التعامل مع مشكلات المرؤوسين
مقدمة
في البداية يمكن القول بأن المشكلة أية مشكلة - هي عبارة عن وضع صعب يكتنفه شيء من التعقيد والغموض، وليس له حل واضح وبسيط. وفي عالم الإدارة تمثل المشكلة معوقاً أو حاجزاً يحول دون تحقيق الأهداف المطلوبة بكفاية وفاعلية. ويمكن النظر للمشكلة الإدارية على أنها فجوة بين مسـتوى الإنجاز المتوقع والإنجاز الفعلي أو على أنها انحراف في الأداء عن معيار محدد مسبقاً.
ولعل من المفيد أن نشـير في البداية أيضاً إلى أن المشكلات الإدارية ليست مقصورة على فئة من المديرين دون غيرهم. فجميع المديرين في المستويات التنظيمية المتعددة وفي مجالات العمل المخـتلفة يواجهون العديد من المشـكلات المتنوعة التي تتصف في الغالب بالتعقيد لأن الظواهر الإدارية نفسها معقدة في تركيبها ولا تخضع - في معظمها- للتقنين والحل الموحد. فالعناصر التي تتكون منها الظواهر الإدارية عديدة ومتشابكة، وتتضمن مكونات مادية وفنية كالمكان والمعدات والأجهزة التقنية، وأخرى بيولوجية تتعلق بالنواحي الجسدية للعاملين من صحة أو مرض، ونشاط وفتور، وراحة أو تعب، وما يرتبط بذلك من تحديد أوقات العمل والإجازات وغيرها، إضافة إلى المكونات المعنوية على مستوى الفرد من روح معنوية ودافعـيه للعمل، وعلى مستوى الجماعة بما يمثل التنظيم غير الرسمي (Informal Organization) من تشابك وتعقيد.
إذا أضفنا إلى ذلك كله ارتباط الإدارة بالبيئة بأبعادها المختلفة: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والحضارية والجغرافية، نستطيع أن ندرك مدى تعقد الظواهر الإدارية وتشابكها، وبالتالي مدى التعقد الذي تتسم به بعض المشكلات الإدارية ومدى الصعوبة التي يواجهها القادة الإداريون في معالجة تلك المشكلات.
نستخلص من ذلك انه لا توجـد طريقة واحدة مثلى لمعالجة المشكلات الإدارية، إلا في حالات نادرة تتسم فيها المشكلات بالبساطة والوضوح، وتكون في الغالب من الأمور الروتينية والتي تحكمها قواعد وإجراءات محددة وروتين واضح ودقيق. وكل ما يحتاجه القائد الإداري في مثل هذه الحالات هو أن يرجع للأنظمة واللوائح والقواعد المعمول بها أو إلى أدلة إجراءات العمل أو إلى الحلول التي تمت بواسطتها معالجة قضايا سابقة مماثلة.
ولكن المشكلات الروتينية قليلة جداً في وقتنا الحاضر وتكاد تكون مقصورة على المشكلات البسيطة في المستويات الإدارية الدنيا. أما على مستوى الإدارة العليا والإدارة الوسطى فقلما تخضع المشكلات للتقنين. وقلما تكون لها حلول واضحة في الأنظمة واللوائح والقواعد المعمول بها. فزيادة التعقيد في الحياة والتغير المستمر والتطور المذهل في كافة المجالات وثورة المعلومات وغيرها من العوامل المستجدة تؤدي إلى زيادة تعقيد المشكلات الإدارية.
ومع تعدد المشـكلات الإدارية وتنوعها تتعدد وتتنوع الأساليب والمداخل التي يستخدمها القادة الإداريون في مواجهة تلك المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها، وتختلف – بالتالي – فاعلية هؤلاء القادة في التغلب على تلك المشكلات ومعالجتها بطريقة ناجحة. ومن هنا تأتي أهمية التعرف على أنواع المشكلات الإدارية وتقديم مدخل عام يساعد القائد الإداري في تحليل المنهج الذي يستخدمه في معالجة ما يواجهه من مشكلات وفي تطوير قدرته على التصدي لهذه المشكلات والبحث عن الحلول المناسبة لها وهذا هو الهدف المقصود في هذه المذكرة. فهي لا تقدم حلولا لمشكلات إدارية معينة بل تعرض منهجا أو مدخلا لتحليل المشكلات الإدارية بشكل عام.
لتحميل الملف كاملا
ارجو تنزيل الملف من المرفقات