السلام عليكم ..
يهتم علم نفس النمو بدراسة سلوك الطفل ونموه في كافة مظاهر النمو جسمياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً ……إلخ . بحيث يحقق مطالب نموه ويحقق ذاته فيستفيد ويفيد المجتمع والإنسانية . وكثرت الدراسات في علم نفس الطفولة لدرجة جعلت الطفل محور اً لاهتمام الأسرة والمدرسة والمجتمع .
وقد وجه علم النفس وعلم التربية اهتماماً للتلميذ العادي على مدى فترة طويلة من الزمن . ثم اتجه الاهتمام إلى كل من المتفوقين والمتخلفين دراسياً لدراسة الشخصية والخصائص والأسباب وحل المشكلات وعلاجها .
هو حالة تخلف أو تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي المتوسط بأكثر من انحرافين معياريين سالبين .
يعرف التأخر دراسياً على أساس انخفاض الدرجات التي يحصل عليها التلميذ في الاختبارات الموضوعية في المواد الدراسية .
في جميع المواد الدراسية . ويرتبط بالغباء حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70-85
في مادة أو مواد بعينها فقط كالحساب مثلاً ويرتبط بنقص القدرة .
3 ـ التأخر الدراسي الدائم
حيث يقل التحصيل عن مستوى قدرته على مدى فترة زمنية طويلة .
4 ـ التأخر الدراسي الموقفي
الذي يرتبط بمواقف معينة حيث يقل تحصيل التلميذ عن مستوى قدرته بسبب خبرات سيئة مثل النقل من مدرسة لأخرى أو موت أحد أفراد الأسرة أو المرور بخبرة انفعالية حادة .
هو تأخر قاطع يرتبط بنفس مستوى الذكاء والقدرات .
هو تأخر زائف غير عادي يرجع لأسباب غير عقلية ويمكن علاجه .
أبعاد مشكلة التأخر الدراسي
إن التأخر الدراسي مشكلة متعددة الأبعاد . فهو مشكلة نفسية وتربوية واجتماعية يهتم بها علماء النفس والمربون والأخصائيون الاجتماعيون والآباء .وإن تخلف بعض التلاميذ دراسياً وعجزهم عن مسايرة أقرانهم تحصيلياً قد يثير لديهم العديد من الاضطرابات النفسية ومظاهر السلوك غير السوي . كما أن تخلف التلميذ دراسياً يثير القلق لدى الوالدين ، كذلك فإن التخلف الدراسي ينعكس أثره اجتماعياً في صورة ميزانيات تهدر دون عائد يذكر .
وإذا كان التخلف الدراسي مشكلة بصفة عامة ، فهو مشكلة أساسية في المرحلة الابتدائية بصفة خاصة . ذلك لأنها المرحلة الأولى من مراحل التعليم الأساسي التي تستوعب معظم الأطفال الذين نجدهم بالنسبة للقدرة العقلية العامة والتحصيل يتوزعون توزيعاً اعتدالياً ، أي أننا نجد بينهم مالا يقل عن 3 , 2? من المتخلفين دراسياً ، هذا بالإضافة إلى أن المرحلة الابتدائية تمثل إحدى مراحل النمو النفسي الهامة .
يرى الباحثون أن انخفاض القدرة العامة من العوامل المعجلة لظهور التخلف الدراسي .
2 ـ الصحة الجسمية العامة :
من الخصائص الجسمية والصحية العامة للمتخلفين دراسياً الضعف العام وقلة الحيوية وقلة النشاط الجسمي العام مما يعوقهم عن الانتظام في الدراسة ويعرضهم للإجهاد وعدم القدرة على بذل الجهد المطلوب للتحصيل . هذا بالإضافة إلى معاناتهم من أمراض مختلفة مثل الأنيميا والاضطرابات الغددية وروماتيزم القلب والصرع .
وجد أن نسبة ضعف الحواس خاصة ضعف السمع والبصر أعلى عند المتأخرين دراسياً منها عند العاديين ، مما يضيع على المتخلفين فرصة متابعة الدروس ، بالإضافة إلى أن منهم من يعانون من عيوب نطق وكلام أهمها اللثغة واللجلجة والبطء الواضح في الكلام .
4 ـ الانتظام في الدراسة :
بينت نتائج الأبحاث أن 78 ? من المتأخرين دراسياً ينتظمون في الدراسة وأن 10 ? كثيرو التغيب عن المدرسة ، ولقد ذكر مدرسوا الفصول أن أسباب التغيب التي يذكرها التلاميذ عادة هي : ـ
( ب ) - عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة 13 ? .
( ج ) - الخوف من أحد المدرسين 5? .
7 ـ اتجاهات التلاميذ نحو الدراسة :
قد يكون للمتأخرين دراسياً عوامل تؤدي إلى سوء التوافق المدرسي من أهم مظاهره :
( ب ) - استخدام مدرس المادة للعقاب البدني .
( ج ) - عدم الفهم وعدم القدرة على المذاكرة .
8 ـ علاقات التلاميذ والمدرسين ببعضهم :
لاشك أن تحصيل التلميذ في المدرسة محصلة للتفاعل القائم بينه وبين المدرس ، فقد يخطئ بعض المدرسين ويسهمون بطريقة قد تكون غير مقصودة في خفض قيمة الذات عند التلميذ المتأخر دراسياً يضاف إلى ذلك ماهو معروف من أن كراهية بعض التلاميذ لبعض المواد الدراسية يرتبط ارتباطاً عالياً بكراهيتهم لمدرس تلك المادة .
9 ـ اتجاهات التلاميذ نحو زملائهم :
إن التلميذ المتخلف دراسياً قد تظهر لديه مشاعر الغيرة نحو زملائه العاديين والمتفوقين بالإضافة إلى مشاعر الإحباط ، وقد يلجأ إلى سلوك عدواني تجاههم أو قد يلجأ إلى الانطواء والانعزال .
إن وجود مشكلات أسرية مثل اضطراب العلاقات بين الطفل ووالديه أو بينه وبين اخوته واتباع الوالدين لأساليب خاطئة في التنشئة الاجتماعية مثل التسلط والحماية الزائدة والنبذ ، يجعل المناخ النفسي الذي يعيش فيه الطفل بصفة عامة غير مناسب للتحصيل .
كما أن وجود اتجاهات سالبة لدى الوالدين نحو المدرسة وعدم اهتمامهما بالتعليم فمن المرجح أن ينمي ذلك في التلميذ اتجاهات غير مرغوبة نحو الدراسة والمواد الدراسية .
وأيضاً إذا كثر الشجار بين الوالدين أو حدث تفكك بسبب طلاق أو انفصال أو موت فقد يتحول سلوك التلميذ إلى سلوك عدواني أو أي مظهر من مظاهر سوء التوافق الاجتماعي .
11 ـ السلوك الأسري إزاء التحصيل الدراسي :
إن انشغال الوالد أو انشغال كل من الوالدين في العمل وترك الطفل دون توجيه بالإضافة إلى فشل الوالدين في إعداد الطفل لدخول المدرسة والانتظام والتقدم بها يعتبر من عوامل التخلف الدراسي .
قد تسهم بعض العلاقات الأسرية في وجود مشكلة التخلف الدراسي مثل :
1- استجابة الآباء والأمهات لطلبات الأبناء .
2- تفضيل بعض الأخوة على بعض .
3- التفكك الأسري من طلاق ـ شجار ـ خلافات عائلية .
13 ـ المستوى الاقتصادي الاجتماعي للأسرة :
أحياناً يرتبط التأخر الدراسي بضعف المستوى الاقتصادي والاجتماعي خاصة فيما يتعلق بانخفاض دخل الأسرة وضيق السكن أو انصراف التلميذ للعمل لمساعدة الأسرة .
وفي نفس الوقت يمكن القول بأن ارتفاع المستوى الاقتصادي والاجتماعي إذا اقترن بعدم التوجيه السليم واللامبالاة بالدراسة نتيجة لنظرة الآباء إلى التعليم على أنه ليس العامل المؤثر في الحراك الاجتماعي الاقتصادي ، بالإضافة إلى ضعف المستوى الثقافي للأسرة فإن ارتفاع المستوى الاقتصادي الاجتماعي في هذه الحالة يكون مرتبطاً بالتأخر الدراسي .
14 ـ بعض جوانب النمو لدى المتخلفين :
بينت الدراسات أن التأخر الدراسي يرتبط بتأخر النمو بصفة عامة ، وتأخر النمو الجسمي بصفة خاصة ، واضطراب أداء الجهاز العصبي مثل تأخر عمليات الإدراك الأساسية في عملية التعلم والتحصيل .
قد يرتبط التأخر الدراسي ببعض العادات السلوكية الخاصة مثل الاستيقاظ والنوم والغذاء والإخراج .
16 ـ الحالات الانفعالية :
كشفت نتائج الأبحاث أن أهم الحالات الانفعالية التي يعاني منها المتخلفون هي :
إلى جانب بعض مظاهر الاضطراب الانفعالي والقلق وانعدام الأمن وضعف الثقة بالنفس ومشاعر النقص والفشل والعجز .