نشرت مجلة "فوربز"، وهي من أشهر مجلات الأعمال العالمية قائمة بأكثر مفكري الإدارة تأثيرًا في عام 2009، ولم يكن مستغربًا أن يكون من بينهم ستة هنود مما يعني أن 12% من أكبر أساطين إدارة الأعمال هنود، وبهذا احتلت الهند المرتبة الثانية بعد أمريكا في عدد الخبراء العظماء. جاءت بريطانيا في المرتبة الثالثة بأربعة خبراء، ولم تحظَ بقية دول العالم بأكثر من أربعة آخرين.
جاء على رأس القائمة العالمية الدكتور "براهالاد" مؤلف كتاب "التنافس على المستقبل" (عدد خلاصات رقم 48 – شهر ديسمبر 1994) وهو صاحب نظرية "الكفاءات المحورية"، وأستاذ الإدارة في جامعة "ميتشجان". أما الهنود الخمسة الآخرون فهم: "راتان تاتا" رئيس الشركة التي تحمل اسمه، و "راما تشاران" مؤلف كتاب "التنفيذ" (عدد خلاصات رقم 233 – شهر سبتمبر 2002)، و "كريس جوجل كريشنان" رئيس شركة "إنفوسيس" ثاني أكبر شركة برمجيات في العالم، ثم "فيجاي جوفنداراجان" استشاري شركة "جنرال إلكتريك"، وأخيرًا "راكيش كورانا" الأستاذ في جامعة "هارفارد".
فما هو سبب تألق الهنود يا ترى؟! وما الذي جعل منظمة "تد" العالمية تنظم مؤتمرها الأول في آسيا في رحاب شركة "إنفوسيس" في "بنجالور" الهندية؟!
خلال دراستي في جامعة "ويسكونسن"، لاحظت أن الطلبة الهنود كانوا الأكثر مثابرة واجتهادًا، فلم يكونوا يحصلون على أعلى الدرجات فحسب، بل كانوا أيضًا يحصلون على منح دراسية في الغالب، ويعلمون في الجامعة وهم يدرسون، فهم شعب مكافح ومنافس، فضلاً عن ذكائهم الأكاديمي الواضح.
يواكب الشعب الهندي أيضًا النهوض الاقتصادي والعلمي الآسيوي، ويلاحقون الصين حينًا ويسبقونها أحيانًا. في هذا العام تحديدًا، وصل معدل النمو في الهند إلى 8.9%، فتفوقوا على الصين رغم الأزمة الاقتصادية العالمية، فهم ينافسون الصين في العدد والعتاد والاستعداد، ويتفوقون عليها بالتنوع العرقي والثقافي، وبالشفافية والديمقراطية أيضًا، وربما كانت الديمقراطية هي السبب الرئيس والمباشر لتفوق الهند.
الهنود أيضًا أكثر انفتاحًا من الصينيين واليابانيين على العالم، وذلك لأسباب تاريخية يأتي على رأسها الاستعمار الإنجليزي، واللغة الإنجليزية التي يتعلمونها منذ الصغر، بالإضافة إلى نظام التعليم المتطور. فما زلت أذكر أنني اكتشفت في أثناء دراستي في جامعة "القاهرة" أن أفضل تصنيف للكتب في العالم وضعه عالم هندي في منتصف القرن الماضي يُدعى "رانجاناثان".
ويدَّعي الهنود – وربما كان هذا صحيحًا – أنهم أول من استخدموا الصفر في الحساب، وأول من استخدموا الحروف في الكتابة، حتى أن العرب يستخدمون الأرقام الهندية، في حين يستخدم العالم كله الأرقام العربية، والتي نسميها نحن العرب – خطأ – أرقامًا إنجليزية.
وربما تعرفون أن "فريد زكريا" محرر مجلة "نيوزويك"، ومقدم أشهر برنامج سياسي هذه الأيام على شبكة "سي إن إن" هندي مسلم، وهو مؤلف كتاب "عالم ما بعد أمريكا" الذي كتب فيه: "على مدى الأعوام الاثنى عشر الماضية لمنتدى "ديفوس" الاقتصادي، لم تهيمن دولة على المناقشات مثلما فعلت الهند في عام 2006! فالعالم يخطب ود الهند كما لم يحدث من قبل، ورجال الأعمال الأجانب يتدفقون عليها من كل حدب وصوب.
تزخر الهند الآن بحيوية وحماس ووفرة تحتاج إلى تأمل عميق. وكان لهذه الوفرة تأثيرها في "ديفوس"؛ فعندما نزلنا من الطائرة في "زيوريخ"، رأينا لافتات تتغنى بجمال "الهند العجيب"! وكانت "ديفوس" مزينة بلافتات تصف الهند بأنها دولة "ديمقراطية وسوق حرة تتمتع بأسرع معدل نمو في العالم."
وعندما تدخل غرفتك في الفندق، تجد شالاً من "الباشمينا"، وجهاز "آي بود" مليء بأغاني "بوليوود"، هدية من الوفد الهندي. وفي غرف الاجتماعات، تسمع صوت أحد رؤساء الشركات الهندية العالمية الذين حضروا المنتدى، وترى رئيس المنتدى "كلاوس شواب" مرتديًا عمامة هندية ملونة، وشالاً هنديًا، ويتناول دجاج "تكا"."
في الذكرى الـ60 لاستقلال الهند، أقيم العديد من الحفلات الصاخبة المبهرة، والمهرجانات الراقصة، والمنتديات التي تحتفل بنجاح الهند الثقافي والسياسي والاقتصادي. بالطبع، ما كانت هذه الاحتفالات لتتم لولا تمتع الهند خلال الخمسة عشر عامًا الماضية بثاني أكبر معدل نمو في العالم، ويبدو أن الهنود عازمون على مواصلة هذا النمو الضخم، كما أن عدد سكانها الهائل يعني أنها ما أن تتململ حتى تلقي بظلال كثيفة على العالم.
ولكن هذا ليس كل شيء؛ فلكي ندرك سبب الصعود الحضاري للهند، ربما علينا أن نقرأ كتاب الدكتور "شاشي ثارور" وعنوانه: "الفيل والنمر والهاتف الجوال: تأملات في التجربة الهندية." ولكن هناك سرًا أسطوريًا عميقًا يظلل الهند، وهو سر ثقافي وتاريخي يصعب الكشف عن كل كنوزه، ولكن بعض مؤشراته تقول: "إن سر صعود الهند القادم، هو نفسه سر تراجع وربما سقوط الاقتصاد والرمز الأمريكي القادم."
نسيم الصمادي [مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]
الهنود قادمون!
نشرت مجلة "فوربز"، وهي من أشهر مجلات الأعمال العالمية قائمة بأكثر مفكري الإدارة تأثيرًا في عام 2009، ولم يكن مستغربًا أن يكون من بينهم ستة هنود مما يعني أن 12% من أكبر... (مشاركات: 2)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. وبعد:-
قد تتعجبون من الموضوع.. ولكنه الحقيقة.. كما جاء في إستطلاع للرأي حيث أظهر أن العالم أكثر سعادة اليوم عما كان عليه قبل (5) سنوات، ويبدو أن... (مشاركات: 2)
أول دورة تدريبية متخصصة تستهدف شرح أنظمة المشتريات الحديثة بالمستشفيات وأسس تحديد أنظمة الشراء الملائمة للمستشفيات والمبادئ العامة لادارة عقود المشتريات.
صممت تلك الدورة لإعداد موظفي خدمة العملاء المحترفين. فأياً كانت خبراتك السابقة أو مؤهلك العلمي فأنت مدعو للالتحاق بهذه الدورة الشاملة التي تساعدك على النجاح والتميز في وظائف خدمة العملاء. حيث ستتمكن من ممارسة المهارات التي يحتاجها موظف خدمة العملاء في تدريب عملي ممتع.
برنامج يتناول فهم طبيعة وأهمية سلاسل التوريد المبردة ومكونات سلاسل الإمداد المبردة ومناولة وتوزيع المواد والأصناف المختلفة في سلاسل الامداد المبردة والموارد والمعدات المستخدمة في سلسلة الإمداد المبردة والإتجاهات الحديثة في ادارة سلسلة التوريد الباردة
كورس تدريبي متطور في التخطيط الاستراتيجي باستخدام بطاقة الاداء المتوازن والخرائط الاستراتيجية، وهي نظام قياس أداء يهدف إلى تمكين المؤسسة من تقييم الأداء على نحو متكامل
يؤهلك دبلوم التصميم الداخلي والديكور لفهم مبادئ التصميم، ومعرفة تطبيق متطلبات العميل بناء على دراسة احتياجاته وفهم ثقافته وذوقه الشخصي، كما ستتعلم طرق استغلال المساحات والاستخدام المدروس للألوان والمواد الخام والإضاءة، وكيفية ترتيب المفروشات وقطع الأثاث بالشكل المناسب. ويتم التصميم أثناء التدريب باستخدام اسكتشات الرسم وذلك بهدف تمكين المتدربين من تعزيز مهاراتهم في الرسم يدويا، ويتضمن البرنامج كذلك تنفيذ مشروع تصميم داخلي لفيلا كاملة باستخدام برنامج الاوتوكاد.