الموضوع: حاضنات الأعمال كآلية لدعم و تطوير البحث العلمي في العالم العربي

يعتبر البحث العلمي من بين أهم الآليات التي أصبحت الدول تراهن عليها لتحقيق التنمية والتطور في جميع الميادين، فهو السبيل للاستغلال الأمثل للموارد وتعظيم الفعالية.
وإذا كانت الدول المتطورة قد أدركت منذ زمن بعيد أهمية البحث العلمي وشرعت في الاستثمار فيه وسخرت له جميع الإمكانيات الممكنة، فان الدول العربية ما تزال في بداية الطريق رغم ما طبقته من تجارب تنموية منذ ستينات القرن الماضي إلى اليوم وبرغم ما يمتلكه بعضها من موارد مالية هائلة، ولكنها للأسف لم تخرج بعد من دائرة التخلف.
ولا شك أن السبب في ذلك يرجع بشكل أساسي إلى عدم إعطاء الاهتمام الكافي للبحث العلمي ومعالجة المعوقات التي تواجهه بكل شفافية وجرأة، فالثروة ليست بالمال والموارد المادية وحدها، ولكن في كيفية استثمار هذا المال وهذه الموارد كما فعلت اليابان رغم شح مواردها، ومن هنا فان الثروة الحقيقية تأتي من الاستثمار في البحث العلمي لأن عطاؤه مستمر وهو لا ينفذ مثل المال.
وهكذا فقد أصبح تقدم الدول يقاس بحجم إنتاجها العلمي والتكنولوجي وبعدد علمائها وباحثيها، وبدرجة الاهتمام التي توليها للبحث العلمي والاستثمار فيه وفي الموارد البشرية.
إننا ندرك جيدا واقع البحث العلمي في العالم العربي، وعليه فإننا في هذه المداخلة سوف نحاول تسليط الضوء على إحدى الآليات التي يعول عليها لدفع عملية البحث والتطوير بها ألا وهي حاضنات الأعمال، التي تبنتها الكثير من الجامعات في الدول المتقدمة وساهمت بشكل فاعل في دفع عجلة البحث العلمي وربط الجامعات بمحيطها، وذلك من خلال معالجة الإشكالية التي مفادها:
ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه حاضنات الأعمال في دعم و تطوير البحث العلمي العربي من حيث استيعاب مخرجاته من جهة، و وقف نزيف الأدمغة العربية إلى الخارج من جهة أخرى؟
وقد تم تقسيم هذه المداخلة إلى ثلاثة محاور، يتناول المحور الأول ماهية البحث العلمي وواقعه في العالم العربي، أما المحور الثاني فيدور حول ماهية حاضنات الأعمال(Business incubators)، بينما يتناول المحور الأخير فيدور حول دور حاضنات الأعمال في دعم وتطوير البحث العلمي.