قد تكون هدية أو كلمة أو حتى قُبلة على جبين الأم أو كلمة جميلة من أخ لأخته حتى لا يعرف الأب «مَن كَسر الفازة»، وأحيانا تكون قطعة شيكولاته للأخ الصغير كى لا يتحدث عن سهر إخوته خارج البيت.

إنها الرشوة المنزلية التى كثيرا ما نفعلها فى البيت دون أن ندرك أنها ظاهرة داخل البيوت.

تقول الدكتورة لميس الراعى: الرشوة المنزلية سلوك غير سوى بين أفراد الأسرة.. كى لا تخبر الأب أو الأم عن خطأ ارتكبه أحد أفراد الأسرة.. يلجأ الطرف الأول «الراشى» للتخلى عن مسؤوليته تجاه تصرفاته الخاطئة، والمرتشى يسعى للحصول على مكسب غير مستحق، الأمر الذى يؤثر بالسلب على كل أفراد الأسرة ومن ثم المجتمع،

حيث يتحول الراشى والمرتشى فى المستقبل إلى شخصية «سيكوباتية» تعتاد استغلال الآخرين والحصول على مزايا دون وجه حق، وهم من نطلق عليهم فى المجتمع الفاسدين والمستغلين، فالمرتشى يصبح شخصية اعتمادية ضعيفة لا تستطيع أن تحقق نفسها بنفسها وتركن إلى شخصية أقوى، تلبى جميع طلباتها حتى غير المشروعة، وهو ما نراه فى المجتمع من الشخصيات الطفيلية التى تعيش على حساب أفراد أقوى.

وأضافت أن «الراشى والمرتشى» يقومان بعمل «لوبى نفسى» فى الأسرة لمواجهة كشف وقائع الكذب والخداع التى مارساها، وإذا ما عرف الأهل بتصرفاتهما، عانا من عقدة الاضطهاد والظلم «البارانويا» وأصبحا عدائيين مع باقى أفراد أسرتهما ومع المجتمع.. والأسرة التى يتصرف أولادها هذا التصرف تكون مفككة وغير متوازنة نفسيا،

الأمر الذى يجبر الأطفال على الهروب من العقاب والتصرف بطريقة غير سوية، وقد تكون أسرة بلا مبادئ أو قيم واضحة وقد يستخدمون نفس الطريقة فى الوصول إلى متطلباتهم، فلا يجد الأبناء قدوة يتعلمون منها ويقلدونها أو أسرة لا تجيد طرق التربية الحديثة فتسرف فى التدليل أو العقاب.

وفى حالة معرفة الأسرة بوجود طفل يرشو أخاه بالشيكولاتة أو بكتابة واجبه المدرسى كى يتكتم الآخر على تصرفاته السيئة فيجب مواجهة الأطفال بما فعلوه، والتحدث إليهم برفق بأنها طريقة غير شريفة وأنها ستؤدى بمستقبلهم إلى الدمار، وعلى الأسرة أن تعيد التفكير فى أسلوب التربية الذى تتبعه، وأن تكثر من الحوار مع الأطفال، لزرع القيم الإنسانية والأخلاقية فى نفوسهم.