من منا لم يتذوق طعم بيبسي.. !
هذا الشراب المرطب الذي دخل إلى أفواه الملايين ولم يترك زاوية من دون أن يغزوها في 195 دولة في مختلف أنحاء كوكب الأرض.
فكرة بسيطة انطلقت من رأس صيدلي كان يحاول أن يركب دواء لمعالجة سوء الهضم، وإذا به يكتشف شراباً لذيذاً ومرطباً غير نمط الأكل والشرب في العالم، وصار يطلبه الصغير قبل الكبير.
كيف توصل كاليب برادهام إلى هذا الاكتشاف؟
-*-
- // بدايات :
ولد كاليب برادهام عام 1876 في نيوبرن في الولايات المتحدة الأمريكية. اضطر إلى ترك الجامعة قبل أن يتخرج من جامعة ميريلاند الطبية عندما أفلس والده وفشلت تجارته.
وليكسب قوت يومه تحول كاليب برادهام إلى التعليم ودرس في مدرسة - أوكس سميث - في نيوبرن إلى أن تزوج من - سارة شاريتي كريدل - . بعدما ترك التدريس عمل في صيدلية بولوك، والتي اشتراها بعدما أصبح متمكناً من علم الصيدلة.
بدأ من خلال عمله في الصيدلية مزج الوصفات الطبية والشرابات الطبية، ووظف خلال عمله مساعداً له ليستطيع التفرج إلى مزج خلطة من شراب بنكهة الفواكه مع ماء الصودا.
-*-
- // شراب براد !
وفي يوم صيف حار رطب سنة 1898 م. في نيوبرن اكتشف كاليب برادهام - البالغ من العمر 22 سنة - شراباً لذيذاً ومرطباً يقدمه إلى زبائن الصيدلية. لينجح هذا الشراب المرطب نجاحاً غير متوقع، ويعرف باسم - بيبسي كولا -.
كان كاليب برادهام على يقين أن الناس سيأتون إلى صيدليته إذا قدم لهم شيئاً يحبونه وينعشهم في أيام الحر. وكانت خلطته اللذيذة مكونة من مستخلص من نبات الكولا، الفانيليا، وزيوت نادرة. وعرف هذا الشراب باسم - شراب براد - نسبة إلى برادهام.
قرر كاليب برادهام أن يسمي شرابه المميز باسم بيبسي كولا لأنه كان في رأيه يعالج مرض سوء الهضم، والذي يعرف بـ Dyspepsia .
حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة. ما دفع كاليب برادهام إلى الإعلان عن هذا الشراب الغازي والمرطب. وتدافع الناس على طلبه وبدأت المبيعات بالارتفاع إلى درجة اقتنع معها كاليب برادهام بأن يفتح شركة لتسويق شرابه المميز.
-*-
- // بيبسي : ماركة مسجلة !
أسس عالم 1902 شركة بيبسي كولا من الغرفة الخلفية في صيدليته، وتقدم ببراءة اختراع ليسجل اختراعه كماركة مسجلة.
في البداية، كان يخلط الشراب ويبيعه من خلال ماكينات مياه الصودا. ولكن بما أن الحاجة هي أم الاختراع قرر كاليب برادهام أن يبيع بيبسي في قوارير صغيرة ليستطيع أن يشربها أي كان وفي أي مكان.
تطور العمل بشكل كبير، وفي 16 يونيو 1903 حصلت البيبسي كولا على ماركتها المسجلة من مكتب تسجيل الماركات والعلامات التجارية في الولايات المتحدة. وخلال السنة نفسها باع كاليب برادهام 7968 جالوناً من بيبسي، وكانت دعايته تقول: ’’ منعش ، مقو ٍ ، و مهضّم ‘‘.
ثم بدأ ببيع حقوق امتياز لتعبئة بيبسي في العلب المعدنية والزجاجات، وارتفع العدد من 2 عام 1905 إلى 15 في العام 1906 وإلى 40 في عام 1907 ، ومع نهاية العام 1910 أصبح لدى بيبسي كولا فروع في 24 ولاية.
وكان هذا الانجاز من أهم ما فعله كاليب برادهام، وزادت مبيعات شركته إلى 100000 جالون من الشراب في السنة.
-*-
- // ذروة النجاح / قمة الفشل !
بلغ نجاح بيبسي كولا ذروته العام 1909 حيث افتتح كاليب برادهام مقراً جديداً ورائعاً افتخرت به مدينه نيوبرن، ووضعته على البطاقات البريدية للمدينة. وقبل سنة (عام 1908) اعتبرت شركته من أوائل من تحولوا من العربات إلى السيارات في نقل بضاعتهم.
أصبح كاليب برادهام صاحب شعبية كبيرة بفضل ما قدمه وبفضل حسه التجاري المرهف. وتم ترشيحه لمنصب حاكم في ولايته، واستمرت شركته في النجاح. وهكذا فإن بيبسي كولا، حلقت عالمياً بنجاح كبير لمدة 17 سنة، لم تعرف الفشل، وكان شعار بيبسي الناجح الذي طرحه كاليب برادهام: ’’ اشرب بيبسي كولا، فهي حتماً سترضيك ‘‘.
بعد 17 عاماُ من النجاح جاءت الحرب العالمية والأولى وانتكست بيبسي متأثرة بما يجري حولها، وتقلبت أسعار السكر بشكل خطير ما أثر في إنتاج بيبسي كولا.
كان كاليب برادهام مجبراً على المخاطرة ببعض الصفقات حتى يستطيع الاستمرار، إلى أن اضطر في النهاية، ويعد 3 سنوات مرهقة، أن يعلن إفلاسه بعدما خزن السكر بكميات هائلة وهبط سعره بشكل مفاجئ، عشرات المرات، وكان ذلك من سوء حظ كاليب برادهام، ولم يبق من مصانع بيبسي سوى اثنين (عام 1921).
-*-
- // بر الأمان :
عاد كاليب برادهام إلى صيدليته ووضع اسم بيبسي برسم البيع. وبالفعل باعه إلى - روي ميغارغل - ، والذي تعاقب بعده أربعة مالكين للاسم فشلوا جميعاً في إيصال بيبسي إلى بر الأمان وإلى التحليق عالياً، إلى أن جاء مصنع شوكولاته ناجح يدعى - تشارلز غوث -. وكان هذا الشخص بمثابة المنقذ لبيبسي، حيث استفادت الشركة من خبرته و من أفكاره.
وبعد 15 سنة من الفشل من تاريخ إفلاس كاليب برادهام - والذي توفي عن عمر يناهز الثامنة والخمسين، أي بعد حوالي10 سنوات من تاريخ إفلاسه - وقفت الشركة على رجليها مرة ثانية.
وخلال الحرب العالمية الثانية عادت الشركة إلى الوراء وعانت من الركود والوضع الاقتصادي المتأزم، وكان الناس لا يدفعون 5 سنتات مقابل مشروب مرطب إلى أن ضاعف غوث حجم بيبسي مقابل السعر نفسه منافساً بذلك شركات المرطبات الأخرى.
عادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة وشعارات جديدة وإعلانات متميزة منها أغنية الدعاية الشهيرةNickel, Nickel - -.
-*-
تعتبر بيبسي العالمية من أفضل الشركات في العالم وترتيبها 21 في الشركات الخمسمائة الأولى في الولايات المتحدة.
وتملك بيبسي مطاعم بيتزاهت، كنتاكي، فرايد تشيكن، وسلسة مطاعم تاكو بل.
و يعمل لدى شركة بيبسي العالمية حوالي نصف مليون شخص في مصانعها والمطاعم التي تملكها.
-*-
فكرة بسيطة ورغبة متواضعة اكتشفتا شراباً أسود اللون وصل إلى كل زاوية من الكرة الأرضية، وطافت مياهه السوداء بكميات تستطيع أن تملأ الأنهار.. ،