إذا كانت المدرسة، وهي المؤسسة الرئيسة التي منها تكتسب الأجيال معارفها، ومهاراتها، واتجاهاتها، لا تزال في وضع ساكن لا يتغير عبر السنين إلا قليلا فان هذا شيء محير حقا. إذن كيف تتعايش الأجيال مع وقائع الحياة ذات التغير المتواصل، وكيف تستطيع أن تلبي متطلباتها، وكيف تكون قادرة على الرقي والنمو والتغير إلى الأفضل إذا كانت لا تملك القدرات والإمكانيات التي تؤهلها للقيام بذلك. إن ما يساهم فعليا في رفع مستوى المدرسة، وتحسين نوعيتها، وتقنية أدائها كما نرى في الدول المتقدمة صناعيا هو التكنولوجيا، فقد أدرك المعلمون في تلك الدول أهمية وظائف، ومزايا، وادوار تلك التكنولوجيا فدرسوها جيدا، وطبقوها عمليا، ثم تباحثوا أثارها ونتائجها، وهم لا يزالون يدرسونها وذلك لغرض تحقيق الاستفادة القصوى منها، فهم لا ينقطعون عن الابتكار في استحداث الجديد منها، وكل هذا من اجل ضمان تغير المدرسة إلى الأفضل ثم الأفضل. إذن الهدف من هذا الكتاب هو تعريف القارئ على تلك التكنولوجيا الموظفة في عمليتي التعليم والتدريب، خاصة الرئيسة منها والمنتشرة في بيئات التعليم والتدريب، فيقدم الكتاب العديد من الأمثلة التي تجسد نجاح استخدام وتطبيق تلك التكنولوجيا، مشجعا المتخصصين في التعليم والتدريب على النظر فيها والعمل على توفيرها في أماكن عملهم.