المرأة فريسة الأمراض النفسية! في ما مضى كان الرجل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية من المرأة، حيث كان عليه مواجهة أعباء الحياة والمستحقات المالية،

وضغوط العمل وصخب الشارع، في الوقت الذي كانت فيه المرأة بمنأى عن هذه الأمور. أما اليوم، ونتيجة "المساواة" في الحقوق والواجبات، ودخول المرأة ميدان العمل،

فقد سقطت بدورها فريسة هذه الأمراض! أسباب معاناة المرأة من الضغوط النفسية عدم الاستقرار العاطفي داخل الأسرة:

خصوصاً في المجتمعات الخليجية حيث يغفل الآباء والأمهات عن إشباع الطفل عاطفياً في بدايات عمره، فينشأ الحرمان العاطفي الذي يولد بدوره جوعاً عاطفياً يستمر حتى الكبر،

ويتعاظم نتيجة عدم السماح للمرأة في المجتمعات العربية بالتعبير عن مشاعرها والبوح بمكنوناتها، أو الإعراب عن إعجابها بشخص ما، ما يعرضها بالتالي لضغوط نفسية جمة. العنف والتمييز والإضطهاد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى تعرض بين 16 و 50% من نساء العالم إلى العنف خلال حياتهن،
كما أكدت تقاريرها تعرضهن للإضطهاد والتمييز العنصري بسبب الجنس، خصوصاً في المجتمعات العربية التي تعاني خلالها المرأة من السلطة الأبوية المطلقة قبل زواجها، لتنتقل بعدها إلى سيطرة الزوج،

والذي غالباً ما يسلبها حقوقها. إهمال الزوج: تعاني المرأة بعد الزواج في بحثها عن الحب والعاطفة، اللذين افتقدتهما في منزلها الأسري، لذا فهي بحاجة ماسة إلى تعويضهما من خلال الزوج الذي تستمد منه العطاء،

أما في حال عدم استجابة الرجل، فتزداد معاناتها النفسية، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الإكتئاب عند المرأة المتزوجة أعلى مما عند غير المتزوجة، كما أن نسبة اللواتي يرتدن العيادات النفسية بسبب المشاكل الزوجية تصل إلى 70%. وتصيب ظاهرة تعدد الزوجات-خصوصاً في المجتمعات الخليجية- والطلاق وتبعاته من فصل الم عن أبنائها وحرمانها من رؤيتهم،

المرأة بصدمات نفسية جمة. الملل:
ويعتبر الملل أحد أهم أسباب المشاكل النفسية، التي تعاني منها المرأة في المجتمعات العربية، نتيجة نمط حياتها الروتيني، وكثرة أوقات فراغها، خصوصاً المرأة غير العاملة، وعد شعورها بالإستقلالية والتجدد نتيجة تابعيتها المالية للرجل، ناهيك عن دور الفضائيات المنتشرة بكثرة، والتي تواصل بث كل جديد ومشاهدة المرأة لها يصيبها بالوسواس القهري،

ويجعلها في هوس وتفكير مستمر للوصول إلى أناقة وجمال ورشاقة المذيعات والفنانات، ما يفاقم حالتها النفسية ويزيد وضعها سوءاً. مضاعفات الأمراض النفسية للأمراض النفسية عوارض عديدة تؤثر على صحة المرأة وحالتها الفيزيولوجية، ومنها: تأخر الدورة الشهرية، والتي تصاحبها عادة آلام شديدة نتيجة الحالة النفسية المتدهورة،

بالإضافة إلى مخاطرها على الحامل، حيث قد تؤدي إلى الإجهاض،وعسر الولادة، وارتفاع نسبة اجراء الولادة القيصرية، كما تؤثر على الجنين. أساليب العلاج للمناهج التعليمية دور كبير في توعية المرأة، خصوصاً في المرحلتين المتوسطة والثانوية،

وعلى وسائل الإعلام بث حملات توعية تفيد المرأة وتساعدها على الاستقرار النفسي عبر تثقيفها وتعريفها بأخطائها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة انشاء مراكز اجتماعية ونفسية في المناطق كافة، وعقد اجتماعات اسبوعية لتثقيف المرأةومساعدتها في تخفيف مشاكلها الأسرية،

وإجراء لقاءات مع خبراء في شؤون المرأة من ذوي الكفاءات والمؤهلات بشؤون علم النفس والاجتماع والتربية. ويعتبر "العلاج بالعمل" أسلوباً حديثاً وناجعاً يساعد المرأة على تخطي مشاكلها النفسية،

ويقوم على إشغال المرضات نفسياً بأعمال مهنية متعددة: كالخياطة والتطريز اليدوي والرسم وشؤون المطبخ والتدبير المنزلي والتجميل، بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية، الخ...

ويساهم هذا العلاج في التأهيل الاجتماعي للمرأة لمواجهة الحياة، وتحويل اهتمامها من الحال الصحية إلى حال العمل والإنجاز، كما يساعدها على التخلص من دوافع السلوك العدواني،

ويحول طاقتها من عنيفة وسلبية إلى فعالة ومنتجة فتتحسن حالها وتتخطى مرحلة المرض.منقول للفائدة







.