أنواع المشكلات الإدارية:
لو سألت أي مدير السؤال التالي: "ما هي المشكلات التي تواجهك كقائد إداري؟" فانك في الغالب تتلقى إجابات عديدة ومتنوعة. فمن المديرين من يعاني من ضيق مكان العمل وقدم المعدات والأجهزة المتوفرة وغير ذلك من المشكلات المتعلقة بالجوانب المادية والفنية. ومنهم من تتركز إجابته على قلة العاملين أو انخفاض كفاءتهم أو ضعف مستوى إنتاجيتهم أو غير ذلك من المشكلات المتعلقة بالقوى العاملة. وتجد فريقا ثالثاً من المديرين يشير إلى نقص صلاحياته وإلى عدم وضوح اختصاصاته واختصاصات المديرين العاملين معه في المستويات التنظيمية المختلفة أو إلى تداخلها بشكل يربك العمل، وإلى عدم وجود دليل تنظيمي يوضح اختصاصات الوحدات الإدارية وأساليب وإجراءات العمل وما إلى ذلك من مشكلات تنظيمية. كما انك قد تجد فريقاً رابعاً من المديرين يشكو من عدم توفر المخصصات المالية اللازمة، وفريقاً خامساً يعاني عدم توفر الوقت الكافي لأداء العمل، وفريقاً سادساً تشغل فكره الضغوط الاجتماعية والمعوقات البيئية المتعددة، وهكذا.
وفي الواقع فان المشـكلات الإدارية حقيقة هي مشكلات متنوعة ومتداخلة. فهي تختلف باختلاف طبيعة عمل القائد الإداري ومستواه التنظيمي والظروف التي يمارس فيها مهام وظيفته، إلا أن تصنيف هذه المشكلات يساعد على تيسير عملية عرضها ومناقشتها. ومن هنا تأتي فائدة استخدام نظام واضح لتصنيف المشكلات الإدارية مع ضرورة التنويه إلى أن هذه المشكلات لا تأتي في الواقع مصنفة ومنعزلة عن بعضها البعض كما تظهر خطة التصنيف.
من أكثر طرق تصنيف المشكلات الإدارية شيوعاً تلك التي يتم بموجبها تصنيف المشكلات إلى مشكلات استراتيجية تتعلق بسياسة التنظيم وأهدافه وعلاقته بالبيئة المحيطة به، ومشكلات تشغيلية أو تنفيذية تتعلق بتسيير العمل اليومي وإجراءات وأساليب الأداء. ومنها كذلك ما يتم بموجبه التفريق بين المشكلات المتكررة التي تخضع لإمكانية البرمجة أو الحلول النمطية، وبين المشكلات الجديدة أو الاستثنائية التي تحتاج إلى ابتكار وإبداع للتوصل إلى الحلول المناسبة لمواجهتها.
ويصنف بعض الكتاب المشكلات الإدارية حسب الوظائف الأساسية للمنظمة ومجالات عملها على النحو التالي مثلاً: مشكلات تتعلق بالعنصر البشري، وأخرى تتعلق بالوظائف الإدارية من تخطيط وتنظيم واتصالات وإشراف وغيرها، وثالثة تتعلق بالإنتاج، ورابعة تتعلق بالتسويق، وخامسة تتعلق بالتمويل، وغير ذلك من المشكلات حسب المعيار الذي يراه الكاتب مناسباً.