ممارسة التواضع

ان التواضع والسلام الداخلي متلازمان فكلما تخليت عن اثبات ذاتك امام الاخرين كلما كان من السهولة ان تشعر بالسلام الداخلي.

ان اثبات ذاتك يعتبر عيبا خطيرا يستنفذ منك طاقة هائلة لكي تذكر دائما انجازاتك وتتفاخر بها محاولا اقناع الاخرين بتفوقك كفرد .. ان التباهي او التفاخر يؤثر سلبيا على المشاعر الايجابية التي تنتابك نتيجة لانجازك شيئا ماتفخر به وتأكد انك تزيد الامور سوءا عندما تحاول امتداح نفسك حيث يتجنبك الاخرون ويتحدثون من ورائك عن رغبتك في التفاخر بل ربما يستاؤون او يمتعضون منك.

ومع ذلك فمن الغريب انك كلما كنت زاهدا في البحث عن المديح كلما امتدحك الناس اكثر .. ان الناس عادة يجتذبهم هؤلاء الذين يتمتعون بالهدوء والثقة بالنفس .. هؤلاء الذين ليسوا في حاجة لأن يظهروا انفسهم بمظهر مزخرف او ان يكونوا دائما على صواب او يريدوا المجد والشهرة .. ان معظم الناس يحبون الشخص الذي لا يحب الفخر .. الشخص الذي يشارك الاخرين بقلبه وليس بدافع الانانية.

والممارسة هي الطريقة المثلى لكي تتعلم التواضع وسوف تجد ذلك لطيفا لأنك ستحصل على نتائج مباشرة فيما يخص راحة وهدوء عواطفك وعندما تنتابك الرغبة مرة اخرى في التفاخر حاول بكل قوتك ان تقاوم ذلك الإغراء.

وكنت قد تناقشت في هذه الطريقة مع احد زبائني فذكر لي القصة التالية:
يقول: انه كان مع مجموعة من اصدقائه بعد ان تم ترقيته في العمل بعدة ايام ولم يكونوا قد عرفوا بهذه الترقية وكان قد تم اختياره للترقية بدلا من صديق اخر لهم وكان هناك نوع من المنافسة بينه وبين هذا الشخص لدرجة انه كاد ان ينم على حقيقة اختياره هو دون صديقهم الاخر وانتابه شعور انه يريد ان يقول شيئا ولكن هناك شيئا ما بداخله قال له توقف لا تفعل هذا لذا فقد استمر في مشاركة اصدقائه ولم يتجاوز الخط او ما انتابه شئ من الشعور الذي قد يبدو عليه امام الاصدقاء ولم يشأ ابدا ان يذكر ان صديقهم الاخر لم تتم ترقيته وقد اخبرني بعد ذلك انه لم يشعر ابدا قبل ذلك بهذا الشعور بالراحة والاعتزاز بالنفس فلقد استطاع ان يستمتع بنجاحه دون مباهاة او تفاخر وبعد ذلك بمدة اكتشف اصدقاؤه ما حدث واخبروه انهم سعدوا كثيرا بحكمته وتواضعه وقد نال الكثير من ردود الفعل الايجابية والاهتمام من الاخرين نتيجة تواضعه هذا.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون