الموضوع: سيم ونج هوو – المبدع الصوتي السنغافوري
سيم ونج هوو – المبدع الصوتي السنغافوري
جاء دوره الابن العاشر من اثنى عشر إجمالا، لأب يبيع بيض الدجاج، في عام 1955 وفي أحد أحياء سنغافورة الفقيرة (وقتها)، ولما حل الفقر ضيفا ثقيلا، لم يدع لبطل قصتنا سيم ونج هوو Sim Wong Hoo سوى الخيال في صغره لينسج منه ألعابه، ولذا حين أهدته أخته هارمونيكا كانت الهدية المثلى، والتي جعلت من الموسيقى رفيق الدرب والحياة لهذا الصغير. كان سيم تلميذا عاديا بلا أي مزايا نحكي عنها، وحتى حين دخل الجامعة التقنية وحصل على دبلوم الهندسة في عام 1975 لم يظهر عليه أيا من علامات النبوغ التقليدية، وبعد تخرجه تنقل ما بين وظيفة مدرس إلى مهندس في شركة إلكترونيات يابانية وانتهاء بعامل على منصة بحرية لاستخراج النفط في جنوب بحر الصين.
دخل سيم عالم الحواسيب والكمبيوترات حين بدأ يقرأ في كتيبات الاستخدام بعمق، ليتعلم بنفسه كيف يبرمج برنامج بدائيا كي يعزف بعض الموسيقى البدائية على كمبيوتر تسنى له استخدامه وقته. (في نهاية السبعينيات، كانت الحواسيب صماء لا تصدر أي صوت). على أن طفولته الفقيرة علمته أن يخترع ألعابه وأدواته مما توفر له في بيئته، وأن تكون أحلامه هي نهاية حدود الممكن، ولهذا قرر ذات ليلة مقمرة على ظهر منصة الحفر أنه بحاجة إلى هدف وغاية في حياته، ولتأكيد قراره هذا، جعل هدفه وغايته أن يجمع مليون دولار خلال 5 أعوام من هذه اللحظة الحاسمة في حياته.
بعدها استقال من عمله على منصفة الحفر، اتفق مع رفيق صباه وصديقه المقرب كاي وا Ng Kai Wa لكي يفتتحا محل بيع وتصليح الحواسيب، برأسمال قدره 6 آلاف دولار، في سوق تجاري (مول اسمه Pearl’s Centre) في الحي الصيني من سنغافورة، وكان اسم المحل Creative Technology أو التقنية المبدعة. في البداية ساعدت فواتير البيع والإصلاح والتدريب على إدارة العجلة، الأمر الذي شجع سيم على تصميم دائرة إلكترونية يمكن إضافتها لذاكرة حواسيب ابل 2 الشهيرة وحققت مبيعات طيبة، ثم في عام 1984 بدأ سيم في تجميع وبيع كمبيوتر أسماه كيوب99 Cube 99 ثنائي المعالج ويشتمل على دائرة إلكترونية صوتية، ويعمل على نظامي تشغيل أبل و CP/M – لكن الاسم الفعلي له كان ’الكمبيوتر الناطق‘ لأنه احتوى على دائرة صوت جعلته يتحدث بالانجليزية والصينية.
بعدها في عام 1986 أتبعه سيم بكمبيوتر مكتبي أسماه: كيوبيكس أو Cubix CT وكان أشهر سماته احتوائه بدوره على بطاقة صوت، ونظام تشغيل باللغة الصينية يوفر الترجمة الآلية من وإلى الصينية والانجليزية. فشل هذا الكمبيوتر ولم يحقق المبيعات المتوقعة منه وكاد أن يفلس الشركة، خاصة وأن شرح كل مميزاته كان يستغرق ساعتين من الشرح المتواصل. رغم ذلك لاقت بطاقة الصوت هذه الإعجاب والاستحسان من الجميع، وكانت هذه البطاقة الظهور الأول لبطاقات الصوت التي اشتهرت فيما بعد تحت اسم ساوند بلاستر أو Sound Blaster.
كان لهذا الفشل محاسن كثيرة، إذ أنه جاء بمثابة الدش البارد، لينبه سيم إلى أن تركيزه على سنغافورة فقط خطأ كبير، وأن تركيزه على صنع حاسوب كامل ليس المجال الذي يملك فيه ميزة فريدة، وكل هذا شجع الشركة كي تركز على الشيء الفريد الذي تملكه، ألا وهو صنع معالج صوتي إلكتروني قادر على إعادة انتاج الصوت بجودة عالية جدا، وهو الأمر الذي سبقت فيه كل العالم. في عام 1987 جاء ميلاد بطاقة الصوت العاملة على حواسيب آي بي ام الأصلية والمتوافقة معها، ذات الاثنى عشر قناة صوتية، والتي حملت الاسم Creative Music System أو (C/MS) اختصارا.
أدرك سيم أن لديه منتج ناجح واعد مطلوب، لكنه كذلك أدرك أنه إذا أراد تحقيق النجاح الكبير الذي يريده، فعليه دخول السوق الأمريكية، ولهذا قرر في 1988 أن يسافر بنفسه إلى مدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بعدما أخبر الجميع أنه لن يعود إلى سنغافورة إلا بعد أن يربح مليون دولار من بيع 20 ألف بطاقة صوتية من إنتاج شركته. كان هذا الهدف صعبا، ففي هذا الوقت، كانت الحواسيب صامتة أو تطنطن بعض الضجيج الصوتي لا أكثر (أو بلغة أخرى، لم يكن هناك سوق فعلية لبطاقات الصوت لأجهزة الكمبيوتر).
أسس سيم شركة كريتيف لابز Creative Labs (أو المعامل المبدعة إن شئت) في أغسطس 1988 في أمريكا، وفي العام التالي بدأ في بيع بطاقات جيم بلاستر Game Blaster والتي تميزت بأنها توفر خرجا صوتيا ثنائي القنوات أو ستيريو، وهو الشيء الجديد وقتها، حتى أنه حين شاركت الشركة في معرض كومدكس لاس فيجاس 1989 وعرضت هذه البطاقة للجمهور، اصطف الحضور في طوابير طويلة لشراء هذه البطاقة العجيبة، وكان من ضمن الواقفين المغني الشهير مايكل جاكسون، الذي جذبته الجودة العالية للموسيقى الصادرة من جناح الشركة وعبر هذه البطاقة، كما وأقنع سيم العديد من مطوري ومبرمجي ألعاب الكمبيوتر كي يدعموا استخدام بطاقاته الصوتية في ألعابهم، وهو الأمر الذي عاد بنتائج إيجابية للغاية، كما أقنع شركة تاندي بشراء بطاقاته الصوتية وتركيبها على حواسيب تاندي. بعدها، عاد سيم إلى سنغافورة، فلقد حقق الهدف الذي سافر من أجله وزيادة، إذ بلغت مبيعات عام 1989 قرابة 5.5 مليون دولار. في عام 1994، بلغت الأرباح الاجمالية لشركته 650 مليون دولار.
رغم أنه اليوم من مليارديرات سنغافورة، لكن قصته لم تخلو من الخسائر، فالنجاح العريض الذي حققته بطاقات الصوت جعلت المئات من المقلدين يظهرون بسرعة وبسعر أقل، ما بدأ يقلص الأرباح، ولذا قرر سيم ألا يبقى معتمدا على منتج واحد، فدخل معترك تصنيع مشغلات أقراص الليزر / الأقراص المدمجة أو CD Rom لكن دخوله هذا جاء في وقت كانت أسعار هذه المشغلات تتراجع بسرعة كبيرة نتيجة زيادة العرض عن الطلب، وهو الأمر الذي كبد الشركة 100 مليون دولار خسائر في صورة مخزون بائر ما جعل سعر سهم الشركة في البورصة الأمريكية يخسر 75% من قيمته. الأمر ذاته تكرر مع بطاقات العرض / الفيديو / الجرافيكس وبطاقات الموديم وكاميرات الدردشة، والسماعات الصوتية، وفي خضم كل ذلك، قرر شركاء سيم التخارج من الشركة وتركوه وحيدا في قلب العاصفة.
هذه الاخفاقات المتتالية أظهرت أن الخوف من الاعتماد على منتج واحد ليس مبررا، إذ استمر اسم ساوند بلاستر مشهورا ومحققا للمبيعات رغم محاولات المقلدين، ووجد سيم في مشغلات الموسيقى ام بي3 المحمولة المنتج الذي يمكن له تكرار تجربته الناجحة معه، وأما اليوم، فالشركة تصمم وتصنع معالجات صوتية إلكترونية تعمل على متن الهواتف النقالة واللوحيات، وتركز كذلك على صناعة اللوحيات (تابلت).
بقية القصة معروفة، فلا زالت المعامل المبدعة مبدعة، ولا زال سيم من أغنياء سنغافورة وناجحيها، كما اشتهر أكثر حين ابتكر اسما لداء أسماه عدم العودة للخلف أو “No U-turn syndrome” وهو كناية عن أن رجال سنغافورة حين يصرون على شيء لا يتراجعون عنه ولو تسبب لهم في خسائر.
لكن ما يهمنا في قصته هو أنه في كل عثرة وفشل وخسارة، كانت تقبع في هدوء البذور والأساسات التي بنى عليها سيم نجاحه التالي. كذلك يجب الإشادة بالروح العنيدة (بشكل إيجابي) لسيم، فهو في البداية كان سائرا على خطى من قبله، موظف عادي ينتظر راتبه، أو صاحب متجر ينتظر البضاعة الرائجة كي يربح منها، لكنه قرر تغيير كل ذلك، وأن يبدأ نشاطه الخاص، ويصنع منتجه الخاص، الذي يسد نقص كبير في السوق، ويجعل حياة المستخدمين أفضل وأمتع.
كم منا يسير على خطى من قبله، وكم منا يشق طريقا لم يسر عليه أحد من قبل؟
انتظر معرفة أكثر ما شدكم في تفاصيل هذه القصة، ويا حبذا لو كان منكم من زار سنغافورة قريبا فيحكي لنا عن طبيعة الحياة هناك.
المصدر:
مدونة شبابيك
1) الصفات الذهنية:
• يمتلك قدرة عالية على التفكير الإبداعي و يحب التجديد
• يمتلك ذاكرة قوية في بعض الأمور، وقادر على الإلمام بالتفاصيل ( فيما يهتم به )
• مثقف و لديه معرفة واسعة
• يحتاج إلى... (مشاركات: 0)
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/7982.imgcache
تـخـتـلف أفعالنا وردودها تجاه أمورنا الحياتية مابين صوابٍ وخطأ
وقـد نـجـهـل الـتـصـرف الـصـحـيـح فـي مـثـل تـلك المـواقف و الأمـور
ومن أجل... (مشاركات: 0)
كيف تتعامل مع الموظف المبدع
يمكن لجميع موظفيك أن يتحولوا إلى موظفين مبدعين إذا وجدوا منك التشجيع اللازم.
لكن ما من شك أنك ستكتشف في تعاملك مع المبدعين أن الأشخاص المبدعين يفكرون بطريقة... (مشاركات: 0)
صفات المبدع
يتصف المبدعون عموماً بعدد من الخصائص الشخصية والتي تولد دوافع الإبداع وتنبغي الإشارة إلى أنه ليس من الضروري توفر كل صفات المبدع في شخص واحد ولا سيما أننا ارتأينا أن نقوم بتجميع كل صفات... (مشاركات: 1)
تشير البحوث و الدراسات إلى أهم صفات المبدعين وسماتهم العامة، وقد تتوفر كلها أو بعضها في الإنسان الذي لديه القدرة على الإبداع، و غياب بعضها لا يعني عدم القدرة على الإبداع، و إنما هي صفات مساعدة و... (مشاركات: 0)
أقوي برنامج تدريبي متقدم في مجال إدارة الأعمال حيث يشمل دراسة دبلوم إدارة الأعمال المتقدمة ADBA بما يشمله من خمسة محاور تدريبية مصممة خصيصا للمديرين وأصحاب المناصب العليا وعلى رأسها الإدارة المتقدمة والقيادة والمحاسبة للمديرين وإدارة الموارد البشرية والعلاقات العامة ويتم تعزيز هذا الدبلوم بدراسة محورين اضافيين هما إدارة الجودة الشاملة TQM والتحسين المستمر وإدارة المخاطر ليكون بذلك الدارس قد أتم دراسة اهم سبعة محاور في تخصص إدارة الأعمال.
برنامج تدريبي يتناول تصميم وادارة برامج الترفيه والرياضات الشاطئية وقواعد واسس ادارة الرحلات وبرامج المعسكرات وطرق تسويق برامج الترفيه ورياضات الشاطئ واسس دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الترفيهية واعداد مقترح استراتيجي لتطوير صناعة برامج الترفيه ورياضات الشاطئ
برنامج تدريبي يهدف الى تأهيلك للتعرف على أهم مبادئ وطرق تحصيل المستحقات المالية والديون المتأخرة وأهمية دور التحصيل فى ضمان تدفق الايرادات بصورة منتظمة وبتوقيتات محسوبة والذى من خلاله نستطيع ضمان استمرارية ونمو رأس المال والنشاط التجارى وبالتالى الربحية وتقليل أى مخاطر مالية محتملة وبتكلفة أقل.
برنامج الاخراج التليفزيوني برنامج متخصص يؤهل المشاركين لاكتساب مهارات وفنيات الاخراج التليفزيوني والتعامل مع الاجهزة والكاميرات والاستوديوهات وتنسيق اعمال فنيي كل مرحلة من مراحل الاخراج
أول دورة تدريبية متخصصة تستهدف شرح أنظمة المشتريات الحديثة بالمستشفيات وأسس تحديد أنظمة الشراء الملائمة للمستشفيات والمبادئ العامة لادارة عقود المشتريات.