كن مرنا مع وقوع التغيرات على خطتك
بمجرد ان اضع شيئا ما في عقلي (خطة) يكون من الصعب التخلي عنها وترك الأمور تمضي على سجيتها .. لقد تعلمت وكان ذلك صحيحا بدرجة ما ان النجاح او استكمال مشروع بشكل ناجح يحتاج الى المثابرة ومع ذلك ففي نفس الوقت يخلق التصلب قدرا هائلا من التوتر الداخلي وغالبا ما يسبب الضيق ويكون امرا غير كيّس بالنسبة للغير.
احب دائما ان اقوم بمعظم كتاباتي في الصباح الباكر وقد يكون هدفي كما كان الحال مع هذا الكتاب ان انتهي من استيراتيجية او اثنتين قبل استيقاظ شخص اخر بالبيت ولكن ماذا يحدث لو استيقظت ابنتي الصغيرة مبكرة وصعدت السلم لرؤيتي؟ لقد تغيرت خطتي بالفعل ولكن ماذا سيكون رد فعلي على ذلك؟ او قد اهدف الى الخروج للجري قبل الذهاب الى المكتب ولكن ماذا يحدث لو تلقيت مكالمة طارئة من المكتب وتحتم علي ان انسى موضوع الجري؟
هناك امثلة كثيرة محتملة .. لكل منا اوقات تتغير فيها خططنا فجأة مثل عدم حدوث شئ ما كنا نتوقع حدوثه او عدم تنفيذ شخص ما وعده بتنفيذ شئ ما او ربحت مالا اقل مما كنت تتوقع تغيير شخص ما لخطتك دون موافقتك او ليس لديك سوى وقت اقل مما خططت مسبقا او حدوث شئ غير متوقع وهكذا يمضي الزمن والسؤال الذي يجب ان تطرحه على نفسك هو ما هو المهم فعلا؟
غالبا ما نستخدم العذر القائل بأنه من الطبيعي الشعور بالاحباط عندما تتغير خطتنا ومع ذلك فهذا يعتمد على ماهية اولوياتك .. هل الاهم ان التزم بجدول كتابي الصارم ام ان افرغ نفسي لابنتي البالغة من العمر اربعة اعوام؟
هل يستحق ان تشعر بالضيق لعدم الجري لمدة ثلاثين دقيقة؟
اما اكثر هذه الاسئلة عموما فهو ايهما اهم انجاز الامور والاحتفاظ بمواعيد جدولي او ترك الامور على سجيتها؟ من الواضح ان تحولك لشخص اكثر سكينة (ومن الواضح انه سيكون هناك استثناءات) ومن المفيد ان اتوقع تغير نسبة معينة من الخطط ولو انني تركت فسحة في عقلي لتقبل هذه الحتمية فعندما يحدث ذلك سيكون في مقدوري ان اقول هاك احد الامور الحتمية.
ستجد انك لو وضعت هدفا يتمثل في ان تصبح اكثر مرونة فستبدأ ببعض الامور الرائعة في الحدوث سوف تشعر باسترخاء اكثر الا انك لن تضحي بأي قدر من انتاجيتك وربما اصبحت اكثر انتاجية لأنك لن تضطر لأن تستهلك كل هذا الكم الهائل من الطاقة على القلق والاحباط .. لقد تعلمت ان احافظ على جدول مواعيدي وانجاز معظم اهدافي واحترام مسؤولياتي على الرغم من انني قد اضطر الي تغيير خططي ولو قليلا (او حتى كلية) ..
اخيرا فإن من حولك سوف يشعرون كذلك بالاسترخاء لأنهم لن يشعروا بان عليهم ان يواجهوا الصعاب اذا ما حدث في ظرف ان اضطررت لتغيير خططك.
.
.
.
مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون