أوضح الدكتور الوزير في محاضرته أن التطور المتسارع في التقنيات المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة كان له أكبر الأثر في ظهور أشكال متعددة للتعليم والتدريب عن بعد أكثر كفاءة وفاعلية، وأصبح التعليم عن بعد وتعدد القنوات التعليمية عنصرين جوهريين ومتناميين في منظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات الحديثة مما انعكس على المناهج والمواد التدريبية بالتغيير المستمر والتحديث الدائم.
وأكد الدكتور الوزير في محاضرته أن التدريب عن بعد أصبح التوجه العالمي لمواكبة هذا التطور وتوفير الأموال الطائلة التي تصرف كبدلات انتقال وإعاشة في حال انتقال المتدربين من الموظفين والمدربين من وإلى خارج المملكة.
أربع مراحل
وأشار الدكتور الوزير إلى تبني قطاع التدريب والتنمية خطة من أربع مراحل لتحقيق الهدف المنشود، تشمل المرحلة الأولى تفعيل دور الموظف في التعلم ذاتياً من خلال تطوير وتحديث مركز التدريب والتعليم الذاتي وتزويده بمجموعة من البرامج التفاعلية التي تتناسب مع هذا النوع من التدريب في مجالات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والطباعة والتدريب الإداري والمالي واستخدام الإنترنت، فيما تشمل المرحلة الثانية تطوير وتحديث الشبكة الداخلية المحلية للإدارة العامة للتدريب والتنمية والتي تتمثل في معدات ومكونات وأجهزة الشبكة لكي تعمل بكفاءة عالية تتمشى مع التقدم في مجال التقنية.
أما المرحلة الثالثة فتشمل ربط الشبكة الداخلية المحلية لقطاع التدريب والتنمية بشبكة "السعودية"، مع تــــوفير مواقع تدريبية منقــولة من الإنترنت ووضعهـــا ضمن موقع قطاع التدريــب والتنمية على الإنتـــرنت والإنترانت حتى يســـتفيد جميع الموظفـــين من خلال الحصول على التدريب ذاتياً.
وتتمثل المرحلة الرابعة من الخطة في العمل على تصميم نظام لإدارة العملية التدريبية والتعليمية واستخدام تكنولوجيا الفصول الافتراضية بالتعاون مع شركة "حرف" عبر نظام إدارة وتحكم للتعليم عن بعد من خلال شبكة الإنترنت.
فوائد جمة
وحدد الدكتور الوزير فوائد التدريب والتعلم عن بعد من خلال الإلسهام بفاعلية في برامج السعودة، والحصول على أحدث الدورات بأقل التكاليف، وتدريب منسوبي المؤسسة في أسرع وقت، والإلسهام في القضاء على قائمة الانتظار الطويلة للحصول على الدورات الأساسية الفصلية المجدولة، وتقليص تكاليف التدريب من خلال الفصول التدريبية التقليدية لتفرغ الموظفين من أعمالهم والبدلات التي يحصل عليها المدرب والمتدرب، وتخفيض تكاليف إرسال الموظفين إلى خارج المملكة للحصول على الدورات المستحدثة، وتقديم التدريب لجميع منسوبي المؤسسة في الدول التي يعملون بها دون الحاجة إلى انتقالهم.
ومن هنا كان حرص قطاع التدريب والتنمية بالتعاون مع شركة "حرف" على توفير منظومة متكاملة للتعليم والتدريب عن بعد تتيح الاستفادة القصوى من التطور السريع في تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية وأحدث الأساليب التعليمية تقدماً وذلك من خلال نظام الإدارة العملية التدريبية والتعليمية، وهو نظام يعتمد على ما يسمى بالفصول الافتراضية يتم فيها بناء نموذج تشبيهي للفصول التقليدية يتيح التعليم أو التدريب في أي مكان وزمان ومع أي شخص حيث يصل إلى عدد أكبر من المتدربين والدارسين وحيث يعمل على تقليل نفقات الدورات التقليدية من بدلات وانتقالات وتعطل أثناء التدريب، كما أنه يعرض كثيراً من أوجه القصور في التدريب أو التعليم التقليدي، ويمكن استخدامه أيضاً في عقد اجتماعات متزامنة مع عدد كبير من المشاركين وفي أماكن مختلفة.
وصف النظام
يقوم النظام على إيجاد منظومة من الأدوات للتحكم في العملية التعليمية من بعد، إذ يمكن وضع المواد التعليمية أو التدريبية كموارد للمتدرب بطريقة سهلة يمكن الرجوع إليها والتفاعل غير المتزامن معها في أي وقت، كما يوفر الوسائل والأدوات التي تساعد المدرب في وضع اختبارات وعمل استبيان وعروض تقديمية ووصلات فيديو تسهم وتساعد في عملية فهم المادة التعليمية أو التدريبية، خاصة وأن أهم ما يميز هذا النظام هو التفاعل المتزامن بين المتدرب والمدرب من خلال ما يعرف بالفصول الافتراضية، وهو نموذج تشبيهي للفصل التقليدي التعليمي أو المحاضرة.
ماهية الفصل الافتراضي
يعتمد نموذج المحاضرة في الفصل الافتراضي في هذا النظام للتعليم عن بعد على التفاعل بين المدرب والمتدربين سواء من خلال شبكة داخلية LAN أو من خلال الشبكة العالمية Internet، وهذا التفاعل يكون بالصوت والصورة (فيديو + سبورة تفاعلية)، كما أنه يتيح أدوات للإدارة والتحكم في العملية التعليمية أو التدريبية، وكذلك أدوات للتفاعل غير المباشر من حلقات للنقاش وبريد إلكتروني، كما يتيح نموذج الفصل الافتراضي الاتصال الثنائي أو المتعدد بين المدرب والمتدربين، كما يدعم التفاعل بين المجموعات الصغيرة، وهو غني بأدوات صوتية ومرئية للتفاعل الحي المباشر، ويمتلك أدوات للتسجيل والمتابعة والتقويم.
وينقسم أسلوب التفاعل في الفصل الافتراضي إلى قسمين، الأول أسلوب التفاعل المتزامن (المباشر) من خلال المحادثة الكتابية، المحادثة الصوتية، التفاعل المرئي (الفيديو)، والسبورة التفاعلية، والثاني أسلوب التفاعل غير المتزامن (غير المباشر) من خلال حلقات النقاش (المنتديات) والبريد الإلكتروني، ويتم من خلالهما التواصل بين المشاركين.
ويعتبر هذا النظام للتدريب والتعليم عن بعد مهماً وضرورياً لقطاع التدريب والتنمية (تدريب إداري وحاسب آلي ومالي ومكتبي ولغة إنجليزية)، وكذلك لجميع قطاعات التدريب في المؤسسة وخصوصاً لقطاعات التدريب في العمليات الجوية والخدمات الجوية والخدمات الفنية والتسويق وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى غيرها مستقبلاً، فهو يساعد على تقليص وخفض تكاليف عقد الدورات وخصوصاً التي تعقد بشكل دوري روتيني مستمر، وكذلك الدورات التعريفية التي تتطلب تجميع المتدربين من أماكن مختلفة، وكذلك انتقال المدرب لإعطاء هذه الدورات.
ويمكن استخدام النظام في عقد دورات وبرامج تدريبية خاصة تدر عائداً وأرباحاً مادية للمؤسسة من خلال إدارة برامج التدريب الخاصة، كما يمكن استخدامه في تدريب المضيفات واستقطاب شريحة كبيرة من السيدات اللاتي يرغبن في الحصول على دورات تدريبية في أماكن وجودهن دون انتقالهن.
وفي النهاية فإن تطبيق هذا النظام المتطور يعتبر نقلة حضارية مستقبلية تتيح للمؤسسة قدم السبق والتفرد بتطبيق أحدث الأساليب التدريبية وهي الفصول الافتراضية مما يجعلها رائدة ليس فقط بين نظيراتها من شركات النقل الجوي بل جميع المؤسسات والشركات في المنطقة العربية والشرق الأوسط.
التدريب الموجه
وقدم كبير مديري تخطيط وتنمية الموظفين شرف الشريف عرضاً عن التدريب الموجه اشتملت على توجه الإدارة العليا والتوجه الاستراتيجي للتدريب والتنمية وأساليب تحديد الاحتياجات التدريبية وشركاء النجاح وبعض الإحصائيات عن التدريبية التي عقدت خلال عام 2003م، موضحاً أن توجه المؤسسة بربط التدريب بتقويم الأداء الوظيفي يترجم اهتمامها بتحسين وتطوير مستوى الأداء لجميع موظفي المؤسسة وتوجيه جهود التدريب والتنمية للاحتياج الفعلي للإسهام في تنمية وتطوير مهارات الموظفين وإكسابهم المعلومات التي تتطلبها مهام وظائفهم مما يترك أثراً إيجابياً على مستوى الأداء وتقديم الخدمات المتميزة لعملاء المؤسسة بأعلى مستو يحقق تطلعاتهم.
كما أوضح الشريف في نموذج التوجه الاستراتيجي للتدريب والتنمية الخطوات الأساسية لتقديم التدريب الموجه، حيث يتم البدء في التعرف على الاحتياج التدريبي الفعلي للموظفين باستخدام الأساليب العلمية التالية (نموذج تقويم الأداء الوظيفي، نتائج مركز التقويم الوظيفي، متطلبات خطط السعودة بالمؤسسة، ومتطلبات خطط إعداد الصف الثاني).
أما فيما يتعلق بتحديد الاحتياجات التدريبية على مستوى الإدارة فيتم ذلك من خلال الزيارات الميدانية التي يقوم بها أخصائيو تخطيط تحسين الموظفين للتحقق من الاحتياج الفعلي للإدارة وجمع المعلومات اللازمة بمقابلة رئيس مركز التكلفة وشرائح من الموظفين داخل الإدارة، وإذا لزم الأمر دراسة بيئة العمل لتحديد معالم البيئة التنظيمية ومدى فعاليتها للتدريب.
وبالنسبة لدراسة الاحتياجات التدريبية على مستوى المؤسسة فيتم ذلك من خلال الاستشارات الإعدادية أو استطلاعات الرأي، وعلى ضوء تحديد هذه الاحتياجات يتم التنسيق مع إدارات برامج التدريب المختصة لوضع الخطط التدريبية اللازمة لمقابلة تلك الاحتياجات وتنفيذها بشكل سنوي، كما يتم تقويم نتائج التدريب من قبل المختصين في إدارة تخطيط تنمية الموظفين من خلال الزيارات الميدانية لرؤساء مراكز التكلفة للتعرف على مرئياتهم حول ملائمة البرامج التدريبية لمتطلبات العمل ومدى استفادة الموظفين ونقل المهارات المكتسبة لواقع العمل وأثر ذلك على الأداء.
وبما أن مسؤولية العملية التدريبية هي مسؤولية مشتركة، وتحقيق النجاح فيها يتطلب تفعيل دور كل من جميع إدارات البرامج في الإدارة العامة لبرامج التدريب وإدارة تخطيط تنمية الموظفين في الإدارة العامة لتخطيط وتطوير ومساندة التدريب وكذلك الإدارات المختصة بقطاع الموارد البشرية والإدارات المستفيدة فإن التدريب الموجه سيحقق الأهداف المرجوة منه ويظهر أثره بشكل كبير على مستوى الأداء وتطور العلاقات وجودة الخدمات، وبالتالي يحصل الاستثمار الحقيقي للفرص التدريبية التي يقدمها قطاع التدريب والتنمية لموظفي المؤسسة.
برامج التدريب الإداري
وقدم كبير مديري التدريب الإداري يوسف كابلي عرضاً مماثلاً عن برامج التدريب الإداري، بدأه بنبذة تاريخية عن إدارة التدريب الإداري ورسالة الإدارة وأهدافها ومسؤولياتها والفئات المستهدفة، موضحاً أن هناك أكثر من 30 برنامج إداري مختلف يقدم لموظفي المؤسسة، وهذه البرامج مقسمة إلى ثلاث مستويات، برامج للمدراء وما فوق، وبرامج للمشرفين وبرامج عامة لجميع موظفي "السعودية" حسب طبيعة عملهم وفئاتهم الوظيفية والمستوى التنظيمي.
وذكر كابلي أن إدارة برامج التدريب الإداري تقدم أكثر من 160 برنامجاً تدريبياً سنوياً يحضرها جميع المستويات، إضافة إلى البرامج الخاصة التـــي يتـــم جدولتها للمتدربين ضمن برامج الســـعودة الخاصة بالمؤسسة، كما يشــارك التـــدريب الإداري في تقديم العديد من البرامج التدريبــية التجارية بالتنسيق مع إدارة تــدريب البرامــج الخاصة .