بسم الله الرحمن الرحيم
أواصل معكم أحبتي في موضوع قوانين النجاح وهاهو القانون الثاني:
الـــقانون الـــثاني: تــــقدير الـــــذات
تقدير الذات هو عبارة عن الحكم الذي نطلقه على أنفسنا أو هو القيمة التي يعطيها الإنسان لنفسه وذاته، كما أن تقدير الذات هو التقدير الذي نستخلصه حول أنفسنا بعلاقة مع قيمتنا الحقيقية، فعندما ننهي شيئا ما في حياتنا فسنفكر بطريقة مقبولة ونشعر بقيمتنا وسط محيطنا وعندما ننقص من قيمتنا فإننا نعمل على خفض تقديرنا لذاتنا
فتقدير الذات هو نتيجة العلاقة بين النجاح والطموح في المجالات المهمة في حياتنا، بعبارة أخرى تقدير الذات هو العلاقة بين ما نحن عليه في الحقيقة وما نطمح أن نكون عليه (التقدير المثالي لذاتنا)، وبما أن تقدير الذات هو العلاقة التي أقيمها مع نفسي فهو يتم داخل تفكيرنا
إن تقدير الذات هو في قلب سلوكيات الفرد، وتثمينها يحمل للإنسان الثقة والأمان ويسمح بالتقدم والنجاح
إن ضعف تقدير الذات عموما هو أصل كل الصعوبات التي يعاني منها الفرد كالشك والتردد أو على العكس من هذا التكبر والتعجرف،وبعض الباحثين يؤكدون أنه كلما كان الفارق كبيرا بين الذات الحقيقية (ما نحن عليه في الواقع) والذات المثالية (ما نحلم أن نكون) كان تقدير الذات ضعيفا، وفي المقابل فإن مستوى معتدل من تقدير الذات يمنح لشخصية الإنسان القدرة على تأكيد ذاته، ومرونة اتجاه الأحداث وقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة ويمنحه احترام الآخرين.
وتقدير الذات يتمحور حول ما يلي:
· معرفة (فهم) الذات: وهذه تعتبر حاجة تتطور منذ الولادة وتبنى من خلال التعلق بالآخرين في مرحلة الطفولة وفهم الذات أو معرفتها له وصل بالمظهر الإيضاحي للشخص وهذا ما يطلق عليه البعد الإيضاحي، كما أنه له وصل للتقدير العام الذي يقيمه كل فرد لقيمته الشخصية وهذا يسمى البعد التقديري
· البعد الاجتماعي ومعنى هذا مرتبط بـــــ:
oتأثير كبير للمحيط الاجتماعي على تكوين تقدير الذات
o مفهوم المرآة الاجتماعية، فإذا كان الآخرون يصدرون رسائل ايجابية فإن هذا يؤثر على تقدير الذات في نفس الاتجاه.
o الوالدين والأصدقاء والمربين بدرجات تتغير مع الوقت.
· المقارنة الاجتماعية: فنحن نقدر ذاتنا بالمقارنة مع الآخرين فإذا كانت تلك المقارنة ايجابية (لصالحنا) فإن تثمين الذات يزداد ويكبر، وهناك دراسات أكدت أن المقارنة الاجتماعية السلبية مرتبطة إلى حد كبير بالإحباط.
· شعور الانتماء: الانتماء إلى العائلة لا يشبع هذه الحاجة والانتماء إلى جماعة ما (فريق كرة قدم مثلا) يجب أن يسمح للفرد بأن يشعر أنه مهم لها وأن وجوده ضرورة تعترف بها الجماعة، كما أن هذا الفرد عضو مهم ومعترف به وسط أفرادها، وهذا ما يتيح له تطوير واكتساب المهارات الاجتماعية (كالتعاون والكرم والتنسيق..).
· شعور الكفاءة: يتحقق هذا من خلال تحقيق نجاح ما يساعد على التطور، ويكون محفزا له على اقتحام مجالات أخرى، ويعطيه القدرة على التحكم في الصعوبات التي تواجهه. إذن تثمين الذات يعطي للفرد الحافز الذي يجعله يشعر بالمسؤولية فيلتزم ويثابر ليحقق في النهاية أهدافه مما يجعله يشعر بالفعالية والافتخار وهذا كله يزيد من درجة تثمين ذاته.
· شعور الثقة: ويبدأ من الشعور بالأمان الجسدي ثم النفسي ويرتكز على الارتباط المبكر لمفهوم الذات ويتعلق بأمن واستقرار المحيط والأمن النفسي اتجاه الآخرين.
إن إظهار الدليل على تقدير للذات عال يتجلى قبل أي شيء آخر حول أن يحب الإنسان نفسه كما هو وأن يكون مقتنعا بأنه يستحق كل الأشياء الجميلة التي تزخر بها الحياة كما الآخرين تماما، فلا أحد أحسن من أحد، ولا أحد أذكى من أحد، كل الناس يولدون سواسية متساوين في كل شيء، كل إنسان يأتي إلى الدنيا وهو كامل الأعضاء (له يدين وشفتين ولسان وعينين...)كما أن كل الناس تأتي إلى الدنيا وهي تحمل المقدار نفسه من المادة الرمادية، ومن هذا فيجب على الإنسان الطامح للنجاح أن يبعد عن ذهنه أن فلان أحسن منه وأن علان أذكى منه.
إن النظر إلى الآخرين على أنهم الأحسن والأذكى هو احتقار للذات وإضعاف لها وبالتالي عدم تقدير الذات والاستهانة بالقدرات التي يملكها كل إنسان، إن الناجحين ليسول أكثر ذكاء من الآخرين كما أنهم ليسوا عباقرة استثنائيين بل إنهم أناس عاديين لهم مشاغل وهموم ككل الناس، والميزة الوحيدة التي لهم هي أنهم اكتشفوا ما عجز عنه الآخرون، لقد اكتشفوا أن النجاح يتطلب الثقة في مقدراتهم الذاتية.
الواقع يشهد أن معظم الناجحين في هذا العالم هم أناس عاديين بتنشئة عادية، لهم أعمال عادية ويسكنون أحياء عادية ويعيشون بمساكن عادية كذلك، ولكنهم استطاعوا أن يكتشفوا ما عجز عنه الآخرون، لقد اكتشفوا المثابرة على النجاح والوثوق بقدراتهم وذاتهم، إن النجاح ليس حدثا عارضا ولا معجزة، إنه كذلك تثمين للذات والإيمان الراسخ بما قد يفعله الإنسان إن هو آمن بذاته وقدراته الشخصية. إن الرفع من درجة تقدير الذات يجب أن يمر بالتخلي عن الأفكار الآتية:
v إنني ضحية مهمش استحق كل ما يحصل لي.
v أنا غير كفؤ ولن أكون في المستوى
v احمل عيب ونقص داخلي
دمتم سالمين