قبل 4 سنوات وفي مثل هذا الوقت عندما ظهر التقييم السنوي للموظفين، كلمني أحد أصدقائي الذين يعملون معي في نفس المهنة ،وأخبرني أنه قد أعطوه تقييماً سيئاً جداً (تقييم M ) وذلك للسنة الثانية على التوالي !! ولأني أعرفه جيداً وأعرف إدارته السيئة القبيحة …فقد نصحته بأن يغادر وينتقل إلى أي قسم آخر بعيداًعن هذا المكان الموبوء،وقلت له : ( أنت تنفخ في قربة مخزوقة (مخرومة) تريد أن تصلح في مكان يمتلئ بالفاسدين،كأنك تريد أن تقيم الدين في مالطة !! هذه الإدارة لا تخاف الله ولن تتردد أن تفعل أي شيء ضدك،هذه المرة التقييم سيئ وفي المرة القادمة قد يلصقون بك تهمة تؤذيك للأبد !! أتمنى أن تتخذ قرارك بأسرع وقت من أجل مصلحة أبناءك) .
وعدني أنه سيحاول بكل جهده.وقدم فعلاً أوراقه للعمل في مكان آخر عبارة عن مختبر للأبحاث وتم قبوله بعد ستة أشهر،نصيحتي له قد أثمرت ولم تذهب هدراً ومرت سنة أخبرني بعدها يرسالة : ( صديقي بلال… كان معك حق …أنا الآن أعمل وحدي وعلى مكتبي ولي رئيس لا يحاول أن يستفزني أو يقلل من شأني والأفضل من هذا كله أنني تخلصت من التوتر الدائم الموجود في مكان عملي السابق).
بعد سنتين تمت ترقيته وأصبح وضعه فوق الريح،ومرت السنة الثالثة بسلام وأخيراً هذه السنة إلتقيت به في المستشفى بعد أن جاء لحضور ولادة طفلته الجديدة، سلم علي بحرارة وبادرني : (أنت الوحيد الذي نصحتني،حتى زملائي الذين معي في الماجستير خذلوني ولم أستفد منهم ).
ما أريد أن أقوله إن هذه الحكمة التي إستقيناها من أقوال الإمام الشافعي، موجودة دائماً في الحياة لأنها من السنن الكونية.
عندما يغلق الله بابا ًمن الأبواب فإنه يفتح غيره ،لكننا لا ننتبه للباب المفتوح أحياناً بسبب حزننا وتركيزنا على الباب المغلق .

نصيحتي لكم : ( لا تبكي كثيراً على اللبن المسكوب ،فلا يمكن أن يعود الوضع لما كان عليه من قبل، فكر في أبواب جديدة مفتوحة أو فرص أخرى