النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرجل المناسب في المكان المناسب

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الصومال
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
4,822

الرجل المناسب في المكان المناسب


تختلف الأعمال من حيث السهولة والتعقيد ، كذلك يختلف الأشخاص فيما بينهم من ناحية المؤهلات والقوى العقلية والبدنية و كيفية أو أسلوب الأداء ، حيث إن الأعمال متفاوتة فيما تحتاج إليه من قدرات وإمكانيات ومواهب ، وتتطلب عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والمناسب والعملي أن يكون المؤدي لها يملك القدرة التي تناسبها وتلائمها ، إضافة الى أمتلاكه مهارة التأثير بالآخرين من أجل تحقيق أهداف منظمته.
إن مناسبة الشخص لوظيفة معينة تنطبق على كل مستويات العمل وعلى مختلف أنواع الأشخاص ، فتبدأ من أعلى المناصب في الدولة ولغاية أقل الأعمال شأناً في المجتمعات ، فليس من المعقول أن يتقلد الجاهل مقاليد الأمور والحكم ليتحكم بمصائر العباد بلا أدنى خبرة بكيفية تسيير أمورهم وتمشية إقتصايات الدولة ، وليس من المعقول أيضاً أن يوضع العالم في وظيفة حقيرة لا تليق بعلمه وحكمته ورجاحة عقله .
وفي التراث الأسلامي حث رسول الله محمد ( ص ) على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك مراعاةً لظروف العمل ومتطلباته وقدرات الفرد وإمكانياته ، وقد أنعكس ذلك فيما بعد على نجاح رسالته للناس ، وحين ابتعد الناس عن هديه ( ص ) سارت الأمور الى الخراب والأستئثار بالحكم والقضاء دون علم أو حكمة .
يضع علم إدارة الموارد البشرية اليوم الأسس الصحيحة والواثقة لتقدم الأعمال وتطوير الأنتاج ، لأنه علم متطور ، ولكونه علم حيوي وفعال فهو قد عمل على تنشيط الحركة والأفعال داخل المنظمات لغرض الحصول على أقصى أستثمار للمهارات التي يتمتع بها العاملين ، وهذا كله يصب في بوتقة خدمة أهداف المنظمة التي تسعى لتحقيقها بتظافر مختلف الأسباب ومنها حسن التدبير والتعامل مع العاملين ومهاراتهم وإدارة الأعمال بشكل فعال ومناسب لتطوير كفاءة الأنتاج ، فإدارة الموارد البشرية ليست عملية جامدة بل أنها عملية إنسانية وأجتماعية بحته ، تحتاج ممن يعمل فيها أن يكون له القدرة على تنسيق جهود وعطاء العاملين وأستخدام كل الإمكانات المادية والفنية المتاحة لتحقيق أهداف المنظمة التي خططت لتحقيقها .
ولهذا فقد كان من الستراتيجيات التي تعمل عليها إدارة الموارد البشرية هي ستراتيجية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، فقد بينت التجارب الكثيرة في المنظمات أن العديد من الأنتكاسات والمشاكل في العمل كان سببها سوء إدارة العمل وضعف القرار المتخذ و عدم الخبرة في التعامل مع الآخرين مهما كانت صفاتهم وهذا الأمر لايعود الى وجود مشكلة أو خلل في الوظيفة أو العمل فحسب ، بل لأن هناك خلل في عدم قدرة من يديرها ويتحمل مسؤوليتها .
إن تطبيق قاعدة الشخص المناسب في المكان المناسب لا تشمل فقط المناصب العليا القيادية في المنظمات بل أنها تتوافق مع كل مستويات الوظائف الموجودة ، فإن تنظيم هيكل الوظائف يعتمد على وجود مواصفات فنية أومهارية أوعلمية لكل مستوى من هذه الوظائف تعتمد بالأساس على نوع المورد البشري المؤهل لشغل المسؤولية في كل واحدة من هذه الوظائف.
فالوظائف التي تعتمد على القوة العضلية دون الحاجة للقوة الذهنية توضع شروط قبول العاملين فيها إعتماداً على هذا المبدأ دون الحاجة الى أختيار عاملين حاصلين على شهادات أكاديمية أو علمية .
والوظائف التي تعتمد على القوة الذهنية والجانب الفكري والعقلي توضع الشروط فيها لقبول العاملين الذين حصلوا على شهادات علمية أو أكاديمية ويفضل كذلك من لديه خبرة في العمل لمدة معينة في منظمات أخرى سابقة ، وإن هذه الوظائف تحتاج فعلاً الى من يناسبها وله المقدرة العالية بالتصرف العقلاني فيها وذلك لأن معظم القرارات المهمة والتي تمس واقع عريض من أهداف المنظمة يتم أتخاذها من قبل أصحاب هذه الوظائف ، فكلما كبر حجم ومستوى المسؤولية والوظيفة كلما زادت متطلبات الدقة والمسؤولية في أختيار الرجل المناسب لها ويزداد معه متطلب حصوله على الأمتيازات والخبرات والمهارات القيادية .
وغالباً ما تجد الإدارات وجود خلل في أداء بعض الوظائف بسبب عدم ملائمة العاملين لها أو لقلة مهارتهم فيها ، وتقع مهمة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب على عاتق الأدارة العليا ، وإدارة الموارد البشرية حيث تترتب من خلال عمليات متسلسلة تقوم بها هذه الإدارة وهي كما يلي :
1- عملية التخطيط : من خلالها تقوم الإدارة بوضع المعايير التي بموجبها سيتم أختيار العاملين الذين سيساعدون المنظمة للوصول الى أهدافها وإذا أريد أختيارهم بعضهم للمسؤولية فهل تتوفر القدرة الوظيفية لديهم مثلاً ، والقدرة على العقاب والقدرة على المكافأة وما هي مواصفاتهم ، مهاراتهم المطلوبة ، خبرتهم ، شهاداتهم ، وكم هي قدرتهم الذاتية على التأثير في الآخرين .
2- عملية التنظيم : هي عملية توزيع المهام على الوظائف بشكل يتناسب مع المعطيات المتوفرة فيمن سيتحمل مسؤولياتها ، بحيث أن يتم تنظيم التوافق بين الوظيفة والعامل المناسب لها بشكل يعمل على تحقيق وتنظيم العمل وسير العملية الإنتاجية بشكل كفوء وبأقل خسارة ممكنة ، بالإضافة الى شعور العاملين أنهم في أمكنتهم المناسبة التي تستحق أن يكونوا فيها ، وأيضاً في المواقع التي هم يستحقون فعلاً أن يكونوا فيها .
3- التوظيف : وهي العملية التي يتم من خلالها جذب العاملين ووضعهم في الأعمال التي تناسبهم ، فالتوظيف الخارجي يعني جذب العاملين المؤهلين من خارج المنظمة ، أما التوظيف الداخلي فيعني عملية شغل المواقع الشاغرة بالمنظمة من خلال اختيار العاملين من داخل المنظمة .
إن واقع أختيار الشخص المناسب في المكان المناسب لا يعتمد على الإدارات فقط بل يجب أن يكون من مسؤولية الشخص نفسه الذي يتم اختياره لشغل مسؤولية معينة ، فمن مبدأ حديث الرسول الكريم محمد ( ص ) القائل " رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه " ، فإن كان ولابد منه فيجب عليه أن يطور إمكانياته ومهاراته بما يؤهله فعلاً أن يؤدي عمله بكل ثقة وتمكن ، فالكثير من الأختيارت والقرارات حتمت على بعض الإدارت أختيار شخص لوظيفة أو موقع معين بالرغم من وجود نسبة نقص لا تقل عن 25% في إمكانياته المكملة ، فمثلاً لو كانت هذه النسبة تمثل عدم أتقان أستخدام الحاسوب لشخص ذو مهارة إدارية ممتازة وقد كسب من الخبرة الكثير ، فإن عليه أن يسعى قبل الإدارة الى أن يسد هذا الخلل من خلال التدريب والتعلم بكل تصميم وإرادة .
إن من المساوئ المترتبة على عدم إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب ما يلي من النتائج :
1- فقدان أصحاب الموهبة والكفاءة : حيث إن الغبن في إسناد الأمور الى غير أصحابها يعمل على أن يتصدر قليلوا الخبرة والمهارة على الأشخاص الملائمين لهذه المهمة ، وبالتالي فإن هؤلاء إذا استمر الأمر سيبحثون عمن ينصفهم من خلال العمل في المنظمات الأخرى ، آخذين بنظر الأعتبار وجود عنصر التنافس في امتلاك الموارد البشرية الماهرة.
2- التبذير في الوقت والمال : إن الفشل والخلل الناشيء عن سوء التصرف في أداء العمل ينتج عنه خسارة في الوقت والأموال ، خصوصاً أن الوقت هو عامل مهم في عمل المنظمات وانشارها التوسع في إنتاجها وتطورها في عالم الأعمال الصعب ، وحتى لو تم إصلاح هذا الخلل بعد فترة فإن الوقت لن يستطاع تعويضه .
3- الإهدار في الإمكانيات والخبرات : إن سوء أختيار الأشخاص للوظائف هو عملية إهدار لخبرات الجيدين وأصحاب الكفاءة والمهارة ، وهذا يعني خسارة سنوات من الخبرة إضافة الى إهدار الأموال التي صرفت على التدريب والتأهيل لكثير من العاملين .
4- سوء استغلال الطاقات : إن وضع الشخص غير المناسب في الأعمال وقلة خبرته سيؤدي الى الخلل وانخفاض مستوى استثمار الطاقات المتوفرة لدى العاملين .
5- فقدان القدرة التنافسية للمنظمة : حيث إن الموارد البشرية هي من أكبر القدرات التنافسية بين المنظمات ، وإسناد الأعمال الى غير الملائمين لها سيعمل على التأثير على هذه الميزة والتقليل من تأثيرها بسبب ضعف النتائج المتحققة وبالتالي انخفاض الأنتاجية .
6- إنخفاض الإنتاجية : إن الكفاءة في العمل لا تنتج عن وجود أجهزة أو آلات حديثة فحسب بل سببها هو تنظيم الأعمال والتخطيط المناسب من خلال بناء إدارات كفوءة تبدأ من تخصيص العاملين بشكل ملائم لما يناسبهم من أعمال واحترام مؤهلاتهم وتكوين قيادات عملية واعية لتحقيق الأهداف المطلوبة ، مما يؤدي الى زيادة الأنتاجية ، وعكس ذلك فإن الأنتاج سينخفض.
أما حالة المحاباة والعلاقات الشخصية التي تتسبب في أختيار بعض الأشخاص ليشغلوا مسؤوليات ليست بحجم قدراتهم البسيطة وإمكانياتهم المتواضعة ، فهذه الحالة قد سادت الكثير من مواقع العمل وخصوصاً الحكومية في معظم البلدان ، هي حالة تحطيم بطيء وتبديد لثروات وضياع لكفاءات كثيرة يمكن أن تكون سببا ً في التقدم والتطور خلال مدة أقصر بكثير من سنوات تضييع الأمكانيات بواسطة الأشخاص غير المناسبين في الأمكنة غير المناسبة .
وخير ما نختتم به هذا الموضوع هو الدليل القرآني الذي وثق به سبحانه وتعالى أختلاف قدرات البشر وأختلاف إمكانياتهم بقوله تعالى : ( نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ) سورة الزخرف آية 32 .

#2
الصورة الرمزية elfarkh
elfarkh غير متواجد حالياً مستشار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
موارد بشرية
المشاركات
691

رد: الرجل المناسب في المكان المناسب

لعل كل إنسان يعرف أن القرآن الكريم والسنة النبوية لم يتركوا شئ ولم يتكلموا عنه سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ما أجمل التخطيط والتنظيم طبقا للشريعة الإسلامية
يجب ان نتأكد أن نجاح الوطن العربي ككل في كل المجالات متوقف على شئ واحد وهو تطبيق الإسلام والشريعة الإسلامية كما امرنا الله عزوجل ورسوله عليه الصلاة والسلام.
جزاك الله خير ا على هذا المجهود الرائع

إقرأ أيضا...
إزاي توظف الشخص المناسب في المكان المناسب

إزاي توظف الشخص المناسب في المكان المناسب حط 100 طوبة في مكان مهم في غرفة مغلقة وشباك مفتوح وبعدين ابعت 2 أو 3 من المرشحين للوظيفة للغرفة وبعدين اقفل الباب (مشاركات: 5)


كيف تضع الشخص المناسب في المكان المناسب؟

ضع 100 قطعة قرميد بترتيب عشوائي ضمن غرفة مغلقة وأبق النافذة مفتوحة. أرسل إلى الغرفة متطوعين أو ثلاث وأغلق الباب. دعهم في الغرفة، وعد بعد ستة ساعات، ثم حلل الوضع الذي تراه أمامك: - إذا وجدتهم... (مشاركات: 3)


وضع الانسان المناسب في المكان المناسب

وضع الانسان المناسب في المكان المناسب https://www.youtube.com/watch?v=gY3VB5BADx0&feature=player_embedded للمهندس سلمان الشمراني يتحدث المهندس عن المهارات اللازمة لكل شخص ليتسنى له... (مشاركات: 0)


من هو الرجل المناسب ؟!!

من هو الرجل المناسب ؟!! بقلم : عماد الحاج يعتقد الكثيرون أن مقولة الرجل المناسب في المكان المناسب تعني أن يكون الموظف يعمل في مجال تخصصه فقط .. أو أن يكون من حملة الشهادات العليا !! قد يكون... (مشاركات: 1)


الـقائد واستخدام الكفاءات في المكان المناسب

للكاتب الاسلامي الكبير فتح الله كولن لقد استخدم الرسول صلى الله عليه و سلم أصحابه ومن اتبعه بشكل صحيح، فوضع كلا منهم في مكانه المناسب، وعندما كان يعطي مهمة ما لأحدهم فمن المؤكد أنه كان أنسب... (مشاركات: 5)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلوم ادارة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية

شهادة دبلوم ادارة مستشفيات هي أقوى شهادة في مجال ادارة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، حيث يتم دراسة مفهوم الإدارة ومهام المدير الطبي ومرورا بتعريف المشاركين بعناصر إدارة المستشفيات، وخطوات إنشاء الهيكل التنظيمي للمستشفيات، وكذلك إدارة الأزمات والطوارئ وخطة الإخلاء وإدارة المشتريات والمخازن الطبية، وادارة وتخطيط الموارد البشرية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للمستشفى، وكذلك الادارة المالية، ثم يتم شرح ودراسة إدارة الجودة الطبية والجودة الشاملة في المستشفيات، وآليات تحسين الجودة ومعاييرها وغيرها ذلك الكثير من المحاور المطلوبة للعاملين في مجال ادارة المستشفيات.


كورس الإدارة المالية لغير الماليين

برنامج تدريبي موجه لغير الماليين لمساعدتهم على فهم الادارة المالية وتطبيقها في شركاتهم واعمالهم يهدف البرنامج الى اكساب المتدربين القدرة على فهم البيانات المالية والتحليل المالي وادارة رأس المال العامل وتحضير الميزانية التشغيلية وقرارات الميزانية الرأسمالية واتخاذ القرارات المالية


دبلومة السلامة والصحة المهنية بالمستشفيات والمراكز الصحية

دبلوم تدريبي يهدف الى تعريف المشاركين بالمعايير والإجراءات التي يتم تطبيقها لضمان السلامة والصحة المهنية للعاملين في المجال الطبي عموما.


دبلومة معايير المحاسبة الدولية IAS

معايير المحاسبة الدولية هي مجموعة من المبادئ والإجراءات المتفق عليها دوليًا والمتعلقة بالطريقة التي تعرض بها الشركات حساباتها، يطلب المستثمرون بيانات مالية معدة باستخدام معايير المحاسبية الدولية، تم تكوين لجنة معايير المحاسبة الدولية عام 1973 وتتكون من ممثلى الهيئات المحاسبية فى العالم. ويتولى إدارة لجنة معايير المحاسبة الدولية مجلس مكون من مندوبى ما يقرب من ثلاثة عشر دولة بالاضافة الى بعض المنظمات التى لديها إهتمامات فى إعداد التقارير المالية، وقد تم تصميم هذا البرنامج التدريبي بهدف تعريف المشاركين بمفاهيم وأسس اعداد القوائم المالية وفقا لمعايير المحاسبة الدولية وتزويدهم بطرق واساليب إدارة الربحية في اعداد القوائم المالية بما يتوافق مع معايير المحاسبة الدولية.


دبلوم إعداد المدير التنفيذي - Become a CEO

دبلوم تدريبي متقدم يهدف الى تأهيل المرشحين لتولي وظيفة المدير التنفيذي CEO والمرشحين للوظائف الادارية العليا عن طريق تنمية المهارات القيادية وتعميق المفاهيم الادارية والسلوكية لدى المرشحين لشغل هذه الوظائف، وتبادل الخبرات العلمية لرفع القدرة على تحمل المسئوليات الادارية والاضطلاع بمهامهم المستقبلية في الإدارة التنفيذية.


أحدث الملفات والنماذج