النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفساد الإداري.. من أين يبدأ وكيف ينتهي؟

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الصومال
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
4,822

الفساد الإداري.. من أين يبدأ وكيف ينتهي؟

يعرّف الفساد الإداري بأنه الاخلال بشرف الوظيفة ومهنتها وبالقيم والمعتقدات التي يؤمن بها الشخص، ويعتبر الفساد الإداري مدخلاً ونواة للفساد المالي الذي ينتشر بسبب ضعف الرقابة الداخلية في مؤسساتنا الحكومية.
وقد صدر عن صندوق النقد الدولي تعريف للفساد الاداري بأنه : استغلال: السلطة لأغراض خاصة سواء في تجارة الوظيفة أو الابتزاز او المحاباة او إهدار المال العام أو التلاعب فيه وسواء كان ذلك مباشراً أو غير مباشر.
والفساد الاداري يتمثل في انتشار الرشوة والمحسوبية بطريقة مباشرة او غير مباشرة، وقد كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن الفساد في بلادنا سواء عبر وسائل الاعلام او عبر الندوات والمؤتمرات.. لكن هل حققنا شيئاً او نفذنا القرارات او التوصيات التي تصدر نهاية كل مؤتمر وندوة تجاه الفساد والفاسدين وما اكثرهم في بلادنا؟ هل تم تقديم مسؤول او موظف ما أثبتت التقارير أنه فاسد الى العدالة في اتجاه جاد للقضاء على منابع الفساد والمفسدين وخولنا وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية أن تقوم بواجبها بكل حرية دون فرض أي رقابة عليها ليتسنى لها فتح ملفات الفساد في كل مؤسسة دون ان نفرض عليها أي قيود أو رقابة لكي نثبت للرأي العام أننا جادون في القضاء على الفساد ومستمرون في متابعته أينما حل وحيثما وجد حتى ننظف مؤسساتنا الحكومية من واقعها المؤلم الذي تعيشه؟
إن الاستمرار في تنظيم المؤتمرات والندوات الخاصة بالقضاء على الفساد دون تطبيق وتنفيذ ما يصدر عنها من قرارات وتوصيات يعتبر فساداً مالياً وإدارياً في نفس الوقت كون هذه المؤتمرات والندوات تنفق عليها المبالغ الباهظة دون أن تستفيد البلد منها بشيء! ويبدأ الفساد الإداري من خلال اساءة استخدام السلطة واللامبالاة في عدم الحفاظ على المال العام وانتشار الرشوة او المحسوبية أو التزوير وعملية توظيف الاشخاص غير المؤهلين في وظائف مهمة وهم غير جديرين بهذه الوظائف في حين يتم تجاهل الموظف المؤهل في الوظائف التخصصية واعطاؤها لمن لا يستحقها.
ولو تأملنا كيف كانت تسير عليه امور مؤسساتنا الحكومية في الماضي حيث كان ينظر الى الشخص الذي يرتكب جريمة الرشوة او التزوير بأنه موظف فاسد حيث كان الفساد في ذلك الوقت يمر بثلاث مراحل.
الأولى: مرحلة القيم حيث كان ينظر الى كل من يخالف القيم بأنه ارتكب جريمة فساد، الثانية: مرحلة النظم والقوانين حيث اصبح كل من يخالفها سواءً في الاعمال أو في الممارسات أو في الادارة انه يرتكب جريمة فساد اداري، الثالثة: وهي مرحلة الخلط مابين القيم والانظمة حيث ان الشخص عندما يدخل بيئة الفساد فإنه يدمن الفساد وبالتالي انعدمت لديه القيم والمعتقدات التي يؤمن بها وكذلك تعرف على الطريقة التي تمكنه من كيفية اختراق النظام وبالتالي أصبح الفساد منهجاً مستمراً لهذا الشخص.
ومن صور الفساد الاداري المستشري في معظم مؤسساتنا الحكومية مايلي:
1- الأزدواج الوظيفي حيث أثبتت التقارير الاخيرة وجود ثلاثة عشر الف حالة إزدواج وظيفي في مؤسساتنا الحكومية ويعتبر الإزدواج الوظيفي من أهم صور الفساد الاداري في بلادنا حيث ان المزدوجين وظيفياً يمارسون العمل في أكثر من مرفق حكومي ويستلمون راتبين او اكثر من مرفق حكومي بينما خريجو الجامعات يبحثون عن وظائف ولايجدونها.. أتمنى من وزارة الخدمة المدنية والتأمينات سرعة تصفية تلك العناصر المزدوجة وظيفياً حتى نستطيع استيعاب أبنائنا وبناتنا خريجي الجامعات والمعاهد المتخصصة.
2- إزدواجية التعامل بين الموظفين في مؤسساتنا الحكومية التي تنمي ضعف الولاء لهذه المؤسسة او تلك، حيث يلاحظ ان معاملة بعض الموظفين تختلف عن معاملة الموظفين الآخرين المؤهلين والمشهود لهم بالكفاءة من رؤسائهم مما يتسبب في احباط الكثيرين من الموظفين نتيجة إزدواجية المعايير في هذه المؤسسات مما يؤدي الى سوء في أداء الاعمال وضعف في الولاء لهذه المؤسسة وتأخر في عملية الانتاج.
3- استمرارية الفاسدين في مؤسساتنا الحكومية في أعمالهم رغم وجود الاثباتات الدامغة على فسادهم وتلقيهم الرشاوى والعمولات مما يدل على استمرارية الفساد والفاسدين في هذه المؤسسات.
4- تفشي الوساطات والمحسوبيات في كثير من اجهزة الدولة.
5- عدم الاخذ بمبدأ التخصص في العمل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
6- استمرار الانطفاءات الكهربائية بصورة مستمرة دون ايجاد حل لهذه المشكلة والمستمرة منذ سنوات طويلة رغم القروض والمساعدات من الداخل والخارج يعتبر فساداً ادارياً ومالياً يستلزم مساءلة المسؤولين الحاليين والسابقين عنه.
وللقضاء على الفساد يجب علينا القيام بالخطوات التالية:
1- إقامة الحدود ضد كل من تثبت عليه جريمة الفساد وإعلانها والتشهير بمرتكبيها بعد محاكمة عادلة تنشأ مع صدور قوانين تتعلق بالقضاء على الفساد مع بث وقائع المحاكمات وهذا امر ضروري جداً كي يصبح رادعاً لكل من يفكر في ممارسة الفساد الاداري.
2- التوعية من قبل علمائنا الافاضل في المساجد والمجالس والمدارس والجامعات بأهمية الامانة الوظيفية والبعد عن الفساد وضرورة المحافظة على المال العام.
3- تغيير ثقافة المجتمع وذلك بزرع مفهوم الشفافية والوضوح لدى الافراد والمسؤولين من خلال القوانين والاجراءات المبسطة وكذلك تفعيل الاعلام بجميع فروعه لطرح مثل هذه القضايا.
4- تشجيع ومكافأة كل من يقوم بأبلاغ السلطات المختصة عن كل من يمارس وينتهج الفساد.
5- تطبيق مبدأ الثواب والعقاب بحيث نقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت بحيث نكافئ من تفانى وأخلص وكان اميناً في عمله ونحاسب من تقاعس وأساء في استخدام سلطته.

بقلم:
يحيى محمد الكستبان

#2
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الجزائر
مجال العمل
إدارة شئون الأفراد
المشاركات
74

رد: الفساد الإداري.. من أين يبدأ وكيف ينتهي؟

سئل احد علماء الاقتصاد الفرنسيين عن مصطلح " العالم الثالث " فهل تعرف يا سيدي الفاضل ماذا كان جوابه؟ ......لم يلقى محاضرة لساعات او يترسل في الحديث المنمق المليئ بالعبارات الاقتصادية المعقدة ......... بل أجاب بكل بساطة : " هي حالة ذهنية و طريقة تفكير" فقط ................

إقرأ أيضا...
علاج الفساد الإداري من منظور الإدارات الحديثة

علاج الفساد الإداري من منظور الإدارات الحديثة تتعدد وتتنوع الإدارات الحديثة والتي انتقلت إلينا عبر العولمة وعصر الانفتاح التكنولوجي المُـتسارع الذي نعيشه، ومن وجهة نظري الشخصية أرى أنه من... (مشاركات: 9)


الفساد الإداري أسبابه وأثاره واهم أساليب المعالجة

الفساد الإداري أسبابه وأثاره واهم أساليب المعالجة أصل الموضوع موجود على الرابط التالي: https://www.nazaha.iq/search_web/muhasbe/1.doc ساهر عبد الكاظم مهدي دائرة المفتش العام قسم التفتيش... (مشاركات: 1)


الفساد الإداري في العراق .. أسبابه وأثاره واهم أساليب المعالجة

الفساد الإداري في العراق .. أسبابه وأثاره واهم أساليب المعالجة ساهر عبد الكاظم مهدي دائرة المفتش العام قسم التفتيش الإداري إن ما يشهده العراق من ظواهر غريبة وأزمات سياسية واقتصادية... (مشاركات: 8)


الفساد الإداري والمالي

تعد ظاهره الفساد الإداري والمالي من الظواهر الخطيرة التي تواجه البلدان وعلى الأخص الدول النامية حيث أخذت تنخر في جسم مجتمعاتها بدأت بالأمن وما تبعه من شلل في عملية البناء والتنمية الاقتصادية والتي... (مشاركات: 5)


الفساد الإداري وعلاجه من منظور إسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم الفساد الإداري وعلاجه من منظور إسلامي بقلم/هناء يماني الموضوع موجود على الرابط التالي: https://www.saaid.net/book/7/1291.doc الحمد لله رب العزة والجلال وواسع... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

برنامج التمويل المصرفي الإسلامي

برنامج تدريبي متخصص يتناول المصارف الاسلامية والفارق بينها وبين المصارف التقليدية، كذلك يتناول البرنامج شرح اشكال التمويل الاسلامي، ومفهوم البيع وذكر تقسيماته، ثم ينتقل البرنامج لشرح مفهوم المرابحة المصرفية واهم احكامها وتطبيقاتها وصيغ التمويل بالبيع في المصارف الاسلامية، وكذلك صيغ التمويل بالمشاركة والاستثمار في المصارف والبنوك الاسلامية، كما يتم تسليط الضوء على الصيغ الاسلامية القائمة على اساس الاجارة والخدمات وبعض العقود الاخرى المطبقة في المصارف الاسلامية.


دورة تدريبية متخصصة في اعداد القادة

برنامج اعداد القادة هو برنامج تدريبي يساعدك على أن تطوّر أسلوبك في القيادة وتكتسب المهارات اللازمة لإتقان فن القيادة والإدارة بنجاح مثل تحفيز الاخرين وإلهامهم وتوجيههم، تعلم كيف تصبح قائداً مميزاً لفريقك أو لأبناءك أو لموظفيك من خلال تطبيق عدد من المهارات والطرق الناجحة التي يستخدمها افضل القادة في العالم.


دبلوم ادارة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية

شهادة دبلوم ادارة مستشفيات هي أقوى شهادة في مجال ادارة المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية، حيث يتم دراسة مفهوم الإدارة ومهام المدير الطبي ومرورا بتعريف المشاركين بعناصر إدارة المستشفيات، وخطوات إنشاء الهيكل التنظيمي للمستشفيات، وكذلك إدارة الأزمات والطوارئ وخطة الإخلاء وإدارة المشتريات والمخازن الطبية، وادارة وتخطيط الموارد البشرية لتنفيذ الخطة الاستراتيجية للمستشفى، وكذلك الادارة المالية، ثم يتم شرح ودراسة إدارة الجودة الطبية والجودة الشاملة في المستشفيات، وآليات تحسين الجودة ومعاييرها وغيرها ذلك الكثير من المحاور المطلوبة للعاملين في مجال ادارة المستشفيات.


دورة إدارة المشتريات وطرق خفض تكاليف المشتريات

برنامج تدريبي موجه لمديري ومسئولي المشتريات في الشركات حيث يتناول هذا البرنامج التدريبي المتميز ادارة المشتريات والتحولات الحديثة وسياسة الشراء واسس ممارسة اعمال الشراء واساليب اختيار الموردين ومنهجيات خفض تكاليف المشتريات.


برنامج الاستثمار في المؤسسات والأندية الرياضية

برنامج تدريبي مكثف يساهم في تعريف المشاركين على المفاهيم الاساسية للادارة الاقتصادية في المؤسسات والأندية الرياضية، كذلك وسائل الاستثمار البديل في الرياضة، وأساليب تسويق الرياضة، والتعرف أيضا على الفرص الاستثمار والاقتصادية للمؤسسات الرياضية، وآلية خصخصة المؤسسات الرياضية، وكيف يتم حساب الجدوى الاقتصادية لها، ثم يتم تسليط الضوء على كيفية تأسيس شركات الخدمات الرياضية، وآلية تطبيق الممارسات العملية في ادارة المؤسسات الرياضية اقتصاديا.


أحدث الملفات والنماذج