لتكن لديك الرغبة في التعلم من الاصدقاء والعائلة

من اسوأ الملاحظات التي قمت بدراستها هي ان الكثيرين منا لا يطيقون ان يتعلموا من الاشخاص الاخرين كالآباء والازواج والاطفال والاصدقاء فبدلا من ان نستعد لتقبل التعلم من الاخرين فإننا ننغلق على انفسنا اما بسبب الضيق او الخوف او العناد او المكابرة ويبدو كما لو اننا نقول اننا نعرف بالفعل كل ما يمكن ان يعلمه ايّانا هذا الشخص فليس هناك شئ اخر يمكنه ان يعلمني اياه او احتاج انا لأتعلمه منه.

وهذا محزن لأن المقربين منا يعرفوننا جيدا في الغالب فهم احيانا يروننا ونحن نتصرف بطريقة دفاعية ويمكنهم ان يقدموا لنا حلولا سهلة وبسيطة واذا كنا مكابرين ومعاندين فإننا نخسر غالبا فرصا سهلة بسيطة يمكننا باستغلالها ان نحسن من انماط حياتنا.

ولقد حاولت مرارا ان اكون متقبلا لاقتراحات اصدقائي وافراد اسرتي حتى انني سألت بعض افراد اسرتي وعددا من اصدقائي عن اهم عيوبي ومثل هذا التصرف يحعل الشخص الذي تسأله يشعر انه مرغوب ومطلوب ليس هذا فقط بل انه ايضا يحميك من الوقوع في دائرة النصائح الخاطئة انها مجرد وسيلة بسيطة ومع ذلك فلا احد يستغلها فهي لا تحتاج الا لقدر بسيط من الشجاعة والتواضع والقدرة على التحرر من الانانية وهذه الطريقة مجدية فعلا خصوصا اذا كنت ممن يتجاهلون ملاحظات الاخرين عليهم ويعتبرونها نقدا موجها لهم او اذا كنت ممن يسخرون من بعض افراد الاسرة .. تخيل مدى دهشة هؤلاء عندما تطلب منهم النصيحة.

اختر جانبا تشعر ان الشخص الذي تسأله متميزا فيه فمثلا انا غالبا اسأل والدي النصيحة في شؤون العمل فإذا وجه لي بعض الحديث فإن الامر يستحق فالنصيحة التي يعطينيها لي توفر عليّ تعلم شئ ما عن طريق التجربة.


.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون