وتراعي المصالح والاعتبارات لكل الأطراف وتعمل بأفعال ملموسة على تدعيم التنمية المشتركة للدول الآسيوية.
قد باتت التنمية في الصين عنصرا مهما في النهضة الآسيوية، بدليل أن نسبة مساهمة الصين في النمو الاقتصادي الآسيوي بلغ 44% منذ عام 1996، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين وآسيا 665.03 مليار دولار لعام 2004، ما يمثل 57.6% من إجمالي التجارة الخارجية للصين لذلك العام. لذا، إن اقتناص الفرص التنموية المتاحة في الصين وتوسيع التعاون مع الصين على أساس المنفعة المتبادلة قد أصبح الخيار العام لدى الدول الآسيوية.
قامت الصين بتسوية القضايا الحدودية الموروثة من التاريخ بشكل كامل مع روسيا والدول المجاورة الأخرى من خلال التشاور والتفاوض على أساس التفاهم والتراجع المتبادل والالتزام بالإنصاف والحق. كما قامت الصين والهند بالتوقيع على المبادئ السياسية التي ترشد تسوية القضايا الحدودية بين البلدين. وتم توقيع "إعلان عمل كل الأطراف المعنية في البحر الجنوبي" بين الصين وآسيان. وحصل تقدم اختراقي في التعاون بين الصين وكل من الفليبين وفيتنام لاستخراج الموارد في منطقة البحر الجنوبي.

- تعزيز التضامن والتعاون مع الدول النامية يمثل الحجر الأساسي للدبلوماسية الصينية
في ظل الظروف الجديدة، تعمل الصين على دفع تعاون الجنوب والجنوب وحوار الجنوب والشمال، وتبحث عن مجالات جديدة وسبل جديدة لتفعيل التعاون مع الدول النامية على أساس المنفعة المتبادلة. وتستمر الصين في تقديم ما في وسعها من المساعدات للدول النامية لمساعدتها على تذليل العقبات ورفع قدراتها الذاتية لتحقيق التنمية. قامت الصين بمنح معاملة جمركية تفضيلية للدول الآسيوية والإفريقية الأقل نموا، وقامت بتقليص أو إسقاط الديون المستحقة على 38 دولة آسيوية أو إفريقية للصين التي تقدر قيمتها 13.778مليار يوان. كما عملت الصين على إنشاء منتدى التعاون الصيني الإفريقي ومنتدى التعاون الصيني العربي بهدف تعزيز الحوار والتعاون الجماعيين مع الدول النامية على ضوء تطورات الأوضاع الدولية.

- الصين تحرص على العلاقات المستقرة مع الدول الكبرى وتطويرها وتعمل على صيانة وترسيخ الاستقرار الاستراتيجي العالمي.
أقامت الصين علاقات شراكة مع الدول الكبرى الرئيسية بأشكال مختلفة، وتعمل على توسيع قواسم المصالح المشتركة ومعالجة الخلافات بصورة سليمة بما يصون ويدعم السلام والاستقرار في العالم.
إن العلاقات الصينية الأمريكية في مجملها في الحالة المستقرة والمتطورة، حيث يحافظ الجانبان على الحوار والتواصل المكثف على مختلف المستويات مما يزيد من التفاهم والثقة المتبادلة. كما يتنامى الحوار والتعاون بين البلدين في مجالات الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا ومكافحة الإرهاب ومنع الانتشار والأمن الإقليمي، الأمر الذي يصب في خانة المصالح الأساسية للجانبين، ويساهم في السلام والاستقرار في العالم أيضا.
إن علاقات الشراكة والتعاون الاستراتيجية بين الصين وروسيا في صدد التعمق المستمر، حيث تحافظ قيادتا البلدين على الاتصالات المكثفة وهناك ثقة متبادلة واحترام متبادل بينهما. يتعزز التعاون بين البلدين على أساس المنفعة المتبادلة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والطاقية، ويقومان بالتنسيق والتعاون بصورة وثيقة في القضايا الدولية والإقليمية، ويعملان على تدعيم تعددية الأطراف وديمقراطية العلاقات الدولية.
إن مكونات علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية الأوروبية في صدد الإثراء المتواصل، وتحافظ الصين والاتحاد الأوروبي ودول أعضاءه على الاتصالات المكثفة على المستوى الرفيع. في عام 2004، أصبحت الصين والاتحاد الأوروبي أكبر وثاني أكبر شريك تجاري للطرف الآخر كل على حدة. كما يحافظ التعاون والتواصل الصيني الأوروبي على زخم النمو المشجع في المجالات الثقافية والعلمية والتعليمية والبيئية.
إن الصين واليابان جارتان على جانبي البحر، تحافظان على التعاون الاقتصادي الوثيق وتبادل الأفراد المكثف. تهتم الصين بعلاقاتها مع اليابان. في ضوء التعقيدات التي ظهرت في السنوات الأخيرة في العلاقات السياسية بين الصين واليابان، تدعو الصين إلى انطلاق الجانبين عامة وقيادتي البلدين خاصة من المصالح الاستراتيجية والبعيدة المدى في معالجة العلاقات الثنائية والالتزام الدقيق بالمبادئ الواردة في الوثائق السياسية الثلاثة الموقعة بين البلدين، والتمسك بـ"الاتعاظ بدروس التاريخ والتوجه نحو المستقبل"، والعمل على تعزيز التواصل والتعاون وإزالة العقبات وتهيئة ظروف مواتية لتطوير العلاقات الثنائية على نحو مستقر وصحي.

- العمل على تنشيط الدبلوماسية المتعددة الأطراف وتفعيل التعاون الدولي
تشارك الصين بشكل فعال في شؤون الأمم المتحدة، وتعمل على صيانة مصداقية ودور الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وتجري التعاون الدولي على نطاق واسع في مكافحة الإرهاب والحد من التسلح وحفظ السلام والتنمية وحقوق الإنسان والقضاء والبيئة والمجالات الأخرى. على مدى السنوات الـ15 الماضية، شاركت الصين لـ15 مرة على التوالي في العمليات الأممية لحفظ السلام، حيث شارك فيها أكثر من 3000 صيني من القوات غير القتالية وبعثات الشرطة والمسؤولين المدنيين. في قضية العراق وقضية دارفور، تلتزم الصين بالمبدأ وتلعب دورا بناءا. إن الصين كمشاركة في منظمة APEC ومؤتمر ASEM ، تقدم مساهماتها للتعاون الإقليمي والمتعدد الأقاليم.
إن الصين لا تستغني العالم في تنميتها، كما يحتاج العالم إلى الصين في استقراره وازدهاره. فإن الصين التي ترفع راية السلام والتنمية والتعاون وتلتزم بطريق التنمية السلمية ستقدم مساهمات جديدة لصيانة السلام والتنمية في العالم بكل التأكيد.