالكمبيوتر كان هو واثنان من زملائه هما: كانت ايفانس وبول ألن، كان بول آلن أكبر منه بسنتين وأسس معه بعد ذلك شركتهم الرائدة، كان الثلاثة يجلسون مسمرين أمام الكمبيوتر في أوقات فراغهم، حتى إنهم أصبحوا يفهمون بالكمبيوتر أكثر من أساتذتهم مما سبب لهم مشكلات عدة مع الأساتذة.
بدأ في سن الرابعة عشرة من عمره بكتابة برامج قصيرة، أول برامجه كانت ألعابًا محدودة، وكان يكتبها بلغة BASICوكانت قدرته على كتابة البرامج نابعة من حبه للرياضيات وعلم المنطق، وفي عام 1969، أنشأ هو وبول ألن شركة باسم: مجموعة مبرمجي ليك سايد للكمبيوتر، وكان ذلك نقطة تحول تعرف الطالبان خلالها على الكثير من الأمور، وفي المرحلة الثانوية استمر في عمل البرمجيات حيث أسس مع صديقه بول Traf-O-Dataوهي شركة تبيع نظام حاسوب صغير للاطلاع على بيانات سير المرور للولايات في أمريكا، وفي شهر كانون الأول عام 1974 رأى نسخة من مجلة PopularElectronics. وكانت على الغلاف صورة لكمبيوتر شخصي اسمه ALTAIR8800، أدرك بعدها أن عصر الكمبيوتر الشخصي سيبدأ وسيكون متوفرًا للناس فبدأ بالتفكير في كتابة برامج لكل كمبيوتر، اتصل هو وشريكه بالشركة التي صممت الكمبيوتر وانكب الاثنان لمدة 8 أسابيع وأنتجا برنامجًا بلغة BASICكان سهل الاستخدام لهذا الجهاز، وكان هذا السبب الرئيسي لولادة شركة مايكروسوفت التي كانت رؤيتها: (كومبيوتر على كل طاولة، وبرنامج Microsoftفي كل كومبيوتر).
كانت تلك مقتطفات من نشأة وبدايات بيل غيتس أغنى رجل في العالم طيلة الاثنى عشر عامًا الذي حلم وعمل بجهد ليحقق رؤيته وطموحه وهو من قال: زبائنك غير الراضين هم أعظم مصدر لتعلمك. ومن المفارقات المضحكة في حياته أنه عندما كان في رحلة عمل تم تعيين أول سكرتيرة لميكروسوفت، وعندما رجع اتصلت بأحد المدربين تشتكي أن ولدًا صغيرًا جاء إلى مكتب غيتس وعبث بالكمبيوتر، وفتحت فمها مندهشة من أن هذا الولد هو بيل غيتس نفسه الذي كان يظهر أصغر بكثير من عمره، وعندما علم زوج السكرتيرة أن مديرها عمره 21 عامًا اقترح عليها أن تتأكد ما إذا كانت ستقبض راتبًا أم لا آخر الشهر.
عرضت IBMعلى بـيل غـيتس وألن العمل على إنتاج برنامج لها وكان لدى IBMالاستعداد التام لدفع الملايين ليكون إنتاجها أفضل، وبناء على هذا العرض ذهب غيتس إلى شركة كان لديها برامج تشغيل اسمها منتجات ستيل للكمبيوتر واسمه QDOS86واشترى حقوق هذا البرنامج بمبلغ 25 ألف دولار وطوره وصار اسمه MS-DOSوباعته Microsoftلشركة IBMوكان هذا جواز سفر مايكروسوفت إلى النجوم.
وبناء على رؤية مايكروسوفت جمع بيل غـيتس 30 من أفضل المبرمجين وقضوا عامين، مع ساعات عمل طويلة جدًا وذلك لإنتاج Windows، وقد تحقق هذا الحلم بعد معاناة كبيرة، نجاح بيل غيتس ولد له الكثير من أعداء النجاح وخاض بسبب ذلك الكثير من المعارك في سبيل البقاء.
ولكوني من المتخصصين في هندسة البرمجيات فإن قصة بل غيتس ونضاله تعتبر مصدر إلهام كبير لي، إنه لم يتحقق لبل غيتس ما تحقق إلا عندما جمع ما بين الرؤية والعمل الجاد وصدق جوبل أرثر باركر حينما قال (الرؤية دون فعل ما هي إلا خيال، والفعل من دون رؤية ما هو إلا تمضية للوقت، ولكن عندما تجتمع الرؤية مع الفعل فإنها تغير العالم).