رتركَ رجلٌ زوجتهُ وأولادهُ مِن أجلِ وطنه قاصداً أرض معركة تدور رحاها علىَ أطراف البلاد
وبعد إنتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أُخبَرَ الرجل أن زوجتهُ مرضت بالجدري في غيابهِ
فتشوه وجهها كثيراً جرّاء ذلك ..
تلقى الرجل الخبرَ بصمتٍ وحزنٍ عميقينِ شديدينِ ...

وفي اليوم التالي شاهدهُ رفاقهُ مغمض العينين فرثوا لحالهِ وعلموا حينها أنهُ لم يعد يبصر
رافقوه إلى منزلهِ, وأكمل بعد ذلكَ حياتهُ مع زوجتهُ وأولادهُ بشكلٍ طبيعي .. وبعد ما يقاربَ
خمسةَ عشرَ سنةٍ توفيت زوجتهُ ... وحينها تفاجأ كلّ من حولهُ بأنهُ عادَ مبصراً بشكلٍ طبيعي ..
وأدركوا أنهُ أغمضَ عينيهِ طيلة تلكَ الفترة كي لا يجرح مشاعر زوجتِه عند رؤيتُه لها ....
تلكَ الإغماضة لم تكن من أجل الوقوفِ على صورةٍ جميلةٍ للزوجة ... وبالتالي تثبيتها في الذاكرةِ
والإتكاء عليها كلما لزمَ الأمر , لكنها من المحافظةِ على سلامة العلاقة الزوجية .
حتى لو كَلّفَ ذلك أن نعمي عيوننا لفترةٍ طويلة خاصة بعدَ نقصان عنصر الجمال المادي ذاكَ
المَعبر المفروض إلى الجمال الروحي .ربما تكونُ تلكَ القصة مِنَ النوادر أو حتىَ مِنْ محض الخَيال , لكنْ ...

الحكمة : نحتاج في أحيان كثيرة أن نغمض أعيننا عن من نحب في هفواتة وزلاتة وحتى في وضع لايوجد له حل من أجل سعادتنا وسعادة من نحب
ونكون ممن أغمضَ عينهُ قليلاً عنْ عيوبَ الآخرين وأخطائهم كي لا يجرح مشاعرهمْ ؟؟










القـرار الصحيـح

لو كان هناك مجموعتان من الأطفال يلعبون بالقرب من مسارين منفصلين لسكة الحديد.. أحدهما معطل والآخر لازال يعمل.. وكان هناك طفل واحد يلعب على المسار المعطل ومجموعة أخرى من الأطفال يلعبون على المسار الغير معطل وأنت تقف بجوار محول إتجاه القطار ورأيت الأطفال ورأيت القطار قادم وليس أمامك إلا ثواني وتقرر في أي مسار يمكنك أن توجه القطار فإما تترك القطار يسير كما هو مقرر له ويقتل مجموعة الأطفال أو تغير إتجاهه إلى المسار الآخر ويقتل طفل واحد
فأيهما تختار؟؟ ماهي النتائج التي سوف تنعكس على هذا القرار؟
******
دعنا نحلل هذا القرار
معظمنا يرى أنه الأفضل التضحية بطفل واحد خير من مجموعة أطفال، وهذا على أقل تقدير من الناحية العاطفية فهل ياترى هذا القرار صحيح؟؟
هل فكرنا أن الطفل الذي كان يلعب على المسار المعطل قد تعمّد اللعب هنا حتى يتجنب مخاطر القطار؟.. ومع ذلك يجب عليه أن يكون الضحية.. في مقابل أن الأطفال الآخرون الذين في سنّه وهم مستهترون وغير مبالون وأصروا على اللعب في المسار العامل، هذه الفكرة مسيطرة علينا في كل يوم في مجتمعاتنا في العمل
حتى في القرارات السياسية الديمقراطية أيضاً يضحى بمصالح الأقلية مقابل الأكثرية بغض النظرعن قرار الأغلبية حتى ولو كانت هذه الأغلبية غبية وغير صالحة والأقلية هي الصحيحة .
******
هنا نقول أن القرار الصحيح أنه ليس من العدل تغيير مسار القطار.. وذلك للأسباب التالية :

الأطفال الذين كان يلعبون في مسار القطار العامل يعرفون ذلك وسوف يهربون بمجرد سماعهم صوت القطار ، لو أنه تم تغيير مسار القطار فإن الطفل الذي كان يعمل في المسار المعطل سوف يموت بالتأكيد.. لأنه لن يتحرك من مكانه عندما يسمع صوت القطار لأنه يعتقد أنه سوف لن يمر القطار بالمسار المعطل كالعادة
من المحتمل أن المسار المعطل لم يترك هكذا إلا لأنه غير آمن وتغيير مسار القطار إلى هذا الاتجاه لن يقتل الطفل فقط بل سوف يؤدي بحياة الركاب إلى مخاطر.. فبدلا من إنقاذ حياة مجموعة من الأطفال فقد يتحول الأمر قتل مئات من الركاب .
******
مع علمنا أن حياتنا مليئة بالقرارات الصعبة التي يجب أن نتخذها لكننا قد لاندرك أن القرار المتسرع عادة مايكون غير صائب


الحكمة : تذكر دائماً أن الصحيح ليس دائماً شائع وأن الشائع ليس صحيح دائماً . إبعاد العواطف عن القرارات المصيرية والحاسمة غالباً ماينجيك من عواقب وخيمة أنت في غنى عن أن تعيشها .















تصرف صغير في نظرك قد تكون أثارة وخيمة جداً

منذ سنوات ، انتقل إمام إحدى المساجد إلى مدينة لندن- بريطانيا، و كان يركب الباص دائماً من منزله إلى البلد. بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص
بنفس السائق. وذات مرة دفع أجرة الباص و جلس، فاكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادة عن
المفترض من الأجرة. فكر الإمام وقال لنفسه أن عليه إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقه. ثم فكر
مرة أخرى وقال في نفسه: "إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل ، و لن يهتم به أحد .كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ، إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت. توقف الباص عند المحطة التي يريدها الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من الباب ، توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: تفضل، أعطيتني أكثر
مما أستحق من المال!!! فأخذها السائق وابتسم وسأله: "ألست الإمام الجديد في هذه المنطقة؟ إني أفكر
منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على دينكم، ولقد أ عطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك، وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة
الموقف!!! فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه،و نظر إلى السماء و دعا باكيا:
يا الله ، كنت سأبيع ديني بعشرين بنساً!!! وبعد
تذكروا إخوتي وأخواتي ، فنحن قد لا نرى أبداً ردود فعل البشر تجاه تصرفاتنا ..
فأحياناً ما نكون القرآن الوحيد الذي سيقرؤه الناس .. أو الدين الوحيد الذي سيراه غيرنا من الناس ..



لذا يجب أن يكون كلٌ مِنَّا مثَلاً وقدوة للآخرين ولنكن دائماً صادقين ، أمناء لأننا قد لا نُدرك أبداً من يراقب تصرفاتنا ،ويحكم علينا .





الحكمة : راجع قراراتك بحكمة قبل تنفيذها ربما تتصرف تصرفاً صغيراً في نظرك تكون أثاره وخيمة جداً عليك وعلى من تتعامل معه.







اذا كنت لا تقرأ إلا ما يعجبك فقط .. فإنك لن تتعلم أبداً

من التقاليد في الجامعات الاجنبيه أن خريجيها يعودون اليها بين الحين والآخر
في لقاءات لم شمل ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض من نجح وظيفيا ومن تزوج ومن أنجب.... الخ وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز
بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة وبعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية
ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي وبعد عبارات التحية والمجاملة
طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر
^"^"^"^"^"^ "^"
وغاب الأستاذ عنهم قليلا ثم عاد يحمل أبريقا كبيرا من القهوة، ومعه أكواب من كل شكل ولون أكواب صينية فاخرة أكواب ميلامين أكواب زجاج عادي أكواب بلاستيك وأكواب كريستال
فبعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي كانت باهظة الثمن بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت
"^"^"^"^"^"^ "^"
: قال الأستاذ لطلابه تفضلوا ، و ليصب كل واحد منكم لنفسه القهوة وعندما بات كل واحد
من الخريجين ممسكا بكوب تكلم الأستاذ مجددا هل لاحظتم ان الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية ؟؟؟ ومن الطبيعي ان يتطلع الواحد منكم الى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر ما كنتم بحاجة اليه فعلا هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة و بعد ذلك لاحظت أن كل واحد منكم كان مراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين
"^"^"^"^"^"^ "^"
فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة والمال والمكانة الاجتماعية هي الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات تحوي الحياة ونوعية الحياة (القهوة) تبقى نفسها لا تتغير و عندما نركز فقط على الكوب فإننا نضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة وبالتالي أنصحكم بعدم الاهتمام بالأكواب والفناجين وبدل ذلك أنصحكم بالاستمتاع بالقهوة
"^"^"^"^"^"^ "^"
في الحقيقة هذه آفة يعاني منها الكثيرون فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه
مهما بلغ من نجاح لأنه يراقب دائما ما عند الآخرين يتزوج بامرأة جميلة ولكنه يظل معتقدا أن غيره تزوج بنساء أفضل من زوجته يجلس مع مجموعة في المطعم ويطلب لنفسه نوعا معينا من الطعام وبدلا من الاستمتاع بما طلبه فإنه يظل مراقباً ل##### الآخرين ويقول : ليتني طلبت ما طلبوه
((هل أعلمه الأدب أم أتعلم منه قلة الأدب))

في كل صباح يقف عند كشكه الصغير ليلقي عليه تحية الصباح ويأخذ صحيفته
المفضلة ويدفع ثمنها وينطلق ولكنه لا يحظى إطلاقا برد من البائع على تلك
التحية، وفي كل صباح أيضا يقف بجواره شخص آخر يأخذ صحيفته المفضلة ويدفع
ثمنها ولكن صاحبنا لا يسمع صوتا لذلك الرجل، وتكررت اللقاءات أمام الكشك
بين الشخصين كل يأخذ صحيفته ويمضي في طريقه، وظن صاحبنا أن الشخص الآخر
أبكم لا يتكلم.

إلى أن جاء اليوم الذي وجد ذلك الأبكم يربت على كتفه وإذا به يتكلم
متسائلا: لماذا تلقي التحية على صاحب الكشك؟ فلقد تابعتك طوال الأسابيع
الماضية وكنت في معظم الأيام ألتقي بك وأنت تشتري صحيفتك اليومية.

فقال الرجل وما الغضاضة في أن ألقي عليه التحية؟
فقال: وهل سمعت منه ردا طوال تلك الفترة؟
فقال صاحبنا: لا ، قال: إذا لم تلقي التحية على رجل لا يردها؟
فسأله صاحبنا وما السبب في أنه لا يرد التحية برأيك؟
فقال : أعتقد أنه وبلا شك رجل قليل الأدب، وهو لا يستحق أساسا أن تُلقى
عليه التحية.
فقال صاحبنا: إذن هو برأيك قليل الأدب؟
قال: نعم.

قال صاحبنا: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب؟

فسكت الرجل لهول الصدمة ورد بعد طول تأمل: ولكنه قليل الأدب وعليه أن يرد التحية.
فأعاد صاحبنا سؤاله: هل تريدني أن أتعلم منه قلة الأدب أم أعلمه الأدب.

ثم عقب قائلا: يا سيدي أيا كان الدافع الذي يكمن وراء عدم رده لتحيتنا
فإن ما يجب أن نؤمن به أن خيوطنا يجب أن تبقى بأيدينا لا أن نسلمها
لغيرنا، ولو صرت مثله لا ألقي التحية على من ألقاه لتمكن هو مني وعلمني
سلوكه الذي تسميه قلة أدب وسيكون صاحب السلوك الخاطئ هو الأقوى وهو
المسيطر وستنتشر بين الناس أمثال هذه الأنماط من السلوك الخاطئ، ولكن حين
أحافظ على مبدئي في إلقاء التحية على من ألقاه أكون قد حافظت على ما أؤمن
به، وعاجلا أم آجلا سيتعلم سلوك حسن الخلق.

ثم أردف قائلا: ألست معي بأن السلوك الخاطئ يشبه أحيانا السم أو النار
فإن ألقينا على السم سما زاد أذاه وإن زدنا النار نارا أو حطبا زدناها
اشتعالا، صدقني يا أخي أن القوة تكمن في الحفاظ على استقلال كل منا، ونحن
حين نصبح متأثرين بسلوك أمثاله نكون قد سمحنا لسمهم أو لخطئهم أو لقلة
أدبهم كما سميتها أن تؤثر فينا وسيعلموننا ما نكرهه فيهم وسيصبح سلوكهم
نمطا مميزا لسلوكنا وسيكونون هم المنتصرين في حلبة الصراع اليومي بين
الصواب والخطأ.

ولمعرفة الصواب تأمل معي جواب النبي عليه الصلاة والسلام على ملك الجبال
حين سأله: يا محمد أتريد أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا إني أطمع أن
يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون.

لم تنجح كل سبل الإساءة من قومه عليه الصلاة والسلام أن تعدل سلوكه من
الصواب إلى الخطأ مع أنه بشر يتألم كما يتألم البشر ويحزن ويتضايق إذا
أهين كما يتضايق البشر ولكن ما يميزه عن بقية البشر هذه المساحة الواسعة
من التسامح التي تملكها نفسه، وهذا الإصرار الهائل على الاحتفاظ بالصواب
مهما كان سلوك الناس المقابلين سيئا أو شنيعا أو مجحفا أو جاهلا، ويبقى
السؤال قائما حين نقابل أناسا قليلي الأدب هل نتعلم منهم قلة أدبهم أم
نعلمهم الأدب؟






سائق أينشتاين

هذه حكاية طريفة عن العالم ألبرت أينشتاين صاحب النظرية النسبية فقد سئم الرجل تقديم المحاضرات بعد أن تكاثرت عليه الدعوات من الجامعات والجمعيات العلمية، وذات يوم وبينما كان في طريقه إلى محاضرة، قال له سائق سيارته: أعلم يا سيدي أنك مللت تقديم المحاضرات وتلقي الأسئلة، فما قولك في أن أنوب عنك في محاضرة اليوم خاصة أن شعري منكوش ومنتف مثل شعرك وبيني وبينك شبه ليس بالقليل، ولأنني استمعت إلى العشرات من محاضراتك فإن لدي فكرة لا بأس بها عن النظرية النسبية، فأعجب أينشتاين بالفكرة وتبادلا الملابس، فوصلا إلى قاعة المحاضرة حيث وقف السائق على المنصة وجلس العالم العبقري الذي كان يرتدي زى السائق في الصفوف الخلفية، وسارت المحاضرة على ما يرام إلى أن وقف بروفيسور متنطع وطرح سؤالا من الوزن الثقيل وهو يحس بأنه سيحرج به أينشتاين، هنا ابتسم السائق المخادع وقال للبروفيسور: سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلف سائقي الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالرد عليه ... وبالطبع فقد قدم 'السائق' ردا جعل البروفيسور يتضاءل خجلا!.

Ûالحكمة: تذكر دائماً أنه مهما كنت ذكياً وفطناً فإنه يوجد من هو أقل منك شأناً وأكثر دهاء .

جلس رجل أعمال أمريكي في أواخر عمره أمام بيته الشتوي الخاص على أحد أنهار المكسيك ..

جلس وكأنه في الجنة .. يستمتع بالمناظر الخلابة والجو الصافي النقي البديع ...

ولفت نظره اقتراب صياد مكسيكي بسيط من الشاطيء ..

فنظر رجل الأعمال الأمريكي إلى حال ذلك الصياد البسيط ..

فوجد مركب صيده غاية في البساطة .. وكذلك الأدوات التي يستعملها .. ورأى بجانبه كمية من السمك

قام الصياد باصطيادها بالفعل ....

فناداه الرجل ليشتري منه بعض السمك ... وليتحدث إليه ..

جاء الصياد البسيط إلى رجل الأعمال .. فاشترى منه بعض السمك .. ثم سأله :

ماذا تحتاج من الوقت لاصطياد مثل هذه الكمية من السمك ؟..

قال الصياد البسيط : ليس كثير الوقت يا سنيور ..

فسأله ثانية : فلماذا لا تقضي وقتا أطول إذا ً في الصيد .. فتكسب أكثر من ذلك ؟!!..

فرد الصياد البسيط : ما أصطاده يكفي حاجتي وحاجات أسرتي بالفعل سنيور !!...

فسأله رجل الأعمال الأمريكي : ولكن ماذا تفعل في بقية وقتك ؟؟؟...

فرد الصياد البسيط : أنا أنام بما يكفيني من الوقت .. وأصطاد لقليل من الوقت ..

وألعب مع أطفالي ... وأنام القيلولة مع زوجتي بالنهار أيضا .. وأقضي معها بعض الوقت ..

وفي الليل أتجول مع أصدقائي في القرية ونجلس معا ونتسامر فترة من الليل ...

فأنا حياتي مليئة بغير العمل .. سنيور ...

هز رجل الأعمال الأمريكي العجوز رأسه في سخرية من كلام الصياد المكسيكي البسيط ..

ثم قال له : سوف أسدي لك نصيحة غالية صديقي ... فأنا رجل أعمال أمريكي مخضرم ...

أولا : يجب أن تتفرغ أكثر للصيد .. حتى تزداد كمية ما تصطاده ..

ثانيا : بعد فترة من الزمن .. ومع تقدمك المادي تشتري مركبا أكبر وأحدث من هذا القارب الصغير ...

ثالثا : يمكنك بعد ذلك بفترة ومع ازدياد أرباحك أن تشتري عدة قوارب كبيرة للصيد ..

رابعا : ستجد نفسك في النهاية وبعد فترة من الزمن صاحب أسطول بحري كبير للصيد ....

وبدلا من قضاء الوقت والجهد في بيع السمك مباشرة للناس .. سترتاح ببيعك فقط للموزعين ..

وأخيرا : وبعد كل هذا النجاح ستستطيع وبكل سهولة أن تنشأ مصانع التعليب الخاصة بك .. والتي

يمكنك بها التحكم في إنتاجك من الأسماك وكميات التوزيع أيضا !!!...

وتنتقل بهذا النجاح من قرية الصيد الصغيرة هذه التي تعيش فيها .. وتنتقل إلى العاصمة ( مكسيكو

سيتي ) ... ومنها لأمريكا ..... وهكذا .. فتصبح مليونيرا كبيرا يشار إليه بالبنان !!!!!...

أرأيت يا صديقي المسكين كيف يكون التفكير الصواب ؟!!!..

سكت الصياد قليلا ثم سأل رجل الأعمال الأمريكي العجوز :

ولكن سنيور ... ماذا يتطلب كل هذا النجاح من وقت ؟؟؟؟..

ضحك رجل الأعمال وقال : من 15 إلى 20 عاما فقط !!!!!... أتصدق هذا ....

فقال الصياد : وماذا بعد ذلك سنيور ؟!!!...

فضحك رجل الأعمال وقال : هنا نأتي لأفضل ما في الموضوع ....

عندما يحين الوقت المناسب والذي تختاره ... تقوم ببيع جميع شركتك .. وجميع أسهمك .. وتصبح بعدها :

من أغنى أغنياء العالم !!!!...

سوف تملك ملاييين الدولارات أيها الرجل !!!!!!...

نظر الصياد البسيط إلى الرجل .. ثم سأله : وماذا بعد الملايين سنيور ؟!!!!..

قال الرجل العجوز في فرح :

تستقيل بالطبع .. وتستمتع ما بقي لك من العمر ....

تشتري شاليه صغير .. في قرية صيد صغيرة .. تستمتع فيه مع زوجتك وأبناءك ... تنام بالنهار القيلولة

مع زوجتك .. وتقضي معها بعض الوقت .. تلعب مع أبناءك .. تخرج ليلا تتسامر مع أصدقائك .. وفوق

كل ذلك تستطيع النوم لفترات أطول وأجمل !!!!!...

فقال الصياد المكسيكي البسيط في دهشة :

هل تعني أن أقضي 20 عاما من عمري في التعب والإرهاق والعمل المتواصل .. والحرمان من زوجتي

وأبنائي والاستمتاع بصحتي .. لأصل في النهاية إلى ( ما أنا عليه أصلا ) .....

... شكرا سنيور !!!!!!!!!!!! ...

------------ --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------- --------

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه و اله وسلم :

' من أصبح منكم :

آمنا في سربه ... ( أي نعمة الأمن والأمان ) ..

معافى في جسده ... ( أي نعمة الصحة والعافية ) ..

عنده قوت يومه ... ( أي نعمة الكفاية والكفاف وعدم الحاجة ) ..

فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ' .. ( أي بكل ما فيها ) ..