استمع لما تمليه عليك مشاعرك فهي تحاول ان توصل اليك شيئا
انك تمتلك نظام ارشاد معصوم من الخطأ كي تبحر به في طريق حياتك وهذا النظام والذي يتكون من مشاعرك فقط يعرفك اذا ما انحرفت عن الطريق واصبحت في طريقك للتعاسة والصدام مع الاخرين او اذا كنت تمضي في طريقك الصحيح متجها صوب تحقيق سكينتك وطمأنينتك .. ان مشاعرك مقياس يعرفك بالحالة التي عليها نفسك من الداخل .. وعندما لا تنجرف في تيار تفكيرك آخذا الامور بجدية مفرطة فإن مشاعرك ستكون ايجابية بشكل عام وسوف تؤكد على انك تستخدم تفكيرك لخدمة صالحك وانك لا تحتاج الي تعديل نفسك من الناحية العقلية.
وعندما يكون ما تتعرض له في الحياة امرا غير مُرض .. عندما تشعر بالغضب وبالنقمة وبالضيق والتوتر والاحباط وهلم جرا فإن جهاز انذارك بالمشاعر سوف يدق كناقوس الخطر ليذكرك بأنك قد انحرفت عن الطريق وان الوقت قد حان للتخفيف من افكارك وبفقدانك لنظرتك السليمة للأمور وكذلك يذكرك بأنك في حاجة لتعديل نفسك من الناحية العقلية وبإمكانك النظر الى مشاعرك السلبية بنفس الطريقة التي تنظر بها الى ضوء الخطر في تابلوه سيارتك فعندما يأخذ في الوميض فإنه يعلمك بأن الوقت قد حان للتخفيف عن نفسك.
وعلى نقيض الاعتقاد السائد فإن المشاعر السلبية لا تحتاج الى دراسة او تحليل فعندما تفعل ذلك ينتهي بك الامر عادة الى زيادة عدد هذه المشاعر السلبية التي عليك التعامل معها.
في المرة القادمة التي تشعر فيها بحالة سيئة عليك بدلا من الانغماس في شلل التحليل والتساؤل عن سر احساسك بهذا الشعور ان تنظر بدلا من ذلك ان بمقدورك ان تستخدم مشاعرك لإرشادك صوب طريق العودة الى السكينة .. لا تتظاهر بعدم وجود المشاعر السلبية ولكن حاول ان تدرك ان السر وراء شعورك بالحزن والغضب والتوتر او غير ذلك مما تنظر اليه بجدية مفرطة انك تشعر بالقلق بشأن صغائر الامور وبدلا من التشمير عن ساعديك ومقاتلة الحياة عليك بالتراجع .. استنشق بعض الانفاس العميقة ثم استرخ وتذكر ان الحياة ليست حالة طوارئ ما لم تحولها الى ذلك.
.
.
.
مترجم للمؤلف : د. ريتشارد كارلسون