عندما تقرأ هذه الأدبية الإدارية الراقية؛ فلا بد من فهم لرسائلها التربوية القاسية؛ والتي منها:
1-أحمد الله؛ أن مسؤولك في المؤسسة لم يدعوك لحضور العزاء في ميتك الغالي؛ وهو نفسك؛ فيضعك في هذه المكاشفة الذاتية المحرجة والمرة!؟.
2-امتلك زمام المبادرة فوراً؛ ولتكن فرصة للمراجعة والتقييم النفسي؛ قبل أن يوقفك غيرك!؟.
3-تطهر من عقلية أو نظرية المؤامرة؛ فلا تلم الاخرين قبل أن تفتش في نفسك عن الخلل!؟.
4-حياتك من صنع يدك؛ فلن تتغير عندما يتغير مديرك أو يتغير أصدقاؤك أو زوجتك أو شركتك أو مكان عملك أو حالتك المادية!؟.
5-حياتك تتغير عندما تتغير أنت؛ فتقف عند حدود وضعتها أنت لنفسك!.
6-كن أنت؛ فاعتز بشخصيتك وثق بقدراتك؛ وعلى هذا الأساس ستصنع التميز والنجاح في حياتك!.
7-أما الرسالة الأخيرة الرئيسة والمهمة؛ فهي أن تتذكر هذه القاعدة القرآنية: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ". [الرعد 11]
هكذا يعلمنا الحق سبحانه؛ أن التغيير يبدأ من داخلنا!.
وهكذا يلقي علينا التبعة الفردية؛ فمسؤولية التغيير تقع على كاهلنا ذاتياً.
وهكذا يلقي على الفرد المسؤولية العظيمة في إحداث تغيير المجتمعات.
لهذا فإن التغيير الحضاري؛ مفتاحه التغيير النفسي.
ماذا يعني التغيير النفسي؟
هو عملية التحول من حالة واقعة إلى حالة منشودة.
أو عملية تنفيذ إجراءات خطة تحويل أهدافنا وأحلامنا إلى حقيقة واقعة وملموسة.
لماذا نتغير؟ أو ما هي الأسباب الـ(9) للتغيير النفسي؟
أجب عن هذه الأسئلة بصدق وشفافية وبروية:
1-هل حاضرك أفضل بكثير من ماضيك؟!.
2-هل أنت سعيد بحاضرك؟!.
3-هل أنت راضٍ عن مشوار حياتك؟!.
4-هل تعتبر نفسك من ضمن الـ(3%) المميزين المبدعين؟!.
5-هل تركت أثراً طيباً؛ أو إنجازاً مادياًً يرضي الله عز وجل، ثم يخدم أمتك، وتفخر به أنت وأبناؤك؟.
6-هل تملك حلماً جميلاً وهدفاً واضحاً لحياتك؟!.
7-هل تملك خطة محددة بإجراءات معلومة ومكتوبة؛ لتحقيق هذا الحلم أو الهدف؟!.
8-هل تملك الرغبة الذاتية في تغيير واقعك إلى الأفضل؟!.
9-هل تعتبر نفسك محوراً للآخرين؛ فيقتدون بك؛ ويستشيرونك في كل ما يشغلهم؛ وتؤثر فيهم؟!.


إذا كانت إجاباتك كلها (نعم): فأنت لست بحاجة لحضور أى دورات فى التغيير النفسي وفن إدارة الذات،

أما إذا كانت إجاباتك تشمل (لا) واحدة أو أكثر: فأنت لابد أن تحاول حضور هذه الدورات.

أما عن معنى إدارة الذات؛ فيقصد بها:
(1)فن تفجير أفضل الطاقات الذاتية.
(2)أو إدارة المرء لأفكاره ومشاعره وطاقاته الإدارة الصحيحة نحو الأهداف التى يصبوا اليها.
إذن إدارة الذات تعني الالتزام الجاد بالوسائل والآليات أو الخطوات المنهجية العملية للتغيير النفسي.
ما هو المطلوب لإدارة الذات؟
هناك ركيزتان أساسيتان لإدارة الذات:
أولاً: الاستعداد النفسي:
أي امتلاك القابلية للتطوير والتغيير والنماء، وامتلاك الرغبة في التطوير.
ثانياً: التفكير الإيجابي:
أي امتلاك القناعة الداخلية بضرورة التغيير النفسي، وامتلاك الثقة بالنفس في القدرة على التغيير.
كيف نتغير؟!. أو ماذا عن منهجية التغيير النفسي؟
هناك رؤيتان أو نظريتان تضعان الخطوات العملية العامة للتغيير النفسي:
الأولى: نظرية أنتوني روبنز:
فيقرر أن (مبادئ التغيير هذه نفسها التي يتوجب على فرد ما أن يتبعها لكي يستحدث تغييراً شخصياً:
الخطوة الأولى: ارفع مقاييسك.
الخطوة الثانية: غيِّر المعتقدات الخاطئة التي تقف حائلاً في وجهك؛ فذلك الإحساس بالثقة الأكيدة؛ هو الذى يقف وراء أي نجاح عظيم تم تحقيقه على مدى التاريخ.
الخطوة الثالثة: بدل استراتيجيتك: إن أفضل استراتيجية في كل حالة تواجهك تقريباً هي أن تعثر على قدوة).

[أيقظ قواك الخفية: كيف تتحكم فوراً بمستقبلك الذهني والعاطفي والجسماني والمالي: أنتوني روبنز]
الثانية: خماسية التغيير الذهبية المنهجية:
وهي التي تبين المحاور الخمسة للتغيير النفسي؛ وهي:
1-ارفع اهتماماتك؛ بأن تصيغ قيمك، وتسمو بأحلامك، وتحدد رسالتك في الحياة.
2-صغ قناعاتك؛ بأن تتمسك بالرسائل الإيجابية؛ لتبني ثقتك بنفسك وبإمكاناتك.
3-حدد أهدافك واكتبها، وأعلنها.
4-اتخذ قدواتك؛ لتعيش بالأمل.
5-اختر علاقاتك؛ والتصق بأهل التميز الذين يغمرونك بالرسائل الإيجابية.


دمتم فى أمان الله