إدارةالأزمات
الدكتور
نعيم إبراهيم الظاهر
دكتوراه إدارة أعمال
الولايات المتحدة الأمريكية
المـقـدمــة
على الرغم من أن حدوث الأزمات قديم قدم التاريخ، إلا أن وعي متخذي القرار الإداري بأهمية إدارتها، لم يتبلور بعد، إلا في السنوات الأخيرة، نظراً لتسارع الأزمات وتنوعها واشتداد التحولات الفجائية الحادة في المواقف ،وتلاشي حدود البعد الزماني والمكاني بين مواقع الأحداث وبين متابعيها، وتخلي الدول عن محليتها وتقوقعها وازدياد إحساس الكيانات الإدارية بأنها جزء من عالم أكبر وأوسع من عالمها الخاص المحدود بكيانها الذاتي.
كل ذلك دفع إلى السطح بشدة الإحساس بعالمية الأزمة مهما كانت محليتها، وقد أصبح اليوم استخدام المنهج العلمي كأسلوب للتعامل مع الأزمات أكثر ضرورة وأكثر حتمية ليس فقط ، لما يحققه من نتائج إيجابية ولكن أيضاً لأن استخدام البديل غير العلمي له نتائج قد تكون مخيفة ومدمرة بشكل كبير. إضافة إلى ان الإدارة العلمية للأزمات ضرورة حتمية ومسؤولية وطنية لمواجهة أوضاع الجمود والتحجر. ونظراً لخطورة وأهمية موضوع الأزمات وإدارتها ومعالجتها بالفكر الإداري المتقدم، وبغية لحاق الدول النامية بركب العالم المتطور، لابد من أن يتخذ القادة الإداريون في هذه الدول قراراتهم بعيداً عن العشوائية والارتجالية وانفعالات اللحظة الجزئية، وذلك لردم الفجوة بين دولهم والدول المتقدمة واللحاق بها. والأزمة هي نقطة الانعطاف أو عملية تحول قد تكون إلى الأحسن أو إلى الأسوأ وهي تحمل إمكانية الفرصة والخطر في آن واحد، أما مفهوم الأزمة ضمن السياق الإداري فتعني تتابع أحداث سريع يهدد أهداف المؤسسة أو كيانها مصحوباً بحالات عدم التأكد. أو هي حالة معينة تواجه متخذي القرارات الإدارية يدركون من خلالها بأن هناك خطراً داهماً يهدد كيان المؤسسة وأهدافها وحتى بقاؤها أحياناً.
ولقد ازدهر مصطلح الأزمات في أحضان علم الإدارة العامة عندما استخدم للتلويح بأسلوب جديد تبنته الأجهزة الحكومية والمنظمات ا لعامة لإنجاز مهام عاجلة أو لحل مآزق طارئة وفي سبيل ذلك ظهرت قوة المهام الخاصة أمام الإدارة الاستثناء أو الإدارة بالأهداف والنتائج أو إدارة المشروعات أو فكرة غرفة العمليات لإدارة المشاكل الحادة المنفجرة بمثابة إدارة أزموية. ولما تبلورت معالم هذا الأسلوب "الإدارة الأزموية" ثار التساؤل حول إمكانية تحويله إلى نمط متكامل يسمى ادارة الأزمات، وذلك بوضع القواعد والأسس النظامية له ليصبح نمطاً إدارياً محدد الخصائص له آلياته المميزة في مواجهة الأزمات المتعددة والمتعاقبة والمتزامنة فتعرف إدارة الأزمات بأنها كيفية التغلب على الأزمة بالأدوات العلمية الإدارية المختلفة وتجنب سلبياتها والآفادة من إيجابياتها. وإدارة الأزمات هي تقنية تستخدم لمواجهة الحالات الطارئة والتخطيط للتعامل مع الحالات التي لا يمكن تجنبها وإجراءات التحضيرات اللازمة لها أو هي منهج منطقي في التعامل مع الأزمات الحقيقية بطريقة تجعل المؤسسة تعمل بشكل منتظم في كل الظروف غير الاعتيادية. وفي هذا السياق يأتي كتاب إدارة الأزمات عله يسد نقصاً ويكون ذو فائدة لأبنائنا والاخوة الباحثين والمهتمين. والله من وراء القصد.
د. نعيم الظاهر
2008
فهرس المحتويات
الفصل الاول :
المفاهيم العامة والاسس النظرية لادارة الازمات
اولا : المفاهيم :الازمة ، المشكلة ، الكارثة ، الصراع ، والنزاع
ثانيا : اسباب نشوء الازمات
ثالثا : تطور مفهوم ادارة الازمات
رابعا : مفهوم الازمة في العلوم الاجتماعية
خامسا : مفهوم الازمة في علم الادارة
سادسا : علم الاجتماع ودراسة الازمة
سابعا : علم النفس ودراسة الازمة
ثامنا :الازمات وعلاقاتها التبادلية
تاسعا : التطور لعلم ادارة الازمات
عاشرا : اسباب الازمة
الحادي عشر : كيف نشخص الازمة ؟
الفصل الثاني :
انواع الازمات والمنهج العلمي لسبرها
اولا : المراحل السابقة لاي ازمة
ثانيا : مراحل الازمة
ثالثا : اسس تصنيف الازمة
رابعا : الازمات وانواعها
خامسا : سمات الازمة
سادسا : اسس التعامل مع الازمات ومبادئه واستراتيجيات مواجهته .
سابعا : انماط الازمات الدولية
ثامنا : ادوات ادارة الازمة الدولية
تاسعا : مراحل تفاقم الازمة الدولية
عاشرا : ادارة الازمات الدولية في ظل النظام العالمي الحديث
الحادي عشر : مبادئ ادارة الازمات الدولية واسسها
الثاني عشر : مقومات ادارة الازمات الدولية
الثالث عشر : ادارة الازمة في العلاقات الدولية
الفصل الثالث :
قواعد وأُسُس التعامل مع الأزمات
اولا : قواعد وأُسُس التعامل مع الأزمات
ثانيا : قيود التعامل مع الأزمة
ثالثا : طرق التعامل مع الأزمة
الفصل الرابع :
تحليل الأزمة
اولا : تحليل الأزمة
ثانيا : المستويات الثلاثة لإدارة الأزمة
ثالثا : مناهج تشخيص الأزمات
رابعا : إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات
خامسا : سيكولوجية إدارة الأزمات
سادسا : المناخ المناسب لحدوث الأزمات
سابعا : إدارة الأزمة
ثامنا : الوصايا العشر للتعامل مع الأزمات
تاسعا : عوامل النجاح في إدارة الأزمة
الفصل الخامس
إستراتيجيات مواجهة الأزمات
اولا : أساليب مواجهة الأزمات
ثانيا : إستراتيجيات مواجهة الأزمات وتكتيكاتها
ثالثا : الأزمات الصناعية
رابعا : تصنيف الأزمات الصناعية
خامسا : الخصائص العامة للأزمات المحلية
سادسا : كيف نشخص الأزمة
الفصل السادس :
نماذج من إدارة الأزمات
أولا : إدارة الأزمات الأمريكية والإسرائيلية نموذجاً
ثانيا : إدارة الأزمات الدولية في عالم متحول مقاربة للنموذج الأمريكي في المنطقة العربية
ثالثا : ملامح النظام الاقتصادي والتنموي الفلسطيني في المستقبل
رابعا : تجربة الصين في مواجهة العولمة
خامسا : (عالم الاقتصاد)احتياطاتها النقدية 3 تريليونات دولار بعد 10 سنوات النمور الآسيوية.. الأزمة والانهيار والعودة إلى الصدارة
الفصل السابع
إدارة الأزمات في الإسلام ( نماذج على إدارة الأزمات في الإسلام )
اولا : تعريفات الأزمة
ثانيا : شروط إدارة الأزمات في المنظور الإسلامي
ثالثا : رسم سيناريوهات وفرضيات لحل الأزمة
رابعا : كفاءة مدير غرفة عمليات الأزمة
خامسا : إدارة الأزمات الفن الصعب
سادسا : فقه ادارة الازمات في القرآن والسنة النبوية / انوذج غزوة بدر