فى يوم من الايام قالت الرياح للشمس:

ما رأيك ..سنتخذ هذا العجوز المستلقي على الأريكة في هذه الحديقة رهاناً وتحدٍّ بيننا؟!
فقالت الشمس : رهاناً على ماذا؟؟
قالت الرياح : على أن ننزع عنه معطفه الذي يرتديه..
فقالت الشمس : قبلت الرهان……..
فبدأت الرياح تصدر أصواتاً مدوية ومخيفة…….وتقذف هواءً وأتربة……وتهيج ……وتشتد
…..وتشتد……
وتحاول بقوتها وسرعتها…أن تنزع المعطف عن العجوز…….ولكنه للعجب كان
يتمسك بمعطفه بكل ما يملك من قوة…..وتزداد الرياح هوجاً..وشدةً….وصياحاً…..وي داد العجوز تمسكاً بالمعطف……
وتضطرب الرياح….وترسل الهواء عبثاً…..والعجوز يتمسك بمعطفه أكثر……
حتى توقفت الرياح……وأعلنت ضعفها …..وعدم قدرتها……

ثم أشارت الرياح للشمس ……أنه قد حان دورها….
فابتسمت الشمس……وطلعت بهدوء….وملأ الدفء المكان…
فشعر العجوز بازدياد الدفء ….فلم يجد للمعطف فائدة….
فنزع المعطف بكل هدوء وسلام……

قصة جميلة نسجها الخيال تُعلمنا كيف
يكون التعامل الصحيح….
أحبتي.. لِمَ لا نجعل تعاملنا مع بعضنا
بتعامل الشمس وليس بتعامل الرياح…
فليس كل شيء نستطيع الحصول عليه بالإكراه
واستخدام الأساليب القاسية المنتشرة
” الخداع_ الخيانة_ الغدر……الخ”
لِمَ لا يُزيّن حياتَنا اللين والكلام
الطيب والتعامل الودي…
فالكثير منّا يحاول أن يحصل على ما يريده بطريقته الخاصة
ولا يفكر هل تلك الطريقة هي المُثلى والتي بواسطتها سيحصل على ما يريد…؟!
أم أنها ستبعده عن مبتغاه أكثر….؟؟
فعلى سبيل المثال
نجد الأب يضرب ابنه لكي يعترف بالخطأ الذي ارتكبه
وفي المقابل .. الولد لا يعترف..
فلو استخدم الأب طريقة الكلام والتفاهم المحبب لوجدنا أن الولد
قد اعترف بخطئه دون أن يشعر…
وآخر يخون الآمانه ويعتقد ان الامانه فى المال فقط
وليس فى الكلمة والعرض
وآخر يفشى الاسرار التى اقسم بالله عليها انها فى بئر..
واخر يهدد ويتوعد بغير ذى حق ليدارى سوءته
والاخير يآ حذ من كلام الله ستارا لتحقيق مآربه
فكل الأساليب الرخيصه لا تعود علينا بالمنفعه
فهي لا تجلب سوى التعب النفسي والجسدي..
فهـلمّ بنا جميعاً لكي نكون كالشمس ونتعامل
بنفس طاهره وسلامة فى النوايا…
“المجتمع هو مكان يحوي الأفراد
فإن لم يتغير الأفراد لن يتغير المجتمع
فلنغير من تعاملنا مع بعضنا ونمحي ظاهرة
الغل والكره والخداع ونستبدلها بالكلمة الطيبة والعمل الصالح الذى يرضى الله منا
لتصبح حياتنا أفضل وأنقى وآرقى