قدم المعروف ولا تتوقع او تطلب شيئا في مقابله

هذه الاستيراتيجية يمكن ان تساعدك على التمرن على اسداء الخدمات كجزء من حياتك وسوف تُظهر لك هذه الاستيراتيجية كم انه من السهل اسداء شخص ما معروفا ومدى الشعور الطيب الذي ينتابك اذا فعلت ذلك دون توقع شئ في مقابله.

وفي كثير من الاحيان سواء كان ذلك عن وعي او بدون وعي نرغب في الحصول على شئ ما من الغير خاصة ان كنا قد قدمنا لهم شيئا ما من قبل كمثال على ذلك لقد نظفت الحمام فعليها ان تنظف المطبخ .. لقد اعتنيت بطفلها في الاسبوع الماضي فعليها ان تفعل بالمثل لطفلي هذا الاسبوع .. يبدو الامر وكأننا نريد مقابلا لأعمالنا الطيبة بدلا من ان نتذكر ان العطاء في حد ذاته مكافأة.

عندما تقدم عملا طيبا لشخص ما لمجرد رغبتك في خدمته فستلاحظ (ان كان قلبك تغلفه السكينة) شعورا جميلا بالسكينة والهدوء وكما تؤدي التمارين الرياضية المرهفة الى افراز مادة الاندروفين في المخ مما يؤدي الى شعورك بارتياح جسماني فإن اعمال الخير تؤدي الى افراز نظير ذلك عاطفيا .. ان مكافأتك تتمثل في الشعور الذي يغمرك عندما تدرك انك قد اسهمت في احد اعمال الخير ولست في حاجة الى شئ في المقابل ولا حتى الى كلمة شكر وفي واقع الحال انك لا تحتاج لأن تعلم من اسديت له المعروف بفعلك إياه.

ان توقعنا بتبادل اعمال الخير يتعارض مع هذا الشعور بالطمأنينة فعندما تملئ الافكار رؤوسنا تتدخل في شعورنا بالطمأنينة وكذلك عندما ننغمس تماما في التفكير فيما نحتاج اليه او نرغبه ويكمن الحل في ان تلاحظ افكارك القائلة ارغب في الحصول على شئ بالمقابل ثم تتخلص من هذه الافكار بلطف وعندنا تختفي هذه الافكار سيعود اليك شعورك الايجابي تارة اخرى.

فلتنظر ان كان بمقدورك ان تقدم شيئا طيبا لشخص ما دون توقع شئ بالمقابل سواء كان ذلك مفاجأة زوجك او زوجتك بتنظيف الكراج او تنظيم المكتب او جمع الغسيل لجارك او العودة مبكرا الى المنزل للتخفيف عن زوجتك وتقوم بالاعتناء بالاطفال .. عندما تنتهي من اسداء معروفك فلتنظر ان كان بمقدورك ان تتزود من الشعور الدافئ الذي ينتج عن اسدائك لعمل طيب لشخص ما دون توقع شئ من هذا الشخص الذي ساعدته .. لو تمرنت على فعل ذلك ففي اعتقادي انك ستكتشف ان المشاعر هي مكافأة في حد ذاتها.

.
.
.

مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون