جاء ذلك في الندوة التي استضافها مؤخراً "بيت دوت كوم" الموقع الإلكتروني المتخصص لخدمات التوظيف والتخطيط المهني في الشرق الأوسط، في جدة، وشارك فيها عدد من مديري الموارد البشرية في مجالات مختلفة في المملكة، وتناولت آراءهم حول برنامج التوطين الذي تتولاه الحكومة السعودية.
كما ناقش المدراء أكثر الطرق والمناهج فعالية لصقل مواهب المواطنين السعوديين الذين يحرصون على أن يشكلوا إضافة نوعية في أماكن عملهم في المملكة.
ضمت الندوة مدراء للموارد البشرية يمثلون عدداً من الشركات الرائدة في السعودية، بما فيها الشركة العربية السعودية للتعدين "معادن"، وآرامكو السعودية، وجميل للكماليات والخدمات التحويلية، وسدكو، وشركة عبد الله وناصر السريع، وشركة مونيا المهيدب للمقاولات.
عُقدت الندوة على خلفية الإحصائيات السعودية الأخيرة التي أشارت إلى وجود 470 ألف عاطل عن عمل من الرجال والنساء في السعودية، أي ما يمثل 12 في المائة من إجمالي القوة العاملة السعودية.
وقال ربيع عطايا، الرئيس التنفيذي لموقع "بيت دوت كوم": "لقد قررنا أن نبادر بإقامة حوار مفتوح لمناقشة الوضع الراهن لتوطين القوة العاملة في السعودية، وقد كانت الندوة فرصة مناسبة لتبادل مفتوح وصادق لوجهات النظر والخبرات. لقد دعونا لهذه الندوة خصيصاً مجموعة من مديري الموارد البشرية تمثل القطاعات المختلفة في المملكة للمساعدة على تحقيق صورة واقعية وشاملة لموضوع "سعودة الوظائف" في الوقت الحالي".
وفي سؤال عن أعداد المواطنين السعوديين العاملين في الشركات التي يعمل بها أولئك المدراء المشاركون في الندوة، جاءت الإجابات متباينة بشكل كبير، حيث قال علاء الشريف، الذي يمثل شركة جميل للكماليات والخدمات التحويلية التي تقع خارج مدينة جدة، إن الموظفين الذين يعملون في الشركة سعوديون بنسبة 100 في المائة.
بينما صرح هشام كمال، مدير الموارد البشرية في الشركة العربية السعودية للتعدين "معادن"، أن نصف العاملين في شركته من المواطنين السعوديين، أما بالنسبة لـ أيمن عرقسوس، مدير الموارد البشرية في شركة عبد الله وناصر السريع، فقد بلغ الرقم حوالي الثلث.
وكان هناك إجماع عام من كافة الحاضرين في الندوة على أهمية تسليط الضوء على ضرورة تحسين الاتصال والتنسيق بين القطاعين الصناعي والتعليمي في السعودية. وأيّد الحاضرون سن قانون يحث على المزيد من الوظائف التدريبية في أماكن العمل، والتي من شأنها تحسين توقعات الموظفين الجدد، كما وافقوا على أهمية المشاريع التدريبية المعززة للأفراد الذين هم على وشك دخول سوق العمل المحلي.
كما أكدت الندوة على عدد من النقاط الأخرى، بما فيها فكرة أن القطاع الخاص في المملكة لا يجتهد بالقدر الكافي لتشجيع الخيارات الجذابة المتاحة، وفشله في استخدام وسائل التوظيف المناسبة لوضع المرشحين المناسبين في الوظائف المناسبة. وكان جمال خُشيم، مدير الموارد البشرية في شركة سدكو، قلقاً من نقص التطوير الوظيفي المتاح.
كما أشارت الندوة إلى الخوف من تأثير إخفاق برنامج "سعودة الوظائف " في المستقبل، لأن ذلك قد يؤدي إلى المساس بأعداد الموظفين في صناعة البلد في المستقبل. وقال عبد الرحمن، الذي يمثل شركة مونيا المهيدب للمقاولات، إنه في حال عدم اتخاذ الخطوات المناسبة لعلاج هذا الموقف قريباً، فإن التداعيات العكسية لذلك ستظهر خلال فترة تتراوح من سبع إلى عشر سنوات، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد السعودي نمواً مستمراً.
واختتمت الندوة بملحوظة إيجابية من خلال تعليق علاء الشريف أن الفعاليات التي تنظم على غرار هذه الندوة تعد نموذجاً فريداً على الشراكة بين المزود للخدمة والعميل، وأن هذه المناقشات من شأنها أن تلعب دوراً في تحسين عملية "سعودة الوظائف".
وشهدت الندوة أيضاً الكشف عن قصص نجاح مؤخراً من خلال الإشادة ببرنامج شركة آرامكو السعودية على وجه التحديد، حيث تم تسليط الضوء على التزام الشركة وحرصها على التدريب، وحوافز الأداء، كعوامل مشجعة ومحفزة ساهمت في الحد من استنزاف الموظفين السعوديين.