قدم الكاتب جيفري فوكس كتابا رائعا بعنوان (كيف تصبح مديرا عاما- قواعد الوصول إلى أعلى مركز في أي منظمة أو شركة) وسرعان ما أصبح الكتاب الأكثر رواجا في أميركا، وبالرغم أنه مقدم إلى المديرين التنفيذيين ويهدف من خلال النصائح التي تضمنها إلى التقدم في العمل، إلا أنه في الوقت نفسه مفيد للأشخاص الخالين من الطموحات الكبيرة نظرا للأفكار الجريئة التي يطرحها حتى على مستوى الحياة اليومية.
والقاعدة الأولى التي يقدمها الكتاب هي القبول دائما بالوظيفة التي تقدم لك مالا أكثر، وذلك لأسباب الوجيهة التالية: على مقدار الراتب ستكون المكافآت والزيادات، وكلما كان الراتب مرتفعا كلما كان المركز أفضل في المؤسسة، وكلما ارتفع الراتب كلما زادت المسؤولية، ومن ثمّ زادت الفرصة لتبرهن على كفاءتك، وكلما كان الراتب مرتفعا كلما زادت الفرصة لنقلك إلى مركز أهم. أي أن المال هو المعيار في عالم الأعمال، وكلما جنيت منه أكثر تركت انطباعا أفضل عن عملك.
وأما القاعدة الذهبية الثانية فهي تجنب الأعمال المساعدة والسعي وراء الأعمال المحددة والمتخصصة مثل المبيعات، أو التسويق، أو مديرا عاما، أو كبير العمال، ولا تكن في الأعمال المساعدة كالمحامين والباحثين والعلماء.
فالمؤسسات تعتمد حقا على الذين يعملون على الأرض، أي في حقل المبيعات، وليس على الإداريين كالمحامين والباحثين والعلماء.
القاعدة الثالثة هي أن لا تتوقع أن يخطط لك قسم شؤون الموظفين مهنتك، فالفرد هو وحده المسؤول عن نجاحه حسب عمله وجدارته وطموحه، فاعرف أولا ما تريد بالتحديد، ثم ركز عليه باستعمال الأساليب التي تعلمت أنها موصلة إليه.
القاعدة الرابعة هي أن تحصل على الزبائن وتتعلم كيف تحافظ عليهم، فالزبائن هم شريان الحياة لأي مؤسسة أو شركة، ومما يؤسف أن يكون عدد المهيئين للتعامل مع العملاء قليل جدا.
إن التعامل مع الزبائن أمر صعب فعلا، ففي كثير من الأحيان يرفض الزبائن مقابلة البائعين، ولذا عليك أن تنظم برنامجا لتعليم فن البيع.
كما أن الأعمال الإدارية أسهل بكثير لأنها غير شخصية وأكثر أمنا من التعامل مع أناس قد يعارضونك الرأي. ولكن هذا غير مبرر لترك التعامل مع الزبائن، بل اعلم أنهم هم مصدر أفكارك، فبمعرفتك زبونك تكون قد عرفت مستقبل عملك.
والقاعدة الخامسة هي أن تحافظ على لياقتك البدنية، فكما أن عقلك يكسبك المال، فإن جسدك هو الذي يحوي عقلك، علاوة على أن الجسد الخفيف الصحيح يكسب حياتك إيقاعا مشجعا على مواصلة النجاحات.
القاعدة السادسة هي العمل على مشروع صعب منفرداً، فالتدريب على القيام بالمهام الصعبة بانفرادك يكسبك قوة على القيام بكافة الأعمال.
القاعدة السابعة: لا تكتب أبدا مذكرة رديئة، فلن يفيدك أن تكتب مذكرة سيئة في شخص ما، فكل ما ستجنيه هو الحقد والضغينة، وعالم الأعمال ضيق جدا وكالشبكة المتواصلة الخيوط، فإن قدمت مذكرة سيئة في شخص ما فإن ذلك لن يصلحه، بل ستجني من وراء هذا الإجراء عداوة هذا الشخص الذي كتبت فيه المذكرة، ولا تدري متى وأين يظهر لك في مصلحة ما.
والقاعدة الثامنة: فكر ساعة واحدة كل يوم، وخذ من وقتك ساعة في كل يوم تأمل فيها أهدافك وخطط لما تقوم به عمليا، واصحب في أثناء ذلك مذكرة تدون فيها ما يطرأ لك من أفكار. القاعدة التاسعة: استعمل دائما دفتر مذكرات تدون عليه أفكارك الخاصة واجعل هذا الدفتر مرجعا أسبوعيا أو شهريا لك.
أما القاعدة العاشرة فهي: لا تسهر مع الأصدقاء أو طاقم العمل، فهو مضيعة للوقت والمال، بل الأحرى بك أن تسهر مع زوجتك أو صديقك.
القاعدة الحادية عشرة: لا تدخن، فالتدخين مضيعة للوقت والمال والصحة.
والقاعدة الثانية عشرة: تجنب جميع حفلات المكتب فهي ليست حفلات اجتماعية ممتعة، بل حفلات عملية يتحدثون فيها عن العمل بصورة سطحية. فالأفضل لك تجنبها مطلقا.
القاعدة الثالثة عشرة: آخر يوم من أيام عملك الأسبوعي هو نهار (كيف حالك) أي في كل آخر يوم من أيام العمل الأسبوعي قم بدعوة أحد الموظفين أو المساعدين في أقسام أخرى من المؤسسة إلى الغداء، واسأله عن حاله؛ فهؤلاء الأشخاص مهمون في المؤسسة، ويجب أن يشعروا بأهميتهم لديك.
القاعدة الرابعة عشرة: تحالف مع منافسيك في العمل، فدعم ومساعدة هؤلاء مهم جدا.
القاعدة الخامسة عشرة:اعرف الجميع بأسمائهم الأولى، فمعظم الناس لو تعاملت معهم بأسمائهم الخاصة يشعرون بأهميتهم لديك، وهو عامل نفسي مهم جدا.
القاعدة السادسة عشرة: نظم جولات خاصة بالعمل الجيد، وقم بتوزيع بطاقات تهنئة خاصة على أطقم الموظفين الأكفاء، فهذا يعطي للموظفين لديك تشجيعا وروحا للعمل مرتفعة، ويكسبهم تقديرك واحترامك.
القاعدة السابعة عشرة: اتصل اتصالا إضافيا، المقصود بهذه النصيحة هو أن تجهد نفسك أكثر في العمل وتعطيه كل طاقتك.
وذلك يكون من خلال اتصال إضافي، أو مقابلة إضافية، أو ساعات عمل إضافية، وهذا الفارق الكبير في البدء، يجعل فارق النجاح كبيرا في النهاية.
القاعدة الثامنة عشرة: حاول الوصول إلى المكتب قبل الدوام والخروج بعده، إذا أردت أن تكون سباقا في مهنتك يجب أن تكون سباقا في العمل.
ولكن لا تبق في المكتب إلى ساعة متأخرة، فإن هذا يعطي انطباعا أنك عاجز عن إتمام العمل في وقته. ولكن تكفي ساعة واحدة. فساعة واحدة إضافية من العمل كل يوم، تعني شهرا كاملا في السنة، مما يخولك للنجاح والتقدم على منافسيك.
القاعدة التاسعة عشرة: لا تأخذ عملك المكتبي إلى المنزل، فساعات المنزل هي ساعات اهتمامك بعائلتك وزوجتك، وهي ساعات الراحة والدفء العائلي.
القاعدة العشرون: اكتسب المواصفات المطلوبة للنجاح في مؤسستك، فأنت لو راقبت الناجحين أصحاب القرار في مؤسستك، فسترى قطعا عاملا مشتركا بينهم جميعا، ويكون هو العامل الرئيسي في نيل هذا النجاح في المؤسسة، كأن يكونوا جميعا مهندسين، أو من نفس العائلة، أو الدين، وحاول اكتساب هذا العامل، وإن لم يصلح ذلك، فالأفضل البحث عن مؤسسة أخرى يمكنك اكتساب عامل النجاح فيها.
القاعدة الواحدة والعشرون: تجنب السفر مع رؤسائك، فالسفر مع رئيسك قد يعيق عملك، لأنك قد لا تنشغل بالعمل، بل بالرئيس، علاوة على أن ما يهم الرئيس هو نتيجة عملك وليست الطريقة التي تقوم بها بالعمل.
القاعدة الثانية والعشرون: تناول الطعام في غرفتك بالفندق، ودعك من عشاء العمل، فهو غالبا مضيعة للوقت والمال. بل تناول عشاءك وحدك في غرفتك بالفندق.
القاعدة الثالثة والعشرون: اعمل ولا تقرأ كتيب الدعاية على متن الطائرة، فالوقت الذي يمر في الطائرة هو وقت رائع جدا؛ حيث لا انشغالات ولا اتصالات. فاستغل الفرصة لإنهاء جميع التقارير والمذكرات والمعلومات التي تريد كتابتها.
القاعدة الرابعة والعشرون:ا حتفظ دائما بملف للناس، واستثمر معارفك.
القاعدة الخامسة والعشرون: ابعث برسائل خطية فهي مختلفة عن غيرها إذ تكون شخصية ومعبرة أكثر.
القاعدة السادسة والعشرون: لا تتقرب كثيرا من رؤسائك فما يربطك بهم هو علاقة العمل، فحافظ على الرسميات بينك و بينهم.
القاعدة السابعة والعشرون: لا تحاول إخفاء فيل، فالمشاكل الكبيرة تظهر دائما حتى ولو خبأتها. فلا تتردد في إخبار رؤسائك بالمشاكل الكبيرة لو وقعت، فلن يفيد كثيرا إخفاؤها.
القاعدة الثامنة و العشرون: كن واضحا؛ مارس قاعدة «الكلام رخيص أما الأفعال فغالية الثمن».
لا تتكلم عن جدارتك، بل اثبت ذلك بأفعالك. فظاهرة الإبداع إن لم تترجم إلى فعل تصبح قلة مسؤولية، فالأفكار لا قيمة لها دون تطبيق.
القاعدة التاسعة والعشرون: خذ إجازات باستمرار واستغلها في السفر، فالسفر يهدئ النفس ويجعلها تستعيد نشاطها، علاوة على كونه يوسع الأفق وينشئ العلاقات التي تساعدك في أعمالك، وإذا سافرت، فلا تعطي أرقاما للاتصال بك.
القاعدة الثلاثون: أجب بنعم على أي طلب من رئيس تنفيذي أعلى رتبة منك، فليس بصحيح ما يذكر في بعض الكتب من أن تنفيذ طلبات الرؤساء دائما دليل ضعف. بل استمع لما يطلبه منك وأعط اقتراحا مختلفا لحل المشكلة، وتذكر: لا يهم ما هو الشيء المطلوب منك، المهم هو أن تقوم به بأفضل وأسرع مما طلب منك.
القاعدة الواحدة و الثلاثون: لا تفاجئ رئيسك أبدا، فهم لا يحبون المفاجآت، فهم يفضلون الاستعلام عن كل شيء، ويحبون أن يظهروا في صورة المسيطر على الوضع.
القاعدة الثانية والثلاثون: اظهر رئيسك بمظهر حسن وأظهر رئيسه بمظهر أحسن فرئيس الرئيس هو صاحب القرار النهائي في ترقيتك.
القاعدة الثالثة والثلاثون: لا تدع رئيسا جيدا يرتكب خطأ ما أبدا فسمعته وسمعة المؤسسة تؤثران مباشرة على مشوارك المهني، فساعده، بل قم بمهامه إذا اقتضى الأمر، وإذا وقع خطأ منه، فصححه دون ربطه بشخص الرئيس مباشرة، كأن تقول: هناك خطأ في التقرير.
القاعدة الرابعة والثلاثون: اذهب إلى المكتبة مرة في الشهر وهناك استغل الهدوء، ورتب أعمالك وأوراقك، وسترى أن العمل في المكتبة يشعرك بالتفوق لأن أعمالك ستكون منظمة، فيوم عمل في المكتبة قد يوازي عشرة أيام عمل في المؤسسة.
القاعدة الخامسة والثلاثون: أضف شيئا جديدا مهما إلى حياتك كل سنة، فلكسب الخبرة والكفاءة عليك دائما بتعلم شيء جديد بصفة دورية، كأن تتعلم لغة جديدة، أو تعلم فن معين، أو كتابة كتاب جديد تبرز فيه خبراتك. وضع أمام عينك لائحة بأمور تريد أن تتعلمها وأنجز واحدا منها كل سنة.
ملاحظات مهمة
* ارتد ثيابا مناسبة، فلكل زي مدلوله المعنوي لدى الآخرين، فهو يعطي إشارات عن أخلاق ونمط وحياة من يرتديها، ومن هنا أصبحت البذلة دليلا على رجل الأعمال الناجح.
* وظف أموالك دائما في الناس، ولا تبخل بالإنفاق على موظفك، فموظف قدير براتب كبير أفضل من عدد من الموظفين برواتب صغيرة، وأنفق على تدريبهم ورفع كفاءتهم.
* ادفع بسخاء لمن يعمل معك فالموظف الكفء لا تبخل عليه بما يستحقه، فهو أفضل عندك من عدد من الموظفين غير الأكفاء، وهذا لا يعرفه الكثير من المديرين فتراهم يوظفون الكثير ويعطون القليل بدون مردود إنتاجي جيد.
* توقف، انظر من حولك، اصغ. فإذا كنت تريد أن تصبح رئيسا ناجحا، عليك باحتراف فن التوقف والنظر من حولك والإصغاء.