كن سائقا أقل تهورا

اي الاماكن تشعر فيها بأكبر قدر من التوتر؟

ان كنت كغالبية الناس فإن قيادة سيارتك في زحام المرور قد تأتي في رأس قائمتك لتلك الأماكن ولو نظر المرء الى غالبية الطرق السريعة الكبرى هذه الأيام لاعتقد انه ليس في طريق ولكن في حلبة سباق.

هناك سببين رائعين يحتمان على المرء ان يصبح سائقا اقل تهورا ..

اولا عندما تكون متهورا تضع نفسك وجميع من حولك في خطر كبير.

ثانيا قيادة السيارة بشكل متهور امر يبعث على التوتر بصورة كبيرة حيث يرتفع ضغط دمك وتضغط بيديك على المقود وتجهد عينيك بالتحديق وتفقد السيطرة على افكارك واخيرا ينتهي بك الامر بعدم اضاعة اي وقت في الذهاب الى اي مكان تقصده .. منذ وقت قريب كنت اقود سيارتي جنوب أوكلاند في الطريق الى سان جوزيه كان ازدحام المرور شديدا الا اننا كنا نتحرك في خضم الزحام ولاحظت سائقا في منتهى التهور والغضب يخرج بسيارته من حارة الى اخرى وكان واضحا انه في عجلة من امره اما انا فقد بقيت في الحارة ذاتها طوال الرحلة التي امتدت مسافة اربعين ميلا بينما كنت استمع الي شريط تسجيلي كنت قد اشتريته بالأمس محلقا بخيالي طوال الوقت لقد استمتعت بالرحلة تماما لان قيادة السيارة تمنحني الفرص كي اخلو بنفسي وبينما كنت انحرف خارجا عن الطريق السريع لاح السائق المتهور خلفي ومر مسرعا فدون إدراك مني كنت قد سبقته في الوصول الى سان جوزيه ولم تسفر كل تعرجاته واسراعه وتعريضه حياة الأسر للخطر سوى ارتفاع ضغط دمه واهلاك سيارته وفي الغالب تماثلت السرعة التي كنت انا وهو نسير عليها.

وينطبق المبدأ ذاته عندما ترى السائقين يمرون بك مر البرق حتى يسبقوك في عبور الاشارة التالية .. ان الاسراع في القيادة لن يعود عليك بشئ ويصدق هذا الامر بشكل خاص اذا حصلت على مخالفة مرورية لتجاوزك السرعة وتعريض حياة الاخرين للخطر.

عندما تتخذ قرارا حكيما بأن تصبح سائقا اقل تهورا ستبدأ في استغلال الوقت الذي تمضيه في القيادة في الاسترخاء .. حاول ان تنظر الى القيادة ليس على انها مجرد وسيلة للوصول الى مقصدك بل على انها فرصة لإلتقاط الانفاس والتأمل وبدلا من اختبار قوة عضلاتك فلتنظر ان كان بمقدورك الاسترخاء بدلا من ذلك ومن ناحيتي فأنا امتلك بعض اشرطة الكاسيت المخصصة لإرخاء العضلات واحيانا كثيرة اشغل احدها وانصت اليه ومع وصولي الى مقصدي اجد انني اشعر باسترخاء اكبر عما كنت عليه عند بدء الرحلة ففي خلال عمرك الطريل سوف تقضي وقتا طويلا في قيادة سيارتك وهذا الوقت اما ان تقضيه في الشعور بالإحباط واما ان تستغله بحكمة وعلى فرض اختيارك للأمر الثاني فإنك ستصبح انسانا يشعر بحالة اكبر من الاسترخاء.
.

.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون