الموضوع: الادارة فى سطور (5)... كيف تقهر ضغوط العمل؟1
الادارة فى سطور (5)... كيف تقهر ضغوط العمل؟1
(ليس هناك توتر في العالم، لكن هناك أناس يفكرون في أشياء تدعو للقلق).
في الفترة بين يناير ومارس 1993م، كانت مبنى شركة (IBM) أشبه ما يكون ببيت الأشباح؛ فقد سرت إشاعات كثيرة مفادها أن الشركة في طريقها إلى الإفلاس والإغلاق، وأخذ عدد العاملين المترددين على الشركة من أجل العمل في التناقص، أما رئيس مجلسالإدارة، الرئيس التنفيذي جون آكرز، فلم يتحمل تلك الصدمة، ولم يقدر على التغلب على الضغوطات المتزايدة عليها، ولم يستطع أن يفعل شيئًا سوى إلقاء اللوم على موظفيه ومدرائه، فقد قال لهم ذات يوم: (الكل هنا مرتاحون عندما تمر الشركة بأزمة)، ومن ثم لم يجد سوى الهروب وترك الشركة بعد أن حصل على مبلغ خمسة ملايين دولار، مخلفًا وراءه مذبحة كبيرة، فقد قلص عمالة (IBM) بمقدار الربع، وأغلقعشرة مصانع وخفض الطاقة الإنتاجية بنسبة 40%.
وعلى العكس تمامًا، كان جاك ويلش، المدير الأعلى التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك، فقد واجه مشكلة خفية في دفاتر الطلبات، ألا وهي وجود طلبات بقيمة 28 بليون دولار، ولكنه لم يهرب كما فعل جون آكرز، بل لم يساوره التردد للحظة في مواجهة الحقيقة كما يراها، ووجه إنذارًا إلى المدراء بضرورة مواجهة الحقيقة حول الوضع المتأزم، وبدلًا من إلقاء اللوم عليهم، قال لهم: (نستطيع استقبال الأنباء السارة والسيئة، نحن نقبض أموالًا كثيرة، ونحن نملك هذه المصلحة، ولذا؛ علينا عمل شيء).
إذًا فهو اختبار صعب لمصداقية أي مدير، وهو موقف يكسب أي مدير فعال ثقة موظفيه، أو ربما يسقط جدار الثقة إلى الأبد، ألا وهو تصرف المدير حيال ضغوطات العمل وأزماته.
هل التوتر مفيد؟
وربما يبدو السؤال غريبًا، وربما تتساءل ـ عزيزي المدير الفعال ـ وكيف للتوتر أن يكون مفيدًا وهو يحدث من الألم الكثير؟! وقبل أن أجيبك عن هذا السؤال، دعني أضرب لك مثالًا، هب أن أحد المدراء يعمل بجد حتى ينتهي من مشروعه في الوقت المحدد، بالطبع يواجه التوتر، وتتراكم عنده ضغوط العمل، ولكن هذا النوع من التوتر، كان وقودًا وطاقة محركة له في سبيل الانتهاء من عمله في الوقت المحدد وبالكفاءة المطلوبة، وحينما ينظر على إنتاجه وهو يبصر النور، فإنه ينسى كل تلك الأيام التي سهر فيها؛ من أجل إتمام مشروعه.
وبالمثل في جميع ضغوطات الحياة، فكما رأينا في قصة جاك ويلش، كيف كان التوتر وضغوطات العمل، حافزًا أذكى به همم العاملين معه، ومن ثم فإن ضغوطات العمل ما هي إلا وسيلة تصقل شخصية المدير وفريق عمله، وتقوي من عزيمتهم، ومن ثم يحقق لهم ذلك الرضا والسعادة، وحينها يصبح التوتر كما وصفه د. بيتر ج. هانسون فقال: (التوتر لا يقتل السعادة في حياتك، فعلى العكس، التوتر يساعد في تحقيقها).
كلاهما يضيرنا:
ولكن الوسط دائمًا ما يكون الأفضل، فإن الضغوطات الكبيرة قد تؤذي نفوسنا، وتعطل من طاقتنا، وتضعف معدل إنجازنا، (ففي عام 1977م، قامت مؤسسة العلوم الدولية بالولايات المتحدة بدراسة توصلت فيها إلى أن التوتر هو أحد المشاكل الرئيسية التي تؤثر على حياتنا اليومية، وأنه يمكن أن يؤدي إلى القصور النفسي والجسمي والاجتماعي، كما أن يتسبب في خسارة 10 مليون دولار سنويًّا، تنفق على أسِّرة المستشفيات، وعلى أيام بدون عمل، أو كتعويضات صحية).
وكذلك التوتر القليل جدًا، فإن لا يكسب النفس صلابتها في مواجهة التحديات، ولا يصقل مهاراتك كمدير فعال، كما أن طريق التطوير والتميز للمدراء والمؤسسات لابد أن يمر على جسر الضغوطات والمعاناة في سبيل النجاح والتميز.
ولذا فعليك ـ عزيزي المدير الفعال ـ بالقلق أو التوتر الحميد، الذي يخبرنا عنه الدكتور عبد الكريم بكار فيقول: (القلق إذا زاد على حد معين أربك المرء، وشل فاعليته، لكن إذا ظل في حدوده الطبيعية فإنه يعد منشطًا قويًّا للخيال، إذا وُظِّفَ في العثور على بعض الحلول، أو ارتياد بعض الآفاق الجديدة).
الجذور الأربعة:
إن لشجرة التوتر في حياة المدراء والمؤسسات جذورًا أربعة، كل جذر يمثل سببًا رئيسيًّا من أسباب التوتر والضغوطات، وكلما استطاع أي مدير قلع تلك الجذور، كان أقدر على التغلب على الضغوطات، واجتياز العقبات.
1. الشعور بالعجز:
وهو ما تشعر به حيال الفشل في حل مشكلة ما، أو عدم القدرة على إتمام هدف أو إنجاز عمل، وقد تمتلك في بعض الأحيان المعرفة بحل المشكلة أو الأزمة، ولكن لا تستطيع أن تنفذ ذلك الحل؛ بسبب سياسات الشركة، أو لنقص في الموارد مثلًا، ومن ثم يمثل ذلك لك ألمًا نفسيًّا، فكما يقول سقراط: (أمرُّ الآلام عند الناس أن يكون عندهم معرفة غزيرة، ولكنهم لا يتصرفون).
2. الإجهاد والعمل الإضافي:
ويحدث التوتر نتيجة الإجهاد عندما تود إنجاز أهداف كثيرة في وقت ضيق، أو حينما تفتقد القدرة على جدولة يومك بشكل فعال، فتسعى في إنجاز المهام في وقت أسرع من اللازم؛ مما قد يعرضك إلى ضغوطات قد لا تتحملها في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى قد تؤدي العمل بشكل خاطئ؛ فتصاب بالإحباط، ويدفعك ذلك إلى التوتر، ولذا يقول ديل كارنيجي: (إن الأرهاق أحد المصانع الكبرى للقلق).
3. القلق المستمر من المستقبل:
وذلك داء العصر الحديث، والذي انشغل فيه الإنسان بمستقبله، فما تعلم من ماضيه، ولا انتفع بحاضره؛ ولذا كان لتوماس كاريل كلمات مضيئة يقول فيها: (لا تنظر إلى ما يوجد بعيدًا، بل وَجِّه اهتمامك إلى ما هو قريب وواضح).
4. أسلوب الحياة:
ونعني به ما يتعلق بحياة الفرد من العادات الغذائية، وعادات النوم، ومدى اهتمامه أو إهماله لصحته الجسدية والنفسية، وإذا نظرنا إلى الحياة الحديثة، فسترى كثيرًا من الناس يضع الاهتمام بصحته في ذيل قائمة الأولويات؛ مما يؤدي إلى زيادة التوتر.
وأخيرًا:
فقد تعرفنا على القلق وكيف يكون عاملًا مساعدًا للنجاح، وكيف يمكن أن يتولى زمام حياتنا فيحيلها دمارًا، وتعرفنا على جذور التوتر والقلق، ويبقى في المقال القادم أن تعرف على كيفية توظيف الضغوطات والقلق والتوتر ليكون في صالحنا.
أهم المراجع:
1. أسرار قادة التميز، د.إبراهيم الفقي.
2. جاك ويلش مكتشف الطريق التجاري، روبرت هللر.
3. 256 بصيرة في الشخصية، د.عبد الكريم بكار.
4. المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي.
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/5688.imgcache (مشاركات: 1)
https://38.121.76.242/memoadmin/media//_new_سطور1.bmp (مشاركات: 0)
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/5691.imgcache
ا (مشاركات: 0)
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/5690.imgcache
ا (مشاركات: 0)
موسوعة الإدارة
الإدارة الحديثة
Modern Management
بعض الناس يظن أنه لايستطيع إنجاز تغيير في حياته لأن محاولاته قد باءت بالفشل , أو يتعلل بأن التغيير يتطلب معاناة طويلة وألماٌ لا داعي له ........ (مشاركات: 0)
برنامج تدريبي متخصص لتأهيل المشاركين لفهم الرعاية الصحية الرقمية وأهميتها وأدواتها وكيف يمكن للمستشفى الارتقاء بالخدمات الصحية التي يقدمها من خلال تطبيق مفاهيم الرعاية الصحية الرقمية
اذا كنت تعمل في مجال الاستيراد، او مقبل على فتح مشروع استيراد سلع ومنتجات، فأنت الآن امام اهم برنامج تدريبي في هذا المجال، يؤهلك هذا البرنامج للتعرف على المراحل المختلفة لعملية الاستيراد في مختلف حلقاتها من الحصول على مصادر التوريد والتعاقد بشروط صحيحة، وكذلك تنفيذ القواعد والاجراءات الجمركية حتى نهاية المراحل بالاستلام الصحيح للبضائع المشتراه.
برنامج تدريبي متخصص في ادارة عقود الفيديك يتناول التعريف بقانون الفيدك والصياغات الجديدة للاصدارات المختلفة ودور المهندس في عقود الفيدك مطالبات المقاول وفض النزاعات ونظام boot-bot والتحكيم الدولي في المنازعات ونماذج منه و.الأوامر التغيرية وإجراءات طرح العطاءات والتفاوض في العقود الدولية وورش عمل ومناقشات.
برنامج يتناول ادارة التسويق في المؤسسات الرياضية والاندية يتناول تحليل وتقييم السوق الرياضى واختيار الجماعات والشرائح المستهدفة وماهية المنتجات والسلع الرياضية وأهداف التسويق الرياضى فى المؤسسة الرياضية وأساليب التسويق الرياضى فى المؤسسة الرياضية والاستراتيجية التسويقية للمؤسسة الرياضية ( المنتج – السعر- التوزيع- المكان) والمزيج التسويقى الفعال للمؤسسة الرياضية
دورة ريادة الاعمال هي برنامج تدريبي متقدم يهدف الى تعريف المشاركين بأساسيات ريادة الاعمال، حيث يتم شرح مفاهيم ريادة الاعمال واساسياتها وملامح ومميزات ريادة الاعمال، وما هي مدارس ريادة الاعمال وخصائصها ومستجداتها، ثم ينتقل البرنامج لتطوير سمات المشاركين ومهاراتهم الشخصية لتأهيلهم كي يصبحوا من رواد الاعمال، واخيرا يتم شرح وافي لآليات التخطيط والتنفيذ والاسلوب العلمي الامثل والمجرب لتحويل الافكار الى مشروعات ناجحة، ببساطة هذا البرنامج التدريبي يخلق من المشاركين فيه رواد اعمال ناجحين قادرين على تحويل الافكار الى مشروعات ناجحة.