الموضوع: مباديء عملية التوجيه الإداري

ان الوسائل او العمليات التي يتحقق عن طريقها هدف التوجيه الإداري يمكن ان تصور في المباديء التالية :

- مبدأ وحدة القيادة : ان التوجيه يكون فعالاً إلى أقصى حد حين يكون المرؤوسون مسؤولين امام رئيس واحد .

- مبدأ الاشراف المباشر : تتطلب طبيعة الاتصالات الشخصية التي بين الرئيس والتابع ان يقوم المدير بإكمال الوسائل الموضوعية للاشراف والرقابة بالإتصال الشخصي المباشر ،وذلك في توجيه جهود المرؤوسين وملاحظة قيامهم بوظائفهم .

- مبدأ ملاءمة وسيلة التوجيه : يتطلب التوجيه الإداري الفعال ان تكون الوسيلة المستعملة بالنسبة للشخص موضع الاشراف ،وبالنسبة للعمل الذي ينبغي القيام به ،ملائمة .
تؤكد المباديء السابقة طبيعة التوجيه الإداري بالنسبة للصلات فيما بين الاشخاص ،وللهيكل التنظيمي في ذاته ، كما للفهم السليم في استخدام السلطة وزنهما الهام في طبيعة التوجيه الإداري . ولا يعتبر مبدأ وحدة القيادة مبدأ تنيظيمياً فحسب اذ انه ايضاً مبدأ من مباديء التوجيه الإداري ، وهو بالنسبة لمعناه الأخير ،يعكس الحقيقة المعروفة تماماً بأن المرؤوسين انما يقومون بإلتزاماتهم من أجل اداء أفضل حين يكونون مسؤولين أمام رئيس واحد فقط ، وهذا الشرط يجنب انقسام وجوه الولاء ومشاكل الافضلية والاختلافات في الأوامر التي تحدث حين يكون لشخص رئيسان أو أكثر .

ان مبدأي الإشراف المباشر وملاءمة وسيلة التوجيه الإداري ،يلفتان النظر إلى ضرورة معرفة المدير لحقيقة ان المرؤوسين ان هم الا بشر اكثر منهم توصيفاً للواجبات او اوضاعاً تنظيمية ، انهم يؤكدون حقيقة ان المدير – حتى ولو هان استعان بإتصال منظم ووسائل رقابة – ينجح بصورة أعظم حين يقوم –على أساس مباشر- وشخصي –بمهمة الارشاد وملاحظة المرؤوسين . وينكر مبدأ ملاءمة وسيلة التوجيه الإداري وجود وسيلة واحدة من أجل التوجيه الإداري ،فمن المتفق عليه غالباً ان وسيلة التشارك او وسيلة المشورة تعتبر في جميع الظروف والاحوال اكثر الوسائل فعالية للمدير عند استخدامها ،ما دامت هذه الوسيلة تعمل على تطوير الناس وبناء وجوه الولاء عن طريق المشاركة ،كما انها تنتج لدى التخطيط والاداء الافضل للمرؤوسين .

وبالرغم من ان هذا قد يبدو صحيحاً بالنسبة لكثير من المرؤوسين في كثير من الاوقات الا ان هناك ظروفاً يكون فيها المدير حكيماً فيستخدم الوسائل الاستبدادية . وهناك ظروف أخرى يجد المدير فيها نفسه متميزاً بتحقيق اهداف الجماعة حين يستخدم وسائل الحرية ، ان اختيار الوسيلة المباشرة بإعتبارها غالباً طبيعة ثانية يعتبر أحد فنون التنظيم الإداري المرغوب فيه والنادرة في نفس الوقت ، ان المدير ينبغي ان يكون اشبه بالموسيقى الذي يغير وسائله وطرقه من اجل الحصول على الظلال الفعلية للأداء الكلي المرغوب فيه .

- مبدأ الإتصال الإداري : تعتبر المناصب الادارية مراكز الاتصال في التنظيم ،ويعتبر المدير الوسيلة الاساسية للاتصال في المشروع المنظم. ومن أهم الأدوار التي يقوم بها التنظيم انشاء شبكة اتصال في المشروع ،ويعني هذا ان تكون الوظيفة الادارية مركز التبليغ للخطط – بما في ذلك الخطط التي يرسمها الرؤساء ،والخطط التي ينشئها شاغل الوظيفة ويعتبر المدير الوسيلة التي يتم عن طريقها تنفيذ وظيفة الاتصال .

وبالرغم من جواز وجود انواع اخرى للاتصال مثل انواع المعلومات التي لا تتصل اتصالا مباشرا بالقرارات او بالخطط ،فإن الموضوع الاساسي للاتصال في مشروع منظم يجب ان يكون الخطط التي يتوقع من المرؤوسين ان ينفذوها ،ومثل هذه الوسائل من الاتصال تكمن عند قاعدة مبدأ المساهمة في الهدف .

- مبدأ الفهم : يتطلب الاتصال الفعال ان يفهم هؤلاء الذين تتوجه اليهم المعلومات ما يعتزم ابلاغه اليهم فعلاً . وفي بعض الاحيان ينسى ان الاتصال يعتبر مسألة تلق للمعلومات لا إرسالاً لها ،ان بعض المديرين يعتقدون انهم يقومون بالاتصال حين يرسلون المنشورات ويصدرون الاوامر ويعقدون المؤتمرات ويترأسون الندوات ويكتبون المذاكرة او يوزعون التقارير .

وهناك آخرون يعتقدون انهم يقومون بحل مشكلة الوظيفة الهامة للاتصال حين يركزون على ادوات الاتصال ، ان التأكيد الزائد بالنسبة للوسائل ، دون الاهتمام المناسب بالمسألة الشخصية ، يمكن ان يؤدي إلى اتصالات ضعيفة .

وعلى كل حال فإنها مسألة تتعلق بالموضوع الذي يكون هاماً وسديداً بالنسبة للمرؤوس ،والذي يريد المرؤوس ان يسمعه . ان الاختبار