عندما ترى الآخرين بشكلمختلف





في إحدى ليالي خريف 1995، و أثناء إبحار إحدى السفن الحربية الأمريكيةالعملاقة بسرعة كبيرة بالقرب منالسواحل الكندية، أظهرتأجهزة الرادار جسما هائلا في طريقه إلى الاصطدامبالسفينة.


هرع القبطان إلى جهاز اللاسلكي وخاطب الجهةالأخرى ........
القبطان: هناقبطان السفينة الحربية الأمريكية، مطلوب تغيير الاتجاه بمقدار 15 درجة إلى الجنوب، لتفاديالاصطدام. أكرر تغيير الاتجاه بمقدار 15 درجة للجنوب لتفادي الاصطدام ... حوّل .


الجهة الأخرى : علم ... هنا السلطات الكندية، الطلب غير كاف. ننصحبتغيير الاتجاه بمقدار 180درجة... حوّل . القبطان: ماذاتعني ..! أنا أطلب منكمتغيير اتجاهكم بمقدار 15درجة فقطنحو الجنوب لتفادي الاصطدام ؟ أما عن سفينتنا فليسذلك منشأنك ... ولكننا سنغير اتجاهنا بمقدار 15 درجة ولكن نحو الشمال . لتفاديالاصطدام أيضاً . حوّل.


الجهة الأخرى: هذا غير كاف. ننصح بتغيير اتجاهكم بمقدار180أو على الأقل 130درجة . حوّل .


القبطان: لماذا تجادل وتصر على إصدارالأوامر؟دون أن تقوم أنت بتفادي التصادم بالمقدار ذاته؟ نحن سفينة حربيةأمريكية،فمن أنتم على أيحال؟


الجهة الأخرى: نحن حقل بترول عائم! ولا نستطع الحركة!!!احترس!!
لكن الوقت كان قد استنفد في هذا الحوار اللاسلكي غير المثمر، واصطدمتالسفينة بالحقل البترولي.


والدرس الذي تتعلمه من هذه القصة هو ألا تفترض أنالجهة الأخرى لها مثل مواصفاتك . فليس الهدف الوحيد للاتصال أن تبعثبرسالتك إلىالآخرين بل يجب أن يكون هدفك رباعيالأبعاد:
أن تفهمالطرف الآخر،
ثم أنتستقبلرسالته،
ثم أن تجعل نفسك مفهوماً،
و أخيراً أن تبعث برسالتك إليه.