النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الثقة لا تسترد فجأة

#1
الصورة الرمزية علاء الزئبق
علاء الزئبق غير متواجد حالياً مشرف المهارات النفسية ومهارات التفكير
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
5,604

الثقة لا تسترد فجأة

إن إعادة بناء الثقة ودعم الاستقرار مسئولية الجميع، فالثقة لا تسترد فجأة بل هي محصلة تصرفات جميع الأطراف على قدم المساواة لا تنطوي على علاقة الأمر والنهي وإنما تبنى في جوهرها على المصلحة المشتركة.

كما ترتبط عودة الثقة أيضًا بالتوقف عن التلويح أو التذكير طول الوقت بتجارب وذكريات الماضي الفاشلة، فإن ما حدث في الماضي قد لا يتكرر بالمستقبل حتى لا نصبح كمريض القلب الذي يخشى أن يصاب مرة ثانية بأزمة مفاجئة فأصابة نوع من الشلل الدائم في كل جوانب حياته خوفًا من أن تفاجئه الأزمة مرة أخرى، فيبقى حبيس مخاوفه حتى يلقى وجه ربه.

نحن لا نريد أن نفقد حياتنا ومستقبلنا بسبب مخاوفنا حتى لا يدفعنا هذا الخوف من التحليق عاليه وبعيدًا عن أرض الواقع دون أجنحة تضمن لنا سلامة العودة لمتطلبات التنمية الشاملة.

إن نهضة مصر المعاصرة تحتاج إلى تكاتف جهود جميع أبنائها حتى تخرج مصر منها أكثر قوة وأمنًا بعد ما أضافت إلى تاريخها أيامًا مشهودة ما لبثت أن تعرضت وبفعل فاعل إلى أعراض وأمراض الفتنة والتآمر في محاولة النيل منها.

إن نهضة مصر تبدأ بتعلم للدروس التي أفرزتها الثورة والتجسيد والترجمة الحقيقية لما تعلمناه على أرض الواقع وأن نبدأ بتنقية قنوات الاتصال والتواصل على كافة المستويات مع الاختيار السليم للقيادات والاعتماد على الأساليب والوسائل العلمية للتقييم والقياس كمسار وطريقة تفكير وأسلوب عمل وحياة.

كما أن علينا ألا نلقي بالأزمة بعيدًا فور تجاوزها بل علينا أن نستخرج منها كل ما يمنع تكرارها أو حدوثها بالمستقبل، وأعني هنا مظاهر وسلوكيات الانفلات الأمني والطائفي أو التضليل أو الإدارة العفوية للموارد أو إخفاء الحقائق وتزييفها سعيًا لإرضاء الكبار ومجاملتهم على حساب الوطن.

إن نهضة مصر المعاصرة يجب أن تستند على ركيزتين رئيسيتين هي (العمل والعدالة)، فعلى الجميع أن (يعمل) أكثر مما يتكلم أو يدعو أو يجادل حتى تنتشر ثقافة العمل في مقابل ثقافة (التسول) و(الضجر) أو (الرفض أو المحسوبية أو التسلق) التي انتشرت في مصر. فالنهضة مسئولية الصغار والبسطاء بنفس درجة مسئولية الكبار أو القادة أو الكتاب والمفكرين. هناك أبعادًا جديدة وحاكمة للنهضة في حال تحولت هذه المحاور إلى قرارات وبرامج وخطط عمل زمنية وهذه المحاور هي:
أن تحدد كل وزارة آليات وإجراءات معينة لتخفيف المعاناه على المواطنين، والعدالة في التقييم والمساءلة الإدارية والقانونية والجنائية والتقدير دون تراجع أو تأخير، والعمل على إعلاء قيمة المورد البشري المصري واعتباره أحد أهم أصول الدخل القومي، واعتبار الخدمة الراقية من كافة أجهزة الدولة للمواطن هي حق وواجب لا يجوز التضحية به أو التغاضي عنه.. كما أن العدالة في تقديم هذه الخدمات وتطورها المستمر هو أيضًا من حقوق المواطن البسيط.. أن انتقال أجهزة الدولة إلى المواطن أيسر كثيرًا من انتقال المواطنين إليها مع العمل على إلغاء الكثير من المسوغات والإجراءات البيروقراطية الشكلية التي تزيد من حقد المواطن وإحباطه.. وأن تتخلص أجهزة الدولة من عقلية أن المواطن متهم حتى يثبت براءته، وتوفير الموارد المالية اللازمة لتوفير حياة شريفة لفئات عديدة من شعب مصر ما زالت بعيدة عن الحياة الكريمة مثل (العشوائيات، الباعة المتجولين، الأسر الفقيرة، سكان المناطق النائية مع تحديد أولويات تحويل هذه الأماكن إلى نقاط تنمية)، ودراسة جدوى المنح والقروض الدولية وتحديد النتائج التي تحققت مقارنة بما تم انفاقه، وتقليص الانفاق الحكومي الموجه إلى الإعلانات والمناسبات السياسية والاستثمار فيما ينفع الناس، وإعادة النظر في طريقة وأولويات عمل السادة الوزراء وتخفيف الأعباء الرسمية الملقاه على عاتقهم لزوم استيفاء جوانب البرتوكول على حساب الوقت المخصص لتحقيقهم لنتائج ملموسة على أرض الواقع يمكن قياسها كمًا ونوعًا، وإعادة بناء أجهزة الإعلام بكل جوانبها.. فلقد باتت بعيدة كل البعد عن معايير الأداء المهني المعاصر. وبدلاً من هذا الإعلام الذي ما زال يعيش حالة من النكوص والحنين إلى طفولته الأولى التي بدأت في عام 1960 شكلاً وموضوعًا.

إن من أراد لهذا الوطن الاستقرار، ليس أمامه سوى العمل. فكثيرة تلك الأمم التي اعتمدت الإدارة أسلوبًا للحياة والعمل والنمو حتى في أصعب الظروف وفي أعقاب الأزمات والكوارث وليس أدل على ذلك من أن ألمانيا واليابان فقدتا كل ما تملك من مؤسسات وأموال واقتصاد وبنية أساسية نتيجة للهزائم التي لحقت بها بالحرب العالمية الثانية إلا أنها بفضل الإدارة والتخطيط تمكنت من أن تسترد أنفاسها واقتصادها القومي وتعودا مرة ثانية نموذجًا يحتذى في الانضباط والإدارة والعمل وليس أدل على ذلك من أن دوائر الجودة والتحسين المستمر ومعدلات الإنتاجية العالية ظهرت في اليابان في أعقاب الحرب العالمية الثانية رافعة شعار (عليك أن تؤدي العمل سليمًا من المرة الأولى فهذا وحده يكفي لإعادة بناء الوطن). كما أن الولايات المتحدة الأمريكية استطاعت أن تواجه الأزمة العالمية الاقتصادية الأخيرة والأزمة الاقتصادية السابقة 1930 بالإدارة والعمل. فأين ذهبت الإدارة المصرية ومتى ستعود وأين اختفت كتابات علماء الإدارة المصرية التي أخشى أن تكون قد سقطت سهوًا أو تعودت على أن تكون بعيدة عما يحدث خارج أسوار الجامعات والمعاهد.

#2
الصورة الرمزية يسر الدين
يسر الدين غير متواجد حالياً مبادر
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
تجارة ومحاسبة
المشاركات
16

رد: الثقة لا تسترد فجأة

سكرا أستاذ علاء على هذا الموضوع الطيب

#3
الصورة الرمزية arafa gaber
arafa gaber غير متواجد حالياً تحت التمرين
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
محاسب
المشاركات
1

رد: الثقة لا تسترد فجأة

افاداك الله واعزك وبارك لك فى عملك وجزاك عنة خير الجزاء فى الدنيا والاخرة

إقرأ أيضا...
الثقة بالنفس

السلام عليكم .. من منا لا يعلم أهمية الثقة بالنفس و عوااقب غيابها .. و النجاح الذي ينتج إذا تحلينا بها .. أحببت أن أنقل لكم هذا المقال للإستفادة .. تبادل أفضل الممارسات إن من يحققون شيئا... (مشاركات: 2)


صحيت من نومى فجأة

صحيت من نومى فجأة شفت نور غريب المشكلة ان نور الاوضة مطفى شفت الساعة حوالى تلاتة ونص الفجر (مشاركات: 9)


دورات تدريبية نرشحها لك

دبلومة اساليب التعافي النفسي الحديثة بدون أدوية

يوجد حاليًا توجه عالمي للتوعية بأهمية الصحة النفسية والأدوية النفسية، لكن هناك من يحتاج بالفعل علاج نفسي يتناسب مع حالته التي لا تتطلب الالتزام بأدوية، ويجد نفسه حائرًا بين حاجته للعلاج النفسي وبين رفضه للدواء، إذا كنت من هؤلاء فمرحبًا بك هنا في أول دبلومة متخصصة في التعافي النفسي بدون ادوية. وستمكنك هذه الدبلومة من معالجة نفسك أو الآخرين بأساليب تعافي مثبتة علميًا بعيدة كل البعد عن الأدوية النفسية.


دبلوم التغذية العلاجية - Clinical Nutrition

دبلوم التغذية العلاجية هو برنامج تدريبي يشرح مفاهيم التغذية العلاجية والتحاليل الخاصة بتقييم الحالة الغذائية وكيفية وضع خطة غذائية ونظام البدائل الغذائية وتخطيط النظام الغذائي والتعامل الغذائي مع مشكلات السمنة والنحافة ويشرح ادوية التخسيس المنتشرة واثارها الجانبية وأجهزة التخسيس واستخدام الاعشاب وخطط تغذية الرياضيين وتغذية الحالات الخاصة مثل مرضى السكر ومقاومة الانسولين ومرضى الضغط المرتفع والحوامل والمرضعات والمراهقين والبالغين والمسنين.


دورة أخلاقيات ممارسة مهنة الارشاد والعلاج النفسي

بما أن مهنة التوجيه والإرشاد هي مهاد تطبيقي لعلم النفس ونظرياته، وتخصص يدّرس بدرجات علمية، ولان هذه المهنة إلى جانب كبير من الأهمية والخطر في العلاقة مع المسترشد والإطلاع على أسراره. فيتوجب أن يكون لها قواعد أخلاقية يتقيد بها كل من يمارس هذه المهنة ،لان هذه القواعد هي التي تنظم عمل المرشد وتضع الخطوط العامة التي تساعده على توخي الوقوع فيما يلحق الضرر بالآخرين وكذلك تساعد على توفير الحماية للمهنة من داخلها في حال وقوع انحرافات مع بعض زملاء المهنة. وتعتبر القواعد الأخلاقية ذات أهمية كبيرة في العمل الإرشادي وهي مسؤولية تقع على عاتق المرشد وعليه أن يدرك أن التزامه بالخلق سيضع تصرفاته في الطريق القويم والسليم.


كورس تدريبي متقدم في إدارة عقود الموردين والمتعاقدين

ينبغي أن يكون جميع الموظفين المشاركين في عملية التعاقد مؤهلين ويتمتعون بالمعرفة الاحترافية في إدارة العقود لتمكين الشركات من الاستفادة الكاملة من نشاط الشراء، ولذلك يجب على مسئولي العقود في الشركات الالمام بموضوعات هامة مثل إدارة العقود الفعالة وإدارة مخاطر العقد وكيفية تفسير صياغة العقد وكيفية الحفاظ على جداول العقود والاسلوب الامثل للتحكم في تغييرات العقد، وهي الامور التي سيتم دراستها في هذا البرنامج التدريبي.


كورس التسويق الاستراتيجي للأجهزة والمعدات الطبية

تم تصميم هذا البرنامج التدريبي بهدف تأهيل المشاركين على الالمام بالمعارف والمهارات اللازمة للعمل في تسويق الأجهزة الطبية ويتناول البرنامج المعلومات الفنية عن الاجهزة الطبية واستخداماتها وتصنيفها والمصطلحات الفنية المستخدمة في تسويقها واستراتيجيات التسويق المناسبة والعديد من الموضوعات الهامة


أحدث الملفات والنماذج