ينبغي أن ينطلق من ثلاث مرتكزات رئيسة، وهي مبادئ أساسية لنجاح أي عمل إصلاحي:
1) الأصالة:
أن يكون التدريب انعكاساً لأفضل ما في ثقافة مجتمعه من قيم وأخلاق، وبالنسبة لنا نحن المسلمين فإن هذا الضابط يعني الرجوع إلى المعين الذي لاينضب (كتاب الله، وسنة رسوله )، وأغلب البرامج التدريبية (غربية النشأة) ليست إلا ترجمةً عمليةً لأطروحات مدارس علم النفس الغربي، وعدد من المدربين يتلقى هذه البرامج ويُدرِّب عليها دون أن يمحصها، والأسوأ من هذا أن يبحث في نصوص الوحيين عن ما يسندها ضاناً أنه بهذا يؤصلها ويوجهها توجيهاً إسلامياً.. والمفترض فيمن تصدى لهذا الباب أن يكون الوحي هو المهيمن على فكره القائد له، فالأصل أولوية الوحي على الفكر وهيمنته عليه.. فيتشكل الفكر بناء على الوحي لا العكس.
2) المعاصرة:
أن ينفعل التدريب بأفضل ما في عصره من متغيرات، وهذا يتطلب الاهتمام ببعدين:
1. تطوير الأساليب والأنشطة: فالتدريب فن له أصوله، وجودة الإلقاء وحدها لا تكفي لدخول هذا المضمار، كما أن جمود المدرب على نوع واحد من الأساليب وتكرارها يصيبه بالملل، ويضعف مستوى برنامجه على مر السنوات.
2. تطوير المحتوى، والمادة العلمية: فالبرنامج الناجح هو الذي يواكب آخر ما تطرحه البحوث والدراسات في مجاله، مما يؤكد على المدرِّب أهمية الاستمرار في القراءة والاطلاع حول موضوع برنامجه التدريبي.. وفي الساحة عدد من المدربين يحرصون على الإمتاع وعلى الإبهار أكثر من حرصهم على المحتوى، أما المدرِّب المربي فهو صاحب رسالة يهدف إلى إفادة المتدرب من خلال الاستعداد العلمي والفني والنفسي للبرنامج.
3) الواقعية:
إننا عندما نبني منهجنا على الأصالة وننفعل على ضوء هذا المنهج مع العصر، فإننا لا نريد أن نكتفي بالتنظير دون الدخول للحلول العملية للواقع ومشكلاته، ولتحقيق فاعلية كبيرة لابد من العناية بما يلي:
1. تعليم المهارة (العملية) والتدريب على ممارستها بعد التمهيد النظري لها، سواء كان الهدف من التدريب على المهارة حل مشكلة داخل بيئة العمل، أو مواكبة تطور جديد للمؤسسة.
2. الاهتمام بغرس المفاهيم وتوجيه القناعات، فالتدريب الفاعل هو التدريب الذي يمنح المتدرب روح الفن الذي يتدرب في إطاره.
3. إتاحة فرصة كبيرة للمتدربين لعرض تجاربهم وخبراتهم، وعرض وجهات نظرهم المختلفة، والمتباينة أحياناً.
وهنا يتميَّز المدرِّب الممارس للعمل – أو الفن الذي يدرِّب عليه – عن المدرِّب غير الممارس، فالأول يتكلم عن واقع وممارسة، ويحدِّث عن خبرة وتجربة، بينما الآخر ينقل ما يجده في الكتب، أو يستقيده من المتدربين.