الموضوع: تعريفِ مَفهوم الإدارة في الإسلام
تعريفِ مَفهوم الإدارة في الإسلام
قبل أن نأتي إلى تعريفِ مَفهوم الإدارة في الإسلام، نَوَدُّ هنا أنْ نورد بعضَ تعاريف الإدارة، التي أوردها الرواد الأوائل، وبعض المختصين في الإدارة في الغرب، فنجد (فردريك تايلور) يعرف فَنَّ الإدارة بأنَّه: "المعرفة الصحيحة لما تريد من الرجال عمله، ثُمَّ التأكُّد من أنَّهم يقومون بأعمالهم بأحسنِ طريقة وأرخصها"[1]، ويعرفها (هنري فايول)، فيقول: "إنَّ معنى أن تدير هو أن تتنبأ، وتخطط، وتنظم، وتصدر الأوامر، وتنسق، وتراقب"[2].ويقول الدكتور/ كامل المغربي بأنَّ "الإدارة هي عملية التنسيق بين جميع عوامل الإنتاج البشرية وغير البشرية، باستعمال وظائف التخطيط، والتنظيم، والقيادة، والإشراف، والرقابة؛ حتى يُمكن التوصل إلى الهدف المطلوب، وبأقصى كفاية ممكنة"[3]، كما يعرف الدكتور/ محمود عساف الإدارة منطلقًا من طبيعتها، ومسترشدًا بالآية الكريمة من سورة الزخرف: ﴿ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا ﴾ [الزخرف: 32]، وعلى هذا الأساس، فالناس في تركيبتهم الاجتماعية ينقسمون فئتين: مديرين، ومنفذين؛ بحيث يقوم المديرون بالأعمال القيادية والتخطيط والتوجيه والتنظيم والمراقبة، في سبيل الوصول إلى الهدف المرسوم؛ لهذا يرى أنَّ تعريفَ الإدارة هو "الهيمنة على الآخرين؛ لجعلهم يعملون بكفاءة؛ تَحقيقًا لهدف موقوت منشود"[4].أمَّا الإدارةُ العامَّة، فيعرفها (ودرو ولسن) الرئيس الأمريكي بأنَّها "العملية أو الأعمال المتعلقة بأهدافِ الحكومة، التي تَهدف إلى تحقيق الأهداف العامَّة بأكبر قدر من الكفاءة، وبقدر المستطاع وَفْقَ رغبات الناس وإرادتهم"، كما تعرف الإدارة عند (ليونارد هوايت) أول من كتب مُؤلفًا علميًّا في هذا الموضوع بعنوان: "مقدمة في دراسة الإدارة العامة"، مؤكدًا أنَّ الإدارة العامة "تتضمن جميع تلك العملِيَّات، التي تَحتوي أغراضها الوفاء بالسياسة العامة أو تنفيذها".أمَّا الإدارة الإسلامية، فيلاحظ أنَّ لفظ (إدارة) لَم يرد في الكتب الإسلامية بهذه الصِّيغة، على الرَّغم من كثرة الكتب والبحوث في هذا المجال، ولقد ذكر الدكتور حزام المطيري[5] أنَّ لفظ إدارة مشتق من الفعل (أدار)، وقد جاء في موضعٍ واحد في القرآن الكريم؛ حيث قال - تعالى -:﴿ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ ﴾ [البقرة: 282]، واللفظ الذي استخدمه المسلمون للدلالة على معنى الإدارة هو لفظ (التدبير)، كما ورد لفظُ التدبير في آياتٍ كثيرة، منها:﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5]، كما يرى أنَّ لفظ (تدبير) أكثرُ شمولاً وعمقًا، مُؤيدًا في ذلك رأيَ محمد المبارك الذي يرى أنَّ لفظ (تدبير) أشملُ وأعمُّ، ويشتمل على ضرورة التمعن والتفكير في الأمور، والحرص على اختيارِ أفضل الطُّرق لتأدية الأعمال، وبما أنَّ لفظةَ إدارة لفظة مَحدودة الاستعمال، وتعني التنفيذ؛ لذا كان يطالب باستخدام لفظة (تدبير)، كمصطلح إسلامي للإدارة الإسلامية، إلاَّ أنَّ الدكتور المطيري وَجَد أنَّه لا حَرجَ من استخدام لفظة (إدارة)؛ لأمرين:[6]أولاً:كلمة الإدارة وردت مقترنة بالتجارة.ثانيًا: مرونة الإدارة الإسلامية، واستخدامُها عباراتٍ وألفاظًا يصعب تَجاهُلها، مع التأكيد على استرجاع معنى التدبُّر، أو التدبير، والإشارة إلى ذلك في الكتابات الإدارية، وأرى أن ما ذكره الدكتور المطيري صحيحٌ، وخاصَّة أن كلمة الإدارة والإداري ومشتقاتها أصبحت كلمة معروفة ومتداولة، ويصعب تغييرها، وخاصة في كتب ومراجع الإدارة.وهناك تعريفاتٌ كثيرة للإدارة الإسلامية، منها تعريف الدكتور/ حزام المطيري؛ حيث يقول: "هي تلك الإدارة التي يتحلَّى أفرادُها - قيادةً وأَتْباعًا، أفرادًا وجماعات، رجالاً ونساءً - بالعلم والإيمان عند أدائهم لأعمالِهم الموكلة إليهم، على اختلافِ مُستوياتهم ومَسؤولياتِهم في الدولة الإسلامية، أو بمعنى آخر: هي الإدارةُ التي يقوم أفرادُها بتنفيذ الجوانب المختلفة للعملية الإدارية على جميعِ المستويات، وفقًا للسياسة الشرعية"[7].ويعرف الدكتور/ النحوي الإدارةَ الإسلامية بأنَّها: "الاستفادةُ من جميع القواعد الإيمانية؛ لتوفيرِ أكبر قَدْر من الإنتاج على أعلى مُستوى من الإتقان في أقلِّ وقت مُمكن؛ ليكونَ العمل كله عبادة لله"[8].ويؤكد الرائد/ محمد العلي أنَّ الإدارةَ الإسلامية تقوم على أسسٍ قَويَّة، تُسْهِم في تَحديد الفكر الإداري الإسلامي بشكل خاص، والإدارة الإسلامية بشكل عام، ويُمكن توضيح هذه الأسس كما يلي[9]:1- عدم إمكانية الفصل بين الدين والدولة، فالإسلامُ هو دين ودولة.2- إنَّ منهجَ الإدارة الإسلامية يُعَدُّ أرقى وأسمى النظريات والنظم الإدارية في الإدارة.3- إن ما تشتمل عليه عمليةُ الإدارة الإسلامية من خصائصَ ومزايا هي طريق الأمم الإسلامية إلى النجاح والتقدم.4- إنَّ دستور الدولة الإسلامية مستمدٌّ من القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد اشتملا على كثيرٍ من الآيات والأحاديث التي تُحدِّد المنهج الذي يَجِب أن تسير عليه الإدارة في الإسلام.
تفردت الحضارة الإسلامية بوجود تنظيم إداري متقدم ، شمل معظم الوظائف الإدارية ، فالفكر الإداري بدأ يتبلور منذ أن أنزل الله سبحانه وتعالى رسالته على الرسول r خاتم الأنبياء والمرسلين . وكان الفكر... (مشاركات: 0)
السلام عليكم
اليكم بالمرفقات :
مختصر الإدارة في الإسلام ..
الملف بالمرفقات
اتمنى لكم الاستفادة (مشاركات: 1)
خصائص الادارة الاسلامية
ان الجميع ينتظرون أن يكشف الاسلام عن برامجه الإدارية في مختلف نواحي الحياة، ويوضح الأسس التي يستند إليها، لأن بعد كل تغيير اجتماعي يبرز الحديث عن ادارة الشؤون السياسية... (مشاركات: 0)
حُجَّةُ الإسلام
إعداد أبو مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد فإن الإسلام دين حجة وبرهان، حث متبعيه وغيرهم على التفكر في أدلته... (مشاركات: 6)
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال: {وإنك لعلى خلق عظيم}.
.
وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى... (مشاركات: 0)
بما أن مهنة التوجيه والإرشاد هي مهاد تطبيقي لعلم النفس ونظرياته، وتخصص يدّرس بدرجات علمية، ولان هذه المهنة إلى جانب كبير من الأهمية والخطر في العلاقة مع المسترشد والإطلاع على أسراره. فيتوجب أن يكون لها قواعد أخلاقية يتقيد بها كل من يمارس هذه المهنة ،لان هذه القواعد هي التي تنظم عمل المرشد وتضع الخطوط العامة التي تساعده على توخي الوقوع فيما يلحق الضرر بالآخرين وكذلك تساعد على توفير الحماية للمهنة من داخلها في حال وقوع انحرافات مع بعض زملاء المهنة. وتعتبر القواعد الأخلاقية ذات أهمية كبيرة في العمل الإرشادي وهي مسؤولية تقع على عاتق المرشد وعليه أن يدرك أن التزامه بالخلق سيضع تصرفاته في الطريق القويم والسليم.
برنامج تدريبي يتناول تقييم الاداء المالى للمؤسسات الرياضية ويشرح الاهداف المالية والاقتصادية للمؤسسات الرياضية وكيفية قراءة فى معايير الاداء المالى للمؤسسات الرياضية وقراءة فى مؤشرات الاداء المالى للمؤسسات الرياضية والقيمة الاقتصادية المضافة للمؤسسات الرياضية وتطبيقات عملية فى ميزانيات وتقارير والقوائم المالية لكبرى المؤسسات الرياضية
اذا كنت من أصحاب المشاريع وترغب في أن تكون لديك القدرة على الإلمام بمتطلبات العمل بشكل فعال أو كنت من صانعي و متخدي القرارات في الشركات والمشاريع فهذه الدورة التدريبية مناسبة لك وستساعدك في فهم موضوعات هامة مثل ادارة اصحاب المصلحة والمساهمين وتحديد أولويات الاحتياجات وتوثيقها وغيرها من موضوعات هامة جدا لنجاح المشروع
دورة تدريبية متخصصة في مؤشرات الاداء الرئيسية KPI تتناول اهمية مؤشرات الاداء الرئيسية ومعوقات قياس الاداء والفرق بين المقياس ومؤشر الاداء الرئيسي Metrics Vs KPI وأنواع مؤشرات الاداء الرئيسية والفائدة منها KPI types وبطاقات الاداء المتوازن Balanced Scorecards وبطاقة KPI ومكوناتها KPI template form وخطوات اختيار المؤشر KPI selection والنموذج المنطقي Logic Model وتحديد مؤشرات المنظمة والاقسام والافراد والتمثيل البياني للبيانات dashboard
برنامج تدريبي متخصص في حوكة الشركات يغطي الموضوعات الهامة في هذا المجال مثل مهمة حوكمة الشركة وما هي حوكمة الشركات والنظرية العامة لحوكمة الشركات ومبادئ حوكمة الشركات وفوائد تطبيق حوكمة الشركات وكيف يمكن تأسيس مجلس الإدارة واختيار أعضائه، ومصفوفة صلاحيات الحوكمة طبقا لقانون الشركات وكود الحوكمة وتقييم مجلس الإدارة والخيارات الاستراتيجية لملاك الشركة، ثم ينتقل البرنامج الى مشروع تطبيق الحوكمة وخريطة الطريق لتطبيق ممارسات الحوكمة وكيفية قياس أداء المشروع وادارة المخاطر وتعريف المخاطر ومفاتيح النجاح لإدارة المخاطر وعملية إدارة المخاطر وكيفية قياس المخاطر ومصفوفة ترتيب أولويات المخاطر وسجل المخاطر ومؤشرات الأداء الرئيسية لوظيفة إدارة المخاطر واخيرا مطابقة موقع الشركة الإلكتروني لمتطلبات الحوكمة