السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قتلتُ البطة........
كان هناك ولد صغير يزور بيت جده بالمزرعة.
أعطي بندقية ليلعب بها بالغابة. وكان يلعب ويتدرب على الأخشاب،
ولكن لم يصب أي هدف. بدأ باليأس وتوجه إلى البيت للعشاء.
وهو بطريقه للمنزل وجد بطة جدته المدللة.
وهكذا من باب الفضول أو الأمنية صوب بندقيته عليها، وأطلق النار
وأصابها برأسها فقتلها.
وقد صدم وحزن. وبلحظة رعب، أخفى البطة بين الأحراش
ولكن أخته شهدت كل شيء!! سالي رأت كل شيء لكنها لم تتكلم بكلمة.
بعد الغذاء في اليوم الثاني، قالت الجدة: "هيا يا سالي لنغسل الصحون."
ولكن سالي ردت: "جدتي، حسن قال لي أنه يريد أن يساعد بالمطبخ".
ثم همست بإذنه "تتذكر البطة؟؟؟"
وفي نفس اليوم، سأل الجد إن كان يحب الأولاد أن يذهبوا معه للصيد،
ولكن الجدة قالت: "أنا آسفة، ولكنني أريد من سالي أن تساعدني بتحضير العشاء".
فابتسمت سالي وقالت: "لا مشكلة.. لأن حسن قال لي أنه يريد المساعدة. وهمست بإذنه مرة ثانية: "أتتذكر البطة؟؟؟؟".
فذهبت سالي إلى الصيد وبقي حسن للمساعدة.
بعد بضعة أيام كان حسن يعمل واجبه وواجب سالي،
لم يستطع الاحتمال أكثر، فذهب إلى جدته
واعترف لها بأنه قتل بطتها المفضلة.
جثت الجدة على ركبتيها، وعانقته ثم قالت: "حبيبي، أعلم،
كنت أقف على الشباك ورأيت كل شي ولكنني لأني أحبك سامحتك.
وكنت فقط أريد أن أعلم إلى متى ستحتمل أن تكون عبدا لسالي"
وأنت أخي وانتي أختي ..... فكر لليوم وكل يوم
ماذا فعلت في ماضيك،
ومهما فعلت - ليبقيك الشيطان (سواء شياطين الإنس أم شياطين الجن) عبداً له ويجعل نصب عيناك
(الكذب، الدينونة، الحقد، الغضب، عدم التسامح، الآلام...إلخ)
مهما كان، يجب أن تعلم أن الله معك ، موجود في كل مكان؛
رآك وعلم أفعالك كلها.
ويريدك أن تتأكد أنه غفور، رحيم ، عفو كريم.
ولكنه ينتظر ليعلم إلى متى ستبقى عبداً للشيطان، ويمهلك حتى تعود إليه.
الشئ الرائع أنك حين تطلب المغفرة من الله،
هو لا يغفر خطاياك فقط بل ينسى ماضيك ويبدل سيئاتك حسنات.
وتذكروا إخوتي قوله ودعوته تعالى للذين كفروا به وبعدما نسبوا له الصاحبة والولد: فقد فتح لهم باب الأمل والرجاء والعودة وقال لهم " أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه"
وقال عن آخرين في ساعة هلاكهم بعدما أمهلهم بما فيه الكفاية " فلولا إذا جائهم بأسنا تضرعوا، ولكن قست قلوبهم ...." الآية
إخوتي فالباب ما زال مفتوح .... والأمل ما زال موجود.
-----------------------------------
منقول
مجموعة عمرو خالد البريدية