من أبرز الطرق الحديثة لزيادة الإنتاجية هي تصفح الإنترنت. فلقد أوضحت دراسة أجريت مؤخرا أن متابعة الشائعات الخاصة بالفنانين، ومشاهدة مقاطع الفيديو، ومجرد تصفح الإنترنت بشكل عام، لاينتقص من الإنتاجية، ولكنه في حقيقة الأمر يساعد على زيادتها.

ووجدت الدراسة التي أجرتها National University of Singapore أن تصفح الإنترنت يخدم كوسيلة استرجاعية هامة، حيث أنه يساعد على إنعاش الموظفين على المستوى العقلي بعد فترات طويلة من العمل، حيث أن هذه الوسيلة تتفوق على التحدث مع الأصدقاء، أو إرسال رسائل نصية إليهم، أو إرسال رسائل بريد إليكتروني شخصية لزيادة الإنتاجية.

وقامت الدراسة بدراسة ثلاث مجموعات مختلفة، حيث كان الأفراد مضطرون لقضاء عشرين دقيقة في البحث عن أكبر عدد ممكن من حرف e في صفحة تتكون من 3500 كلمة. ومن ثم طلب من إحدى المجموعات أن يلعبوا بمجموعة من العصي خلال فترة الراحة التي حصلوا عليها، والمجموعة الثانية حصلوا على فترة راحة تقليدية بعيدا عن أجهزة الكمبيوتر، والمجموعة الثالثة سمح لها بأن تتصفح الإنترنت لمدة 10 دقائق.

ووجدت الدراسة أن المجموعة التي لم تقم بأي شيء سوى بتصفح الإنترنت، كانت أكثر المجموعات إنتاجية عن المجموعتين الأخرتين، ووجد أن هؤلاء الأفراد متصفحو الإنترنت كانوا أكثر إنتاجية عن المجموعات الأخرى.

وانتهت الدراسة إلى التأكيد على أن رؤساء الأعمال من الأفضل لهم أن يتجنبوا تفقد ما يقوم به الموظفون على الإنترنت، فكثرة تفقد أصحاب الأعمال لموظفيهم، ومراقبة ما يقومون به على الإنترنت يجعل الموظفين يزيدون من القيام بهذا الأمر. ولهذا فإن الشركات يجب أن تضع حلا وسطا بين العمل وبين تصفح الإنترنت، وهذا بالسماح للموظفين بهذا الأمر، والسماح لهم باستخدام الإنترنت بشكل شخصي طالما كان هذا الأمر يتناسب مع أهداف الأعمال. والحل لهذا الأمر هو وجود سياسة جيدة لاستخدام الإنترنت، تسمح للموظفين باستخدام الإنترنت على فترات منتظمة في نفس الوقت الذي يحدون فيه من الوصول إلى حسابات البريد الإليكتروني الخاصة بالموظفين.