ليس الأمر معقداً كي تُثير خيالك للتفكير بطريقة إبداعية، فكلّ ما تحتاجه هو بعض الأدوات لصناعة التغيير الذي سيقلب حياتك رأساً على عقب، بينما يسأل الغالبية العظمى من الناس “كيف تحدث الأشياء؟” يسأل المبدعون “ولما لا؟!”.
التفكير عملية هامة ونتائجه تعكس الطريقة التي نعيش فيها على الأرض، فإذا تعلمنا أن نُفكر في الأشياء التي نريدها وركزنا عليها بما يكفي، انعكس ذلك على النتائج التي نرغب بها لأنفسنا، والعكس صحيح، فنوعية التفكير تعني نوعية حياتنا.
يُدهشني كثيراً الأشخاص المبدعون فعلاً، فهم يصنعون عالماً من البهجة والسعادة في أغلب الأحيان بما يقومون به لأجل البشرية جمعاء، يتطلعون لترك بصماتهم في الحياة، وتأثيرهم في التغيير الإيجابي، بالطبع لا يُبالون كثيراً بالإنتقادات الغير مُجدية بالنسبة لهم، والتي من شأنها تثبيط عزائمهم، وهناك نماذج رائعة لمثل هؤلاء المبدعون مثل ابراهيم الفقي، ستيف جوبز، وبيل جيتس.
هؤلاء الأشخاص مبدعون في استخدام قدراتهم العقلية لجعل العالم من حولهم أفضل، فكلُّ ما يقومون به هو مزيد من التفكير في الطريقة الأفضل التي يمكن أن تُوصلهم لما يُريدونه في حياتهم، فمعرفتهم لقدرات الدماغ تجعلهم أكثر شغفاً لتسخيره لصالحهم، كما أنهم يُعززون ما يفكرون به بتخيّلهم مراراً وتكراراً للصورة التي يرغبون بها.
وهذه المعرفة تجعلنا نُدرك بأنّ عجائب هذا الدماغ لا تنتهي، فإذا زوّدته بالمعلومات في كلِّ ثانية لمدة 60 عاماً فإنك لا تصل إلى نصف المساحة التي يمكنك تخرينها فيه، ومن عجائب دماغك أنه يحتوي على مائة بليون خلية عصبية، وكل خلية من هذه الخلايا مرتبطة بخلايا لا حصر لها، عالم لا يمكنك أن تُحيط به من الروعة وجمال الصنع من الخالق العظيم، لكنك إذا ما بذلت بعض الجهد فستجد فرقاً واضحاً في الصورة التي تُصبح عليها حياتك.
أمام كلِّ هذا الإبداع الخلاق لقطعة اللحم الصغيرة في رؤوسنا، والتي لا تتجاوز الكيلوجرامين، كان من الإنصاف لنا أولاً ألا نُضيّع هذه القدرات الكامنة فيه، ونحاول أن نُفكر بطريقة إبداعية تعود علينا وعلى عالمنا الجذاب بكثير من الخير والسعادة والرضا.
كل منا يتطلع ليكون الأفضل فيما يقوم به، وأن يمتلك المعرفة الجيدة والتفكير الإبداعي، لقد أصبح هذا النوع من التفكير الإبداعي حيوياً في عالمنا الحاضر، في عالم يكبر بسرعة كبيرة وتتناثر أشياء من حولنا بصورة مهولة بدون أن نُدرك من أين أتت ومن ابتكرها، كما أنه لن يُعيرك أحدٌ اهتمامه إذا كنت تسلك الطريق المعتاد، فالجميع يبحث عن شيء جديد، وهنا أود أن أقدم لك بعض الخطوات البسيطة التي تملك القدرة والسيطرة عليها، ومن الممكن أن تُساعدك على التفكير الإبداعي :
1- اكتب في أوراق صغيرة
خطوة هامة في تحفيز تفكيرك الإبداعي لإنجاز الأعمال، وهي أن تكتب ما تريده على ورقة صغيرة وتضعها أمامك، ومن ثمّ تلتزم بتنفيذها، ستجد هذا النوع من النوت الصغيرة في المكتبات باسم “sticky notes”، لن تنسى ما عليك إنجازه، ولن يغيب عن ناظريك، سيُحفزك ذلك على تحسين طريقة التفكير في إنجاز أعمالك.
2- خطط لحياتك
التخطيط ليس ترفاً ذهنياً كما أنه ليس مضيعة للوقت، وطالما أنك تُفكر فلا تُفكر بطريقة روتينية عند وضع خطتك لأنها ستظهر عديمة الفائدة وعقيمة، ولن تتجاوز الحبر الذي كتبته، حاول أن تشعل حماسك في الإستمتاع برسم خطة كلوحة فنية تعلقها في مكان تراه كلَّ يوم.
3- استمتع بما تقوم به
إذا لم تستمتع بما تقوم به فلن تُفكر بطريقة مختلفة، سيبدو الأمر وكأنّ عليك القيام بالعمل وإنجازه بأيّ طريقة ولا يهم الجودة، وهذا لن يجعلك تبذل جهداً ولو بسيطاً في ابتكار طرق للتنفيذ، تذكر أنّ استمتاعك يعني تحفيزك لزياة الإندورفين الذي يعمل على تحسّن المزاج والشعور بالسعادة والسرور.
4- لا تفقد الأمل
تذكر بأنّ الماضي لا يعني المستقبل، لا تحكم على طريقة تفكيرك بالفشل، فلن تُساعدك هذه الطريقة على ابتكار أسلوب أو عادات جديدة للنجاح، فنحن جميعاً مُعرضون لهذا الفشل، بل تأكد بأنّ ما هو قادم سيكون أكثر نجاحاً، تمسك بحقك بالأفضل.
5- تطوّع ببعض الأعمال
تقديم يد المساعدة للآخرين يُلهب روحك لبذل المزيد منه، وهذا سيعود عليك بالمثل، لا تنظر أبداً للمقابل المادي فقط، بل اجعل ذلك متعتك الحقيقية، كن أكثر شخص إيجابي عرفته في حياتك.
6- اضحك
في الغرب هناك أندية للضحك – وهذه من السخرية – لمحاولة مساعدة الآخرين على خلق عادات جديدة وأسلوب مختلف، فلم يعدّ الضحك أو التبسم شيئاً يمكن تذكره في عالم يتطاحن في الجميع، ولسوء الحظ فعالمنا العربي يقع أيضاً في مثل هذه الدائرة، فمشاكل الحياة اليومية أصبحت عبئاً كبيراً وقلقاً لا يتوقف عن توتيرنا في كلِّ يوم عشرات المرات، فلم نعدّ نهتم بالتوقف قليلاً لنُعيد التفكير، لذلك أود أن أنصحك بالتبسم كلَّ يوم حتى لو لم يكن هناك ما يدعو لذلك، ضع صورة وجه باسم على المرآة مثلاً، أو أدعوك لمصاحبة الأطفال دون سن الخامسة.
7- اكتب مقالاً
استمتع بقدراتك في أن تخطّ مقالاً وترسله لأحد المدونات، أو لأصدقائك ومعارفك، تحدث بما يدور في داخلك، واخلق أجواء الإستمتاع بالحياة، اكتب حتى لو لم يكن من عادتك فعل ذلك، ستشعر بمتعة التجربة، وربما تُغيّر حياتك.
8- أخرج أفضل ما لديك
بالطبع هناك فرق بين أن تفعل ما هو مطلوب منك، وبين أن تفعل أفضل ما لديك، ربما لن تشعر في الأولى بالمتعة الجارفة فأنت تقوم بما هو مطلوب، وستكون تحت ضغط العمل، بينما في الثانية ستجعلك أكثر حماساً واهتماماً لإنجازه بأفضل طريقة ممكنة.
9- لا تُضيّع الفرص
في الحقيقة الفرص لا تضيع، إذا لم تقتنصها سيأتي آخرون بدلاً منك للإستفادة منها، كما يعني إضاعتك للفرص بعدم إهتمامك بالأشياء التي تُلاحقها في حياتك، لا تقف موقف المتفرج تجاه الشخص الذي تريد أن تكون عليه في الحياة.
في النهاية، لا شك أن لديك بعض الأفكار لتحفيز التفكير الإبداعي يمكنك مشاركتها معنا.
نحن بانتظارك.
رد مع اقتباس
