الموضوع: ( بدايه الحكمه ) من روايه رحله الى عمق الحياه

1. بداية ألحكمه

يحكى في قديم الزمان أن فتى صغيرا كان جالسا على المرسى ينظر إلي البحر بشغف ينتظر تلك السفينة ألصغيره كالعادة و التي كان يميزها بتلك ألرأيه الكبيرة التي تعلو ها و بلونها الهادي الجميل الذي يشبه لون السماء كان يمتلك هذه السفينة رجل حكيم يتسم بالحكمة و الابتسامة الهادئة و كان الفتى قد تعرف على هذا الحكيم عندما كان في مقتبل عمره و كان تربطه علاقة مودة و صداقه حميمة و كان الفتى يحب ذلك الحكيم كثيرا لأن الفتى يعيش و حيد ليس لديه عائله و أيضا كان الحكيم دائما يجلب له أشياء في كل رحله و كان يجلس معه و يعطيه حكمه يكتبها في دفتره القديم و يحكي له بعض القصص والرايات و بعض التجارب التي خاضها في أعماق البحر ،كان الفتى ينتظره بالأيام والشهور حتى يأتي ذلك الرجل الحكيم و بعد عده ساعات و لازال الفتى ينتظر سفينة الرجل الحكيم التي لم تتأخر أبدا شعر الفتى بالملل و قرار إن يذهب قبل غروب الشمس لأنه كان يخاف من الظلام و قام الفتى مستعدا للرحيل و في تلك أللحظه نظر الفتى في عمق البحر ولا يكاد أن يصدق نفسه هذه هي السفينة التي تتميز بتلك الراية طويلة إلقامه فرح الفتى و ذهب مسرعا إلى المرسى كالطير يسبح في سما الحرية و اخذ الفتى يجري بعزم و قوه حتى وصل إلى المرسى و اقترب الفتى من السفينة و كان الرجل الحكيم أيضا ينظر إلى المرسى بحثا عن الفتى و عندما رآه الحكيم الفتي نظر إليه و ابتسم , نزل الحكيم من أعلى السفينة متجها إلى الفتى لم يستطيع الفتى أن يصبر حتى ينزل من السفينة ذهب أليه و اقترب منه و قال له
الفتى : اشتقت أليك كثيرا أيها الحكيم
الحكيم أخذه في حضنه برفق وقال : أنا أيضا اشتقت لك كثيرا احكي لي ماذا فعلت في تلك الفترة الذي تركتك فيها
الفتى : كالعادة اذهب كل صباح إلى البحيرة لاصطياد بعض الأسماك و برغم أني اجلس ساعات طويلة على الشاطئ لم اعثر على شيا واذهب إلى البيت يأسا قبل غروب الشمس خوفا من الظلام
ابتسم الحكيم و قال : لم تستطيع أن تصطاد شيا لأنك تخاف من الظلام و السمك يعلم ذلك و يخرج في الظلام و يعلم انك غير قادر على المغامرة و غير قادر على هزيمة الخوف و يقول برترند راسل (هزيمة الخوف هي نقطه بداية ألحكمه ) ابعد الخوف من حياتك ولا تخاف من ألمخاطره كي تحصل على المزيد
كتب الفتى تلك ألحكمه وقال : أريدك أن تعلمني شيا جديدا اليوم.
اخرج الحكيم مجموعه من الأقلام من معطفه و قام بإعطاء الفتى قلم من الحبر و قلم أخر مصنوع من الخشب بداخله ماده من الرصاص قابله للمسح
الحكيم : اكتب شي تغشاه و تكره
كتب الفتى كلمه : الظلام
اخذ الحكيم منه القلم المصنوع من الحبر و إعطاءه القلم المصنوع من الخشب و قال له : اعد كتابه هذه الكلمة مره أخرى
اخذ الفتى القلم الخشب وكتب نفس الكلمة (الظلام ) و هو في دهشة ويمتلكه الفضول
قال له الحكيم : يجب أن تكسر ذلك الخوف لان الظلام حاله كونيه يجب عليك إن تتصالح معه خذ هذا القلم و قم بمسح هذه ألكلمه.
اخذ الفتى القلم و قام بمسح ألكلمه التي مكتوبة بالقلم الخشب لأنها قابله للمسح و لم يستطيع مسح ألكلمه التي كتبت بالقلم الحبر بل أصبح لها اثر و تركت بقعه سودا في ألورقه
نظر الفتى للحكيم و قال : إن لا افهم شيا ماذا تقصد بذلك
الحكيم : الفرق بين القلم الحبر و الخشب برغم إن القلم الحبر قوى و الخشب ضعيف و لكن القلم الحبر إن اخرج كلمه لا يستطيع إن يمحيها بل يترك اثر كبير لأنك إن أرد إن تمحو هذه ألكلمه لم تستطيع بل ستترك بقعه سودا إذا انه لا يمتلك ألرحمه و المرونة و التسامح و بعكس القلم الخشب الضعيف لأنه أن أخرج كلمه من السهل إن يتنازل عنها وكأنها لم تكتب و لا يترك لها أي اثر لذلك يجب عليك إن تكون متسامح مع الناس و ان أخرجت كلمه كن رحيما و بادر بالاعتذار حتى لا تجرح مشاعر الآخرين و العكس أيضا لا تحمل البغضاء و الكراهية لأحد مهما تسبب لك في جرح مشاعرك و تذكر انه لا يقصد ذلك و لذلك كن مرنا مثل القلم الخشب
( إن أردت إسعاد الآخرين فعليك بالرحمة و ان أرد ت إن تسعد نفسك فاجعل مسلكك يتسم بالرحمة ) الدلاى لاما
( التسامح سمه من سمات الأقوياء )غاندي
نظر الفتى إلى الحكيم و ابتسم وقال : أشكرك كثيرا على هذه ألحكمه
أخذا الفتى الحكيم و اخذ يتناولون الطعام
بعد مرور يوم قرر الحكيم أن يرحل بسفينته شعر الفتى انه سيتركه بمفرده وحيدا و ذهب للحكيم الذي كان يجمع أمتعته و قال : لماذا لم تأخذني معك كي أكون مساعدا لك وأنيسا لك في رحلتك
الحكيم : البحر مملوء بالمغامرات و المخاطر و أنت لا تزال صغير ا
الفتى : إلى متى سأكون صغير ا
اخذ الفتى يقنع الحكيم في الذهاب معه على متن السفينة في عمق البحار و شعر الحكيم بإصرار الفتى حتى وافق الحكيم على أن يرافقه الفتى في رحلته وقال : سآخذك معي و لكن يجب إن تطيع أوامري
الفتى: سأضيع أوامرك سيدي
ابتسم له الحكيم و وضع يديه على كتفيه برفق و ذهبا معا إلى السفينة

اريد من المشاركه بارئكم في بدايه هذه القصه بغض النظر عن التصحيح الاملائي وجزائكم الله خيرا