كيف تجيب عن سؤال: لماذا تركت وظيفتك السابقة؟

كل موظف معرض لأن يوجه إليه في المقابلة الوظيفية السؤال التالي: لماذا تركت وظيفتك السابقة؟ فهل يلجأ الموظف إلى ما يسمى 'بالكذبة البيضاء' أم يختار الصدق لأن فيه 'منجاته' بحسب المثل الشائع، وأيهما يعد أفضل خيارا في هذا الموضع؟ هناك قاعدة عامة في التعامل مع هذه الحالة وهي ألا يتفوه الموظف المستقيل والمقبل على وظيفة جديدة بألفاظ سلبية تجاه مسؤوله السابق ولا إدارته ولا زملائه ولا المنظمة ككل. وذلك حتى لا يدخل نفسه بمتاهات مع الشخص الذي يقابله وليتفادى أيضا 'تقليب المواجع' كما يقال.

التعرض للإحراج
أما إذا اختار الموظف أن يكذب أو يبالغ في أسباب تركه للوظيفة السابقة فإن يعرض نفسه للإحراج، خاصة إذا نعت الوظيفة السابقة أو زملاءه بأوصاف غير لائقة، إذ ان ذلك قد يثير فضول مستمعه لمعرفة المزيد، وربما لا يصدق ما نقول فيحاول أن يتأكد بنفسه من العاملين في الوظيفة ذاتها أو يسأل آخرين فيفتضح أمرنا. لا سيما أن الكذب إثمه عظيم، فذكر عيوب الناس هو 'الغيبة' بعينها، أما ذكر ما ليس فيهم فهو ما يسمى ب'البهتان' وهو إثم أعظم.
ومن يدري قد يتولد شعور لدى من يقابلنا أننا كثيرو الشكوى والتذمر وأننا قد نكرر السلوك ذاته مع المسؤولين في الوظيفية الجديدة.

أما عندما يختار الفرد أن يكون صادقا في إجابته عن سؤال 'لماذا تركت وظيفتك السابقة؟'، فإنه يمكن أن يولد شعورا إيجابيا لدى السائل، خصوصا إذا كان في إجابته شيء من الذكاء والدبلوماسية. ومن هذه الإجابات: بصراحة وجدت فرصة أفضل في منظمتكم تساعدني على زيادة خبرتي، أو أريد أن أتعلم شيئا جديدا، فأنا لا أحب العمل الروتيني بل أميل إلى حب التغيير والتجديد وقبول التحدي. ويمكن أن نجيب بدبلوماسية أيضا فنقول، مثلا، أبحث عن عمل أحقق فيه ذاتي، أو ليس هناك مسار وظيفي واضح في وظيفتي السابقة، أو فرص الترقي والتقدم محدودة جدا، أو نقول وظيفتكم أقرب إلى أهدافي وطموحاتي أو تخصصي واهتماماتي، وما إلى ذلك من ردود إيجابية ذكية تعطي انطباعا جيدا لدى السائل، الذي قد يكون مسؤولنا المباشر في المستقبل.

طرق ذكية
ومن الطرق الذكية في الرد على السؤال المذكور أن يقول الموظف أو المدير مثلا: 'بصراحة ليس هناك تقدير مادي أو معنوي أو كلاهما في وظيفتي السابقة مقارنة بمجهودي وأدائي'. هذه الطريقة أفضل من الهجوم الشخصي على المدير السابق أو المنظمة ككل، لأنها تشير إلى أننا نعمل ونجتهد ولكن ليس هناك مقابل، وهو أمر يحدث للأسف في كثير من المنظمات الحكومية والخاصة، رغم علم أرباب العمل، ولكنهم إما يريدون تقليل التكلفة على حساب الموظف المسكين أم أن لديهم حسابات مصلحية بحتة مع موظفين آخرين تجعلهم يؤثرونهم عليهم ماديا ومعنويا.

من الأهمية بمكان تذكر ان من يجري مقابلة وظيفية معنا إنما يتطلع إلى المرشح المثالي للوظيفة ذي الحماسة والكفاءة. فهذا المدير الجديد لا يريد أن يستمع إلى شكوانا وتذمرنا من مديرينا السابق، بل يريد أن يعرف ما قدراتنا ومدى أهليتنا لتبوؤ المنصب الجديد.

وباختصار شديد فإن الإجابة عن سبب تركنا لوظيفتنا السابقة لابد أن يكون بصدق ودبلوماسية ولباقة لا تسيء إلى أحد، إذ ان هذا السلوك أفضل من الكذب والمبالغة، ف'حبل الكذب قصير' كما يقال.